كوشنير: المرحلة صعبة جدا وجزء من مصير لبنان يتقرر في سورية وإيران

جمع قادة الصف الأول في مأدبة غداء من 3 موائد منفصلة

كوشنير يتوسط القادة اللبنانيين الذين انقسموا فريقين (أف ب)
TT

وصف وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير المرحلة الراهنة في لبنان بانها «صعبة جدا»، عازيا بعض اسبابها الى الاجواء الناتجة عن الانتخابات الفرعية. لكنه اكد، في مؤتمر صحافي عقده في مطار بيروت قبيل مغادرته امس الى القاهرة: «ان المناقشات بين اطراف الحوار ستستمر وتتناول حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات الرئاسية» مشيرا الى «ان جزءا كبيرا من مصير لبنان يتم تقريره في الخارج لاسيما في سورية وإيران».

وصودف وجود كوشنير في المطار وصول نظيره الاسباني ميغل انخيل موراتينوس، فالتقيا في صالون الشرف وعقدا اجتماعا مغلقا. وقال الوزير الاسباني للصحافيين: «انا سعيد جدا لوجودي في لبنان، ومتابعة الجهود التي يقوم بها زميلي وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. واعتقد اننا جميعا يجب علينا تقديم المساعدة والدعم للشعب اللبناني والسلطات اللبنانية والدولة اللبنانية. واعتقد اننا نهتم بتقديم المساعدة لكي تنتهي ونخرج من هذه الازمة».

وكان كوشنير اختتم امس زيارته الى العاصمة اللبنانية والتي بدأت مساء الجمعة الماضي، باستضافة قادة «الصف الاول» من اطراف الحوار اللبناني الى مأدبة غداء في مقر السفير الفرنسي في قصر الصنوبر. وقد شارك فيها شخصيا جميع قادة الحوار باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الذين شارك ممثلون عنهم. فيما كان ابرز الحضور رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الرئيس الاسبق للجمهورية امين الجميل، رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع. ونظرا الى التوتر الذي يسود علاقات بعض الفرقاء فقد توزعوا على ثلاث طاولات منفصلة خلال المأدبة.

وقال كوشنير في مؤتمره الصحافي في المطار: «زيارتي لم تكن سوى مرحلة في موضوع الحل اللبناني». ووصف هذه المرحلة بانها «صعبة جدا لاسباب عدة منها ان الوقت لم يكن مناسبا لان الانتخابات الفرعية تتسبب بتأزم العلاقات الاجتماعية والسياسية». واضاف: «على رغم كل شيء اجتمعت بقيادات الصف الاول وتحدثنا وتحادثوا مع بعضهم البعض، كما حصل في سان كلو مع قيادات الصف الثاني».

وتابع: «ان المرحلة الاولى كانت مؤتمر سان كلو، والمرحلة الثانية جمع القيادات وتحادثهم مع بعضهم البعض. وبالطبع لم يوفقوا بالكامل، لكن هناك امكانية لتحديد المهل او مهلة للانتخابات الرئاسية وكذلك الوصول الى حكومة الوحدة الوطنية».

وافاد كوشنير «ان المناقشات ستستمر وتتناول مرحلة الانتخابات الرئاسية وحكومة الوحدة الوطنية، اضافة الى اقامة علاقات بين الافرقاء تسمح بالتطرق الى هاتين المسألتين». وأضاف: «لا اعرف اي مشكلة ستسبق الثانية لكن هناك انفتاحا على التحاور والمحادثات». واوضح ان المحادثات التي اجراها «تناولت اهمية المرحلة الحاسمة للانتخابات الرئاسية في الموعد المحدد لهذه الانتخابات واحترام الجدول الزمني الدستوري. وهذا لا بأس به. وهو شيء هائل. وبرأيي هناك مجال للوصول الى توافق».

ورأى ان «هناك بعض الامل لان المناقشات لم تنته بعد حول حكومة وحدة وطنية وكيف ولماذا وفي اي وقت». وقال: «هذه مشاكل على اللبنانيين ان يحلوها في ما بينهم. كما ان هناك احتمالا ثالثا وهو اقامة علاقات بين اللبنانيين وبدء عمل يسمح بتناول هاتين المشكلتين الاساسيتين بالنسبة الى فرنسا».

وقال كوشنير انه «حتى لو ان فرنسا تدعم بقوة المؤسسات القائمة وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، فنحن ملتزمون ونشعر بالتعاضد تجاه كل الطوائف اللبنانية. ولقد اثبتنا ذلك عبر التاريخ وفي التاريخ الحديث. ونحن نعرف جيدا، ولسنا سذجا. ونعلم ان هناك جزءا كبيرا من مصير لبنان يتم تقريره خارج لبنان وفي الدول المجاورة، لاسيما سورية وايران. لكني اؤمن، وهذا هو تحليلي الشخصي ومساعدي السفير برنار ايمييه الذي سيغادر (بيروت) بعد 5 او 6 ايام، والسفير جان كلود كوسران وكل الفريق، بان ننظم كل ذلك وان نجمع المسؤولين الكبار اليوم في بيروت (...) لسنا سذجا ولكننا نعتبر، على رغم وربما بسبب النفوذ الخارجي وبعض من يرتبط بالخارج، ان هناك جزءا مهما ولا مفر منه من القرار الوطني ومن الحماس الوطني في القلب والروح».

وختم كوشنير قائلا: «فعلنا كل ما في وسعنا وسنعود في الايام المقبلة. ولنفكر في اجراء لقاء آخر في باريس، لكننا لا نغادر يائسين. نحن نغادر ونشعر بالامل تجاه هذا الحوار مع مسؤولي الصف الاول ومن دون استثناء».