أولمرت: أميركا رفعت مساعداتها العسكرية لإسرائيل إلى 30 مليار دولار

مصادر إسرائيلية: تل أبيب أقنعت واشنطن بوضع قيود على صفقة السلاح الكبيرة مع دول الخليج

TT

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت إنه نجح في اقناع الادارة الاميركية بزيادة مساعداتها العسكرية لإسرائيل بنسبة 25% لتصل إلى أكثر من 30 مليار دولار على مدى عشر سنوات، في اعقاب عقد صفقة سلاح كبيرة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الخليج تصل قيمتها الى 20 مليار دولار. وأضاف اولمرت لدى افتتاحه جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي صباح امس أن زيادة المساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل تعتبر مساهمة مهمة ودفعة كبيرة لأمن إسرائيل، مشيراً الى إن الرئيس بوش تعهد بالحفاظ على «التفوق النوعي» لإسرائيل على جميع دول المنطقة. وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية على موقعها في شبكة الانترنت امس أن الموافقة الاميركية على زيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل جاءت نتيجة لتطمين اسرائيل في اعقاب عقد صفقة السلاح الاميركية مع عدد من دول الخليج. ونوهت الصحيفة الى ان ما اثار رضى صناع القرار في اسرائيل بشكل خاص هو أن الولايات المتحدة وافقت على منح إسرائيل الحق في استخدام جزء من اموال المساعدات لشراء اسلحة وتجهيزات من انتاج مؤسسة الصناعات العسكرية الاسرائيلية التابعة للدولة العبرية نفسها. وقال داني ايالون السفير السابق في الولايات المتحدة تعقيباً على ذلك، ان اسرائيل تحقق بذلك انجازين كبيرين، فمن ناحية تحصل على مساعدات كبيرة وفي نفس الوقت تقوم باستخدام الاموال الاميركية في شراء سلاح من انتاج اسرائيلي الامر الذي يعمل على ازدهار الصناعات العسكرية الاسرائيلي وهذا يمثل انجازا عسكريا واقتصاديا.

الى ذلك نقلت «هآرتس» عن مصادر رسمية اسرائيلية قولها إن إسرائيل نجحت في اقناع الولايات المتحدة بوضع قيود على صفقة السلاح الكبيرة التي أبرمتها الولايات المتحدة مع دول الخليج. وأشار ألوف بن المراسل السياسي للصحيفة الى أن إسرائيل ابدت حساسية كبيرة لحقيقة أن الصفقة مع دول الخليج تتضمن تزويد هذه الدول بقنابل ذكية من نوع «جايدام»، التي تطلق من الطائرات وبتوجيه من الأقمار الصناعية. وأشار بن الى أن إسرائيل ارسلت على عجل وفدا عسكريا برئاسة كل من مدير الدائرة السياسية في وزارة الدفاع الجنرال عاموس جلعاد، ورئيس قسم التخطيط في هيئة أركان الجيش الجنرال عوزي نحشون اللذين التقيا بكبار موظفي وزارة الدفاع الأميركية.

وحسب الموقع فقد نجح كل من جلعاد ونحشون في فرض قيود على الصفقة مع دول الخليج. وتشمل هذه القيود إبطال مفعول بعص مزايا القنابل الذكية الجوية الممنوحة لدول الخليج حتى لا يكون بوسعها ضرب إسرائيل، الى جانب التزام هذه الدول بعدم وضع هذا القنابل في القواعد الجوية القريبة من اسرائيل.

وأشارت الصحيفة الى أن سلاح الجو الاسرائيلي يمتلك منذ عدة سنوات هذه القنابل، وقد استخدمها في قصف معاقل حزب الله المحصنة في الضاحية الجنوبية عندما حاول اغتيال امين عام الحزب حسن نصر الله خلال الحرب الاخيرة. وأشارت الصحيفة الى أن الأميركيين أوضحوا لإسرائيل أن تزويد دول الخليج بهذا السلاح يأتي ضمن الاستراتيجية الأميركية الرامية الى تعزيز امكانيات هذه الدول في مواجهة ايران.

في نفس الوقت، فإن الإدارة الأميركية ستستغل الصفقة للضغط على هذه الدول للعب دور أكثر ايجابية في العراق. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم «مهمة الجارات السنية للعراق هي القول للمعتدلين في العراق بان الدول المجاورة تؤيدهم»، واستباقاً للاتهامات التي قد توجه لها بأنها تشجع سباق تسلح في المنطقة، شدد مسؤولون كبار في الادارة الأميركية على أن الصفقة تأتي اساسا كرد على التطور في القدرات العسكرية الايرانية.

من جهتها قالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ميري ايسين لوكالة الصحافة الفرنسية «لا نشك في واقع ان الولايات المتحدة لن تفعل شيئا يعرض امن اسرائيل وتفوقها النوعي للخطر».