اجتماع في عمان اليوم لبحث احتياجات الدول المضيفة للعراقيين

المفوضية السامية تحضر بصفة «مراقب» وتنتظر ما ستقدمه الحكومات

صبي نزحت أسرته بسبب العنف الطائفي يجلس على صندوق مساعدات غذائية تسلمته اسرته من الهلال الاحمر العراقي في بغداد امس (أ.ب)
TT

يعقد في العاصمة الأردنية اليوم اجتماع للدول المضيفة للعراقيين على مستوى الخبراء، في محاولة للخروج بصيغة مشتركة للتعامل مع العراقيين في دول الجوار وتلبية احتياجات الدول المضيفة للعراقيين. واختصر دور المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في الاجتماع بدور «مراقب»، في وقت ناشدت منظمة «العفو» الدولية المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته تجاه اللاجئين العراقيين والدول المضيفة لهم. ويبحث الاجتماع الذي يستمر يوماً واحداً في أوضاع العراقيين المقيمين في هذه الدول، فضلاً عن تقديم العراق تصوراً مفصلاً حيال أوضاع النازحين العراقيين، بجانب البحث في سبل دعم احتياجات هذه الدول ومساعدتها لتحمل الأعباء التي تواجهها في مختلف القطاعات للمحافظة على مستوى الخدمات المقدمة للعراقيين الموجودين على أراضيها، وتسلط الاضواء على سورية والاردن لاستضافتهما اكبر عدد من اللاجئين. وتشارك في الاجتماع اضافة الى الاردن، العراق ومصر وسورية والجامعة العربية والامم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، فيما يحضر الاجتماع بصفة مراقب كل من تركيا وايران وروسيا واليابان.

وقال مصدر في مكتب المفوضية السامية للاجئين في الاردن: «الحكومة الأردنية هي التي بعثت الدعوات ونحن مدعوون على اساس مراقبين». وأضاف المصدر الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم الكشف عن هويته: «نشعر بمسؤولية تجاه اللاجئين ولدينا دور مهم يجب ان نلعبه، ولكن علينا ان ننتظر ما ستقدمه الحكومات اثناء الاجتماع». ويشارك في الاجتماع مدير مكتب المفوضية السامية لمنطقة الشرق الأوسط رضوان نويصر وممثل المفوضية في الاردن عمران رضا.

ويأتي الاجتماع بناءً على مقررات مؤتمر شرم الشيخ في مايو (ايار) الماضي، برئاسة العراق وعضوية ممثلين عن الأردن وسورية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وكان الاردن قد اعلن عقب لقاء وزير خارجيته عبد الاله الخطيب ونظيره العراقي هوشيار زيباري في عمان الشهر الماضي موافقته على استضافة اجتماع للدول المضيفة للعراقيين، لبحث سبل دعم احتياجات هذه الدول ومساعدتها في مواجهة الاعباء الناجمة عن وجود العراقيين على اراضيها والمحافظة على مستوى الخدمات المقدمة لهم.

واعتبر المسؤول في المفوضية العليا ان اجتماع اليوم «سيمثل فرصة لمعرفة كيفية مساعدة الاردن وسورية على وجه الاخص، اذ يستضيفان اكبر عدد من العراقيين وعلى المجتمع الدولي دعمهما». وسيشكل بحث احتياجات الدول المضيفة للعراقيين العنصر الاساسي للاجتماع، ولم تدع أية من المنظمات الانسانية للاجتماع.

وحسب تقديرات اردنية رسمية تبلغ تكلفة اقامة العراقيين على الاراضي الاردنية والذين يقدر عددهم بنحو 700 الف، حوالي مليار دولار. ووفق الهيئات العالمية لجأ حوالي 1.4 مليون عراقي الى سورية ونحو 700 الف الى الاردن و80 الفا الى مصر ونحو 200 الف الى دول اخرى منها لبنان وبعض دول الخليج، وتم تسجيل حوالي 130 الفا منهم رسمياً كلاجئين منذ مطلع العام الحالي في دول جوار العراق. يذكر ان منظمة «فافو» النرويجية انهت اخيراً اجراء مسح استمر 16 اسبوعاً لاعداد العراقيين في الاردن ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي. ويتوقع نشر نتائج المسح الاسبوع المقبل لتتضح صورة حول احتياجات هؤلاء العراقيين.

وأكد السفير العراقي في عمان سعد الحياني ان العراق «سيتحمل مسؤولياته كاملة تجاه ابنائه في الخارج»، مشيراً الى ان العراق خصص في الاجتماع الذي عقد بهذا الخصوص في جنيف في شهر ابريل (نسيان) الماضي 25 مليون دولار، ومن المتوقع ان يعلن العراق عن كيفية صرف هذه الاموال بعد اجتماع اليوم.

ومن جهتها، وجهت منظمة «العفو» الدولية نداءً أمس للمجتمع الدولي لتقديم مساعدة مادية للاردن وسورية للتعامل مع استضافة العراقيين، بالاضافة الى المساهمة في برامج خاصة لاستضافة العراقيين خارج دول الجوار. وقال مدير قسم المنظمة الدولية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا: «غالبية اللاجئين (العراقيين) هربوا الى سورية والاردن، مما ادى الى ضغوط كبيرة على مصادر هاتين الدولتين مما ينذر بأزمة انسانية قد تؤثر على المنطقة كلها في حال لم تتخذ اجراءات دولية منسقة فوراً». واعتبر ناطق باسم المنظمة الدولية بأن «أي مساعدة مالية تقدم للاردن أو سورية يجب ان توجه لمساعدة اللاجئين ومواطني البلدين، فيجب الا تكون المنفعة للاجئين فقط وإلا سيرفض المواطنون في الدولتين وجود هؤلاء اللاجئين». وأضاف الناطق لـ«الشرق الاوسط»: «هناك حاجة للمساعدة في مجال الصحة والتعليم ويجب ان تمنح اموالاً لبناء مستشفيات ومدارس لمساعدة اللاجئين والمحتاجين في الدولتين حتى لا يشعر المواطنون بأن هناك نوعا من العنصرية ضدهم في بلدهم». ولفت الناطق الى ان الكثير من الوعود التي اطلقتها الدول المانحة في مؤتمر جنيف للاجئين العراقيين لم تلب بعد، قائلاً: «يجب تلبية احتياجات سورية والأردن الدولتين اللتين لم تغلق ابوابهما للعراقيين». وشدد على ان منظمة «العفو» الدولية قررت اطلاق تقريرها اليوم تزامناً مع اجتماع الدول المضيفة من اجل «تسليط المزيد من الاضواء على المواضيع المتعلقة بأزمة اللاجئين التي قد تتفاقم اذا استمر تدهور الوضع في العراق».