محادثات بين «الناتو» وموسكو لحل الخلاف حول الأسلحة التقليدية

ميركل تقود وساطة بين الحلف وموسكو

TT

شهد مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل أمس محادثات بين الحلف وروسيا حول الأزمة بينهما بشأن معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا.

وقالت مصادر في الحلف ان المحادثات جرت خلال اجتماع مجلس الشراكة الروسي ـ الأطلسي الذي انعقد على مستوى السفراء وقدمت موسكو الدوافع التي كانت وراء قرارها تعليق العمل بالمعاهدة.

وتأتي محادثات امس بعد فترة من اعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، انسحاب بلاده من المعاهدة الموقعة عام 1999 وتعليق العمل بها في مبادرة أثارت قلق الناتو وعمقت الأزمة القائمة بين موسكو وبروكسل والتي شملت أيضا ملف مشروع نشر نظام دفاعي صاروخي أميركي في بولندا وجمهورية التشيك.

ومنحت روسيا خمسة اشهر للدول الأطلسية لإيجاد مخرج للأزمة الحالية حول معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية وحدد الرئيس بوتين يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) القادم لحسم موقفه النهائي. وتطالب روسيا بأن يصادق الناتو على المعاهدة المعدلة لتخفيض الأسلحة التقليدية في القارة الأوروبية، ولكن الحلف يطالب من جهته بأن تسحب روسيا قواتها بشكل تام، وقبل أية خطوة من جانبه، من كل من جورجيا ومولدافيا ووفق تعهدات موسكو خلال قمة اسطنبول الأطلسية منذ أربع سنوات. وكان الأمين العام للحلف قد أعلن في ابريل (نيسان) الماضي ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ابلغ دول الحلف الأطلسي ان روسيا قررت تعليق معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا. وأضاف شيفير «لقد بحثنا عواقب خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول معاهدة القوات التقليدية في اوروبا، ولقد تبلغ الحلفاء بأسف هذا القرار لأن معاهدة القوات التقليدية في اوروبا، هي احد أركان الأمن الأوروبي».

وقال دي هوب شيفر إن الحلفاء احترموا على الدوام معاهدة القوات التقليدية في اوروبا، نصا وروحا، ولم ينتهكوها في رد واضح على الاتهامات الروسية التي مفادها ان الأميركيين انتهكوا هذه المعاهدة في بلغاريا ورومانيا. وتعليقا على قول الرئيس الروسي إن أعضاء الناتو لا ينفذون شروط معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، أشار شيفير إلى أن الدول أعضاء الحلف تنوي المصادقة على المعاهدة عندما تنفذ روسيا الشروط التي تتضمنها، وخاصة أن الناتو سبق أن طالب روسيا بسحب القوات من جورجيا ومولدافيا. وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل انه ورغم الأزمة الحالية القائمة بين روسيا والغرب، فان المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بدأت وساطة فعلية بين موسكو والناتو، لتحريك الموقف والتوصل إلى تسوية عبر المفاوضات.

ويرفض الحلف حتى الآن الدخول مع موسكو في مفاوضات مباشرة حول الجانب الآخر من الأزمة، المتمثل في درع الصواريخ الأميركي، ويردد ان هذه المسألة تمثل موضوعا ثنائيا بين واشنطن وكل من وارسو وبراغ.