العالقون على معبر رفح يتسولون في شوارع العريش

معتصمون فلسطينيون يدعون الرئيس مبارك إلى وقف مأساتهم

مؤيدون لحركة حماس يلوحون بالأعلام الفلسطينية خلال اعتصام عند معبر رفح احتجاجا على إغلاقه امس (ا ب)
TT

قالت منظمة حقوقية فلسطينية إن العشرات من الفلسطينيين العالقين على معبر رفح يتسولون في شوارع مدينة العريش المصرية بعد أن نفدت أموالهم. وفي مؤتمر صحافي عقده بغزة، قال خليل ابو شمالة مدير مؤسسة الضمير لحقوق الانسان ان عشرات الفلسطينيين من نساء واطفال وكبار في السن شوهدوا وهم يتسولون في شوارع العريش وامام المساجد يوم الجمعة الماضي.

واشار ابو شمالة الى ان «عددا كبيرا من بين العالقين هم من كبار السن والأطفال والنساء، والمرضى الذين يعانون امراضاً خطيرة مثل السرطان والقلب وغيرهما من الأمراض الحرجة، وبالتالي فإن استمرار إغلاق المعبر يعرض حياتهم لخطر الموت، سيما وأنهم يعيشون أوضاعاً نفسية سيئة في وقت لا يوجد لديهم أي معلومات حول موعد إعادة فتح المعبر». واضاف البيان «ان غالبية العالقين نفدت أموالهم تماماً، وهم يعيشون على مساعدات تقدم لهم من جهات مختلفة إلى أن وصلت الأمور ان شوهد عشرات من النساء والأطفال والشباب العالقين يوم الجمعة الماضي وهم يتسولون أمام مساجد مدينة العريش ومحافظة شمال سيناء». وحسب البيان فإن «أكثر من 15 ألف مواطن ما زالوا عالقين ولا يستطيعون العودة إلى بيوتهم، بعد أن أغلق المعبر منذ حوالي شهر ونصف خاصةً بعد أن سيطرت حركة حماس على القطاع بما فيه معبر رفح» موضحاً ان «عدد الذين قضوا خلال هذه الفترة حوالي ثلاثين مواطناً هم أصلاً كانوا في رحلات علاج».

وحملت الضمير كل الأطراف مسؤولية إعادة فتح معبر رفح على أطراف الاتفاق وهم حكومة الاحتلال الإسرائيلي والاتحاد الأوروبي والحكومة المصرية والسلطة الفلسطينية. ووجهت نداء عاجلا للرئيس المصري حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لاتخاذ إجراءات سريعة لضمان عودة العالقين ومنع كارثة إنسانية واجتماعية.

ودعا الاف الفلسطينيين الرئيس مبارك لمنع الكارثة الإنسانية للعالقين منذ اكثر من 9 اسابيع. وفي اعتصام كبير نظم في على الحدود المصرية ـ الفلسطينية، حث المعتصمون الرئيس مبارك على التدخل السريع لإنهاء المأساة. وفي مؤتمر صحافي عقد على هامش الاعتصام قال رئيس المجلس التشريعي بالانابة احمد بحر «إن صبر شعبنا لن يطول كثيراً على هذه المعاناة الإنسانية، خاصة وأن دول العالم تقف موقف المتفرج إزاء هذه الأزمة الإنسانية المتواصلة». وأضاف «أن الشقيقة مصر تقف دوماً إلى جانب شعبنا في كافة الأزمات ونحن ندعوها لتحمل مسؤولياتها التاريخية أمام الله وأن تعمل بكل جهد من اجل إعادة فتح المعبر». وناشد بحر الرئيس مبارك ضرورة المساعدة من أجل إنهاء معاناة العالقين. وتابع القول: «جئنا اليوم إلى معبر رفح لنسمع صوتنا إلى العالم اجمع من أجل إنهاء الحصار الظالم وفتح المعبر أمام المرضى والأطفال والشيوخ والطلاب الذين تقطعت بهم السبل منذ فترة طويلة، ونؤكد أن شعبنا بكل توجهاته يرفض الظلم والمعاناة». وجدد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال احترام الاتفاقات الموقعة بشأن المعبر، داعياً لعودة الوزارات ذات الصلة وقوات الشرطة والأمن الوطني وعودة كل الموظفين غير المتورطين بالفساد لإدارة المعبر. ورحب هنية بعودة المراقبين الأوروبيين للمعبر، مشيراً إلى أنه طرح سابقاً أن يدير الصليب الأحمر المعبر من أجل إنهاء الازمة، أو أن يشرف القطاع الخاص على أداء المعابر وخاصة المعبر التجاري (كارني/المنطار) وأن يكون له حق الاتصال بكل الأطراف الإسرائيليين والأميركيين والأوروبيين، وقال: «نتمنى أن تنتهي هذه المعاناة قريباً».