أضرب نائب حزب الوفد (المعارض) في مصر، محمد عبد العليم داود، عن الطعام أمس، احتجاجاً على نقص مياه الشرب في دائرة فوَّة بمحافظة كفر الشيخ، التي يمثلها في البرلمان المصري. وقال الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية، لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة قررت تخصيص نحو مليار جنيه للتعجيل بحل مشكلة نقص المياه في بعض قرى الدلتا، و«على النائب متابعة تنفيذ هذه الخطوة الحكومية في دائرته»، نافياً أن تكون الحكومة أجرت اتصالاً بالنائب المضرب عن الطعام. وتظاهر مصريون في قرى بالدلتا خلال الأسابيع الأخيرة للمطالبة بالحصول على مياه الشرب. وقال نائب حزب الوفد في مذكرة بعث بها لكبار المسؤولين في الدولة بعد قرار إضرابه عن الطعام إن «أهالي دائرتي يموتون عطشاً»، مطالباً بحل عاجل للمشكلة التي تعاني منها قرى مصرية بالدلتا منذ عدة أسابيع. وأضاف داود لـ«الشرق الأوسط»، عقب بدئه الإضراب عن الطعام بمقر البرلمان بالقاهرة صباح أمس: «رئيس البرلمان لم يكن بمكتبه.. تركت مذكرة له عن إضرابي عن الطعام.. أرسلت مذكرة مماثلة لرئيس الدولة، وأبلغت النائب العام». وتلقى داود وعداً من لجنة الإسكان بالبرلمان أمس بالانتقال إلى دائرة فوَّة للوقوف على مشكلة مياه الشرب هناك يوم الثلاثاء المقبل، لكن داود طالب الحكومة بتدخل عاجل لتوفير المياه للمواطنين، قائلاً «إنها (الحكومة) قادرة على حل المشكلة فوراً. يمكنهم تشغيل محطات ضخ المياه القديمة، إلى حين الانتهاء من تنفيذ المحطة الجديدة التي كان من المفترض إنجازها في عام 2005».
واتهم النائب الوفدي الحكومة بالتهرب من تنفيذ التوصيات التي وضعها البرلمان في السنوات الماضية، حول مشكلة مياه الشرب، وقال في مذكرة بعث بها أمس لرئيس البرلمان ولعدد من كبار المسؤولين بالدولة، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إن «لجوئي إلى الإضراب عن الطعام اعتباراً من اليوم (أمس الأربعاء) ليس وليد لحظة انفعالية، ولكن بعد أن سدت كل الأبواب لإلزام الدولة بما وعدت به تجاه ما يتعلق بحياة الإنسان المصري خاصة في قضية مياه الشرب».
وأثناء مناقشة مشكلة نقص مياه الشرب في عدة قرى بدلتا مصر بلجنة الإسكان بالبرلمان يوم 12 الشهر الجاري، أعلن داود، إنه سينفذ إضراباً مفتوحاً عن الطعام يوم 25 الجاري (أمس). وطالب بـ«المعالجة العاجلة» للأزمة، عن طريق «ضخ المياه الموجودة حالياً في المحطات المتهالكة بعد تنقيتها»، وأن تلتزم الحكومة بتقديم موعد جدي للانتهاء من أعمال إقامة محطة مياه جديدة بالمنطقة «حيث كان مقرراً الانتهاء منها عام 2005. الحكومة تستطيع حل المشكلة في وقت عاجل»، على حد قوله.
وفي رده على أسئلة «الشرق الأوسط» قال الدكتور مفيد شهاب إن وزير الإسكان شرح أبعاد مشكلة المياه وطريقة حلها، وإن الحكومة كانت حتى أمس تدرس قضية المياه بالدلتا، واستمعت لملاحظات لوزير الإسكان واتخذت إجراءات للتعجيل بإنهاء مشكلة مياه الشرب، و«هو عليه (النائب) متابعة الموضوع مع الوزير المختص. الحكومة مهتمة جداً بحل بقضية المياه في بعض القرى، وقررت اعتماد نحو مليار جنيه للتعجيل بذلك».