لبنان: فشل الوساطات لتحقيق التوافق ينذر بمعركة قاسية في انتخابات المتن الشمالي

تخوف من انعكاسات سلبية على الشارع المسيحي

TT

لم تنجح الوساطات المتعددة في تقريب وجهات النظر ومنع حصول معركة في دائرة المتن الشمالي التي ستشهد هي وبيروت في الخامس من اغسطس (آب) المقبل انتخابات فرعية لملء مقعدين شغرا باغتيال النائبين بيار الجميل ووليد عيدو.

ومع اقتراب اعلان فشل المساعي تتهيأ منطقة المتن لمعركة قاسية قد تكون لها انعكاساتها السلبية على الشارع المسيحي، وهو ما تحاول البطريركية المارونية تجنبه لتشجيع التوافق على مرشح وحيد في ظل اعلان الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل ترشيح نفسه لملء المقعد النيابي الذي شغر باغتيال نجله وقرار العماد ميشال عون خوض المعركة بمرشح من تياره.

وزار امس وفد من «التيار الوطني الحر» ضم النائب ابراهيم كنعان والمرشح في المتن الشمالي الدكتور كميل خوري والقيادي في «التيار» آلان عون، مقر حزب الطاشناق الارمني في برج حمود. وكان في استقبالهم الامين العام للحزب هوفيك مخيتاريان والنائب آغوب بقرادونيان الذي قال: «اليوم وبعد كل الجهود والمساعي التي قمنا بها عند الأطراف السياسية وخاصة عند الرئيس أمين الجميل للتوافق قبل إعلان تاريخ الانتخابات، رأينا انه لم نستطع الوصول إلى الهدف المنشود. واليوم للأسف بعد فشل المساعي أخذنا قرار خوض المعركة. والتاريخ السياسي والانتخابي لحزب الطاشناق يدل على انه لا يتخلى عن حلفائه، فالدكتور خوري هو مرشح تحالف العماد عون ـ الرئيس ميشال المر ـ الطاشناق. وسنخوض هذه الانتخابات بروح ديمقراطية ورياضية. ونتمنى أن ننتصر في هذه الانتخابات. وفي النهاية الانتصار لن يكون لنا بل للمتن وللديمقراطية».

وحول المساعي للتوافق قال النائب بقرادونيان: «للأسف الشديد، نحن لم ننجح في الوساطة. هناك أطراف أخرى لا سيما أصحاب السيادة المطارنة وبمباركة غبطة البطريرك يقومون بالمساعي. ونحن نتمنى لهم النجاح. لكن اليوم باب المعركة قد فتح وإذا لم يحصل تطور ايجابي بالنسبة الى الوساطة نحن ذاهبون نحو معركة... هناك حياة ديمقراطية يجب أن تأخذ مجراها».

وزار النائب بيار دكاش امس رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع حيث كانت المحطة الاخيرة لجولته الوساطية. وقال ان وساطته مستمرة، آملاً في الوصول «في نهاية المطاف الى توافق بين الاخوة اللبنانيين في هذه المعركة». واضاف: «لمست التشجيع والتأييد لهذه المبادرة التي ترعاها بكركي. ولو انني لا انطق باسم البطريرك صفير، ولكن رأيت ان المسعى الذي اقوم به ينسجم وما تريده بكركي» مؤكداً على «اهمية الوفاق والمصالحة الوطنية ولاسيما بين القادة المسيحيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان» وعلى «ان الامل موجود».وعن التشنج بين الأفرقاء السياسيين وخصوصا بين الرئيس الجميل والعماد عون شدد على «اننا نعيش في نظام ديمقراطي برلماني حر لا نرضى بديلاً عنه. ومهما كانت المواقف فهذا النظام يتيح لكل الأفرقاء ابداء الرأي بوضوح وصراحة وحدة. وهذا لا يبدد الأمل في الالتقاء على اعتبار انه عندما نصل الى الخط الأحمر فأجزم أن كل القيادات اللبنانية وخصوصا المسيحية منها سيتوحد موقفها من اجل الانقاذ».

من جهته، اعتبر النائب روبير غانم عقب لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير امس ان انتخابات المتن «ليست في مكانها ولا في زمانها ولا في محلها. لأن المعركة ان حصلت فإنها لن تؤدي الى ربح احد، فالكل خاسر، ولبنان سيكون ايضاً خاسراً ويجب تجنب هذه المعركة». وقال: «غبطة البطريرك من هذا الرأي وقام بمساع وسيقوم بمزيد من المساعي للتوصل الى تجنيب هذه المنطقة العزيزة هذه المعركة الشرسة التي بدأت بشائرها تلوح في الافق لجهة الانقسامات والتشنجات وثنائيات سلبية يعيشها البلد اليوم».

ومن زوار صفير ايضاً النائب سمير فرنجية الذي قال: «المعركة الانتخابية مريحة وبتقديري محسومة وهذا الجانب لا يزعجني. الامر الذي يزعجني ان (النائب) بيار الجميل لم يمت بحادث سيارة بل بحادث قتل شنيع، فهناك ضرورة للعودة الى تقاليدنا وقيمنا في طريقة التعاطي في الشأن السياسي. المسألة ليست معركة ديمقراطية، وأقولها وأنا واثق بنتائج المعركة وليس عندي شك في حسمها.