رئيس الوزراء الياباني لن يستقيل رغم هزيمة ساحقة في مجلس المستشارين

اليابان تدخل مرحلة شلل سياسي

فرز الأصوات في أحد مراكز الاقتراع باليابان أمس (ا ف ب)
TT

أكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، 52 عاما، أنه سيبقى في منصبه، رغم الهزيمة الساحقة التي مني بها ائتلافه الحاكم في انتخابات مجلس المستشارين الياباني. وأضاف في مؤتمر صحافي أن «عملية بناء الأمة بدأت لتوها، وأود أن أؤدي واجبي بالمضي قدما في الاصلاح كرئيس للوزراء»، كذلك رفض الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي ينتمي اليه آبي، إثارة موضوع استقالة رئيس الوزراء. وقال الأمين العام المساعد للحزب تيرونوبو ايشياهارا «انه الحكم الانتخابي الأكثر قسوة، الذي شهدته في حياتي».

لكنه اضاف ردا على سؤال للصحافيين، عن احتمال استقالة آبي أن« رئيس الوزراء لا يزال موضع آمال الكثيرين». وتابع «عندما ستصدر كل النتائج، سيتحدث رئيس وزرائنا. علينا أن نطلع أولا على النتائج».

وأشارت استطلاعات نشرتها وسائل الاعلام لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، الى هزيمة كبيرة للحزب الديمقراطي الليبرالي وشريكه في الائتلاف حزب كوميتو الجديد البوذي الصغير، اللذين قد يحصلان على اقل من أربعين مقعدا من 121 يتم التنافس عليها.

وانتخابات التجديد النصفي لمجلس المستشارين وهو المجلس الأعلى في البرلمان الياباني والمؤلف من 242 مقعدا هي الأولى منذ تولي آبي السلطة كزعيم للحزب الديمقراطي الحر الحاكم، وتعهده بتعزيز الوضع الأمني العالمي لليابان، وإعادة صياغة دستورها السلمي، وتعزيز النمو الاقتصادي.

ويحتفظ حزب آبي بأغلبية كبيرة في المجلس الأدنى من البرلمان، وهو المجلس الأقوى. ولكن بدون الأغلبية في مجلس المستشارين، سيكون من الصعب سن القوانين، مما يهدد بحدوث شلل سياسي. وكانت مراكز الاقتراع الـ52 ألفا فتحت أبوابها منذ السابعة صباحا في كل انحاء اليابان. وقال توشيو موتو، 75 عاما، وهو حرفي من منطقة سيتاجايا بطوكيو، اعتدت دائما التصويت لصالح الحزب الديمقراطي الحر، ولكنني أدليت بصوتي هذه المرة للحزب الديمقراطي في اشارة الى الحزب الرئيسي للمعارضة. وأضاف «الحزب الديمقراطي الحر أجاز الكثير من التشريعات بالقوة. لا أريد هذا. أريد التغيير». ورغم لهجته الحادة تجاه الصين قبل توليه السلطة في سبتمبر (أيلول) إلا أن آبي نال تأييدا مبكرا لتحسين العلاقات مع بكين وسيول والتي كانت تمر بحالة من الفتور خلال فترة سلفه جونيتشيرو كويزومي، التي استمرت خمسة أعوام. لكن الشكوك حول قدرته على الزعامة اثارتها سلسلة من الاخطاء والفضائح، التي أدت الى استقالة اثنين من اعضاء مجلس الوزراء، وانتحار ثالث بالإضافة إلى ما تكشف من فشل الحكومة في التعامل مع قضية معاشات التقاعد.

وقال محلل إن «هذه أول انتخابات عامة منذ أن أصبح آبي رئيسا للوزراء، ومن ثم فبهذا المعنى ستكون الانتخابات حكما على ادارته». وقبل إغلاق مراكز الاقتراع مباشرة كان الاقبال أقل بنسبة 5.0% عن نسبة الاقبال في انتخابات مماثلة في يونيو (حزيران) عام 2004 وبلغت 9.39%.

وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن شعبية الحكومة اليابانية تراجعت إلى 28%، لتسجل بذلك أدنى مستوى لها منذ وصول آبي إلى رئاسة الوزراء بعدما استمر الوزراء الذين اختارهم بنفسه في أن يكونوا هدفا للانتقادات العامة، بسبب أخطائهم السياسية الفدحة.

يذكر أن وزير الزراعة نوريهيكو أكاجي، اتهم بسوء التصرف في ميزانيات سياسية. واستقال وزير الدفاع فوميو كيوما، بعد تصريحات مثيرة للجدل تتعلق بالتفجيرات الذرية، كما انتحر وزير الزراعة توشيكاتسو ماتسوكا بسبب تورطه في فضيحة.