42 قتيلا و22 جريحا في تجدد للمعارك بين قبيلتي «الترجم» و«الرزيقات» في دارفور

الخرطوم تصف تقريرا أمميا حول الإقليم بالإيجابي

عسكريان من قوات حفظ السلام الأفريقية يحرسان منطقة في جنوب دارفور أمس (أ. ف .ب)
TT

قتل 42 شخصا وأصيب 22 بجراح في تجددت للمعارك بين قبيلتي «الترجم والرزيقات الابالة» في ولاية جنوب دارفور، فيما قال آخر تقرير للأمم المتحدة عن الأوضاع في دارفور ان 25 ألف شخص آخرين اجبروا على ترك ديارهم. وتأتي هذه التطورات الساخنة في دارفور بعد يومين من ختام زيارة نادرة قام بها الرئيس عمر البشير للإقليم، قال خلالها ان الوضع الأمني في الإقليم في تطور كبير.

في غضون ذلك، تضاربت تصريحات المسؤولين السودانيين أمس حيال مسودة قرار غربي معدل وزع على أعضاء مجلس الأمن حول تمويل القوات الهجين المتفق عليها في دارفور، ففيما وصف الناطق باسم وزارة الخارجية المسودة بانها «ايجابية»، اعتبرها مندوب السودان لدى الأمم المتحدة «قبيحة».

وفي الخرطوم، وفي أول رد فعل تجاه المسودة، قال علي الصادق الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية بأنها ايجابية مقارنة بالأولى، وأضاف في تصريحات صحافية «من وجهة نظري إنها أفضل وفيها اعتراف بالمرجعيات الخاصة باعتماد العملة الهجين عبر اجتماعات في أديس ابابا الإثيوبية وابوجا النيجيرية بين الأطراف كافة»، ولكنه استدرك ان القرار النهائي بشأن المسودة الآن قيد الدراسة، وكشف في الخصوص ان وزارته تسلمت المسودة أمس وعليها شكلت الحكومة عاجلا لجنة من عضوية الخارجية والأطراف الأخرى المعنية في الدولة لدراسة المسودة، وأصدر الرأي النهائي الرسمي للحكومة بشأنها، كما استدرك بان هناك نقاطا سلبية في المسودة خاصة فيما يتعلق بتفوض القوات الهجين.

وميدانيا، تجددت المعارك بين قبيلتي الترجم والرزيقات الابالة في ولاية جنوب دارفور، أسفرت عن مقتل 42 شخصا واصيب 22 بجراح نقلوا اثرها إلى مستشفيات مدينتي «نيالا وكاس» لتلقي العلاج، وتضاربت الأنباء لدى الطرفين ومسؤولي الحكومة بشأن حصيلة الضحايا والتسبب في تجدد القتال في منطقة توربرنقا الواقعة على بعد 118 كلم غرب مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور.

وقال احد الجرحى من قبيلة الترجم ان رجالا من الابالة يقدر عددهم بـ200 اعترضوا قافلة بدورية للترجم كانت في طريقها من غرب دارفور الى مناطق البلابل «ديار الترجم» بجنوب دارفور، وأدى الاشتباك بينهما الى مقتل 12 من الترجم في الحال وجرح 20 . واقر احد عمد الرزيقات الابالة بسقوط اكثر من 30 قتيلا من عشيرته من دون ان يحدد اعداد القتلى والجرحى منهم. واتهم عمدة الترجم بالهجوم على فرقان قبيلته والتسبب في تجدد اعمال العنف بين القبيلتين. واعلن معتمد محلية كاس، مسرح الحادث، اسماعيل محمد هارون عن مصرع 18 من الطرفين وجرح 22 في قتال بين الطرفين. وقالت الشرطة انها ارسلت تعزيزات عسكرية مشتركة من الشرطة والجيش والامن للسيطرة على الاوضاع الامنية المتدهورة بالمنطقة والحيلولة دون اتساع دائرة القتال.

وقال تقرير حديث صادر عن الامم المتحدة حول الاوضاع في دارفور إن أعمال العنف وانعدام الامن في دارفور اضطرت 25 ألف شخص اخرين لترك ديارهم وأصبحت تزيد الضغط على المخيمات المكتظة بالنازحين، وتحدث التقرير عن «استمرار عمليات قصف جوي شنها الجيش في شمال دارفور حتى أواخر يونيو، واستمرار التقارير عن مصادمات بين الجيش وفصائل المتمردين... في مواقع مختلفة».

واورد التقرير «من الاثار الواضحة جدا لزيادة معدل النزوح تزايد سكان مخيمات النازحين داخليا التي لم يعد الكثير منها يستوعب وافدين جددا»، وذكر التقرير أن احدى وكالات المساعدات طلب منها مغادرة بلدة كتم في شمال دارفور وأن عدد العاملين في مجال الاغاثة في دارفور تراجع الى 12300 شخص وهو عدد يقل 2400 عامل عما قبل عام. كما تراجعت نسبة وصول المساعدات الى المحتاجين الى 68 في المائة مقابل 78 في المائة العام الماضي. وأضاف «في الوقت نفسه زاد عدد السكان المتضررين بسبب الصراع أكثر من نصف مليون الى 4.2 مليون».

وعبرت سيما سمر المقرر الخاص لحقوق الانسان في السودان في اول يوم لزيارة بدأتها للبلاد عن أملها في ان ترى تحسناً ملموساً في أوضاع حقوق الانسان في السودان عامة ودارفور بصفة خاصة، وقالت في تصريحات صحافية عقب لقائها امس وفي مستهل زيارتها للسودان بأعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ان زيارتها الحالية للسودان جاءت بعد لقائها بمسؤولي حقوق الانسان في جنيف والامم المتحدة.

وقال الدكتور عبد المنعم عثمان محمد طه مقرر المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ان الاجتماع مع سمر ناقش كل ما يتعلق بأوضاع حقوق الانسان في البلاد، مشيراً الى أن الهدف من زيارته المقررة هذه المرة هو الاطلاع على كافة هذه الأوضاع بما في ذلك اتفاقية السلام في جنوب وشرق السودان اضافة لبعض المواضيع المتصلة بتنفيذ قرارات مجلس حقوق الانسان.