بن علوي عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب: نستبعد حرباً جديدة في المنطقة

اجتماع رباعي بين الفيصل وأبو الغيط وموسى وكوشنير حول لبنان

TT

تشهد العاصمة المصرية القاهرة، نشاطا ديبلوماسيا مكثفا بدءا من أمس، لتبادل الآراء والأفكار بين مسؤولين كبار في محاولة للتوصل إلى حلول لأزمات لبنان وفلسطين، إلى جانب التطورات الأخرى المتعلفة بملف إيران والوضع بمنطقة الخليج، بالإضافة لبحث كيفية التعاطي مع الأزمة الليبية البلغارية، وقضية الصومال. وبدأت التحركات بالعاصمة المصرية أمس، بلقاء رباعي عقد بوزارة الخارجية المصرية، ضم وزراء خارجية مصر والسعودية وفرنسا، إضافة للأمين العام للجامعة العربية، ويلتئم اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم، على ان يعقد وزراء خارجية دول الخليج الست والأردن ومصر والولايات المتحدة اجتماعاً يوم غد بشرم الشيخ، لبحث التطورات في الشرق الأوسط، في الوقت الذي استبعد فيه وزير الخارجية العماني، نشوب حرب جديدة في المنطقة، قائلاً إن بلاده لا ترى أن إيران تمثل تهديدا لمنطقة الخليج».

واتفقت الأطراف المصرية والسعودية والفرنسية، إضافة للجامعة العربية في اجتماع أمس على وضع آلية عمل لتحرك مشترك لحل أزمة لبنان. واكتفى الأمين العام للجامعة، عمرو موسى، بالإشارة لوجود «مبادرة عربية مفصلة بشأن لبنان»، قائلاً إنها تتضن موضوعات وخطوات.

ولم يشر موسى إلى مزيد من تفاصيل، لكنه قال إنه قام بجهد لبلورة مواقف ونقاط رئيسية تتعلق بالحوار بين اللبنانيين في حال اجتماعهم معا وتحديد النقاط ذات الأولوية.

وفيما يتعلق بدعوة الرئيس الأميركي جورج بوش لإقامة مؤتمر دولي للسلام، شدد موسى على أهمية تحديد طبيعة هذا المؤتمر، قائلاً إنه ينبغي «أن يتعامل أساسا مع موضوع قيام الدولة الفلسطينية لا أن يكون مجرد مؤتمر للسلام أو التحية (..) فعقد مؤتمر دولي لا يتعرض إلى لب المشكلة، لن يؤدي إلى شىء»، مشيراً إلى أن «هذا سوف يتضح خلال الفترة القادمة».

ويستعرض اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم تقريراً حول جهود لجنة مبادرة السلام العربية، ووضع خريطة عمل للتوصل لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والحصول على ضمانات أميركية وغربية، تؤكد جدية التسوية السياسية، إضافة لتوسيع قنوات الاتصال بين الأطراف الفلسطينية، لوضع ضوابط جديدة تساعد الجهود العربية والدولية على الحل والخروج من حالة الجمود الراهنة.

واستبعد يوسف بن علوي وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني قيام حرب جديدة في المنطقة، قائلاً للصحافيين، عقب مباحثات بالقاهرة مع وزير الخارجية المصري، إن بلاده لا ترى أن ايران تمثل تهديدا لمنطقة الخليج، مشيرا الى أن ايران دولة جارة لدول الخليج و«توجد لنا مصالح مشتركة معها». وعلى صعيد الملف الليبي مع دولة بلغاريا، أعلن عمرو موسى أن «ليبيا طلبت عقد اجتماع طارئ بشأن هذا الموضوع، ولأن الاجتمــاع الطارئ سوف يعقد اليوم، فقد تقرر أن يطرح على الدول الأعضاء الطلب الليبي»، حيث سيشرح وزير الخارجية الليبي هذا الموضوع خلال الاجتمــاع.

وردا على سؤال حول إمكانية دخول العالم العربي في خلاف مع الاتحاد الأوروبي بسبب الخلافات الليبية البلغارية، حول قضية الممرضات، قال موسى إنه «ليس من المطروح أن ندخل فى عراك، ولكن المطروح هو النظر في الأمر، وأن هذا هو الطلب الليبي، وحتى الآن لا يوجد اعتراض عليه.. سنرى رؤية الدول الأعضاء».

وعقدت لجنة الصومال اجتماعها على مستوى المندوبين صباح أمس، وأقرت خمس نقاط تتناول «دعم انعقاد المجلس الوطنى للمصالحة»، و«دعم بعثة الاتحاد الافريقي»، و«إدانة عمليات عسكرية تستهدف ايذاء قوة الاتحاد الافريقي في الصومال»، و«دعوة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لاستكمال المشاورات بينهما من أجل انتقال مهمة قوة حفظ السلام في الصومال إلى الأمم المتحدة»، و«الإعداد لاجتماع لجنة الصومال على المستوى الوزاري على هامش الدورة القادمة لمجلس الجامعة لمتابعة التطورات فى الصومال».

كذلك، احتلت الأزمة اللبنانية مساحة واسعة من الاتصالات الدولية والإقليمية التي شهدتها القاهرة أمس، حيث التقى وزير الخاريجية المصرية مساء أمس نظيره الفرنسي برنار كوشنير، وانضم إليهما وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. فيما استبق الوزير المصري اجتماعاته بلقاء مع وفد برلماني لبناني ضم ثمانية نواب من كتلة تيار المستقبل. كما كانت الأزمنة اللبنانية حاضرة بقوة في لقاءات أبو الغيط مع كل من نظيريه العماني يوسف بن علوي واليمني أبو بكر القربي.

وشدد الوزير المصري خلال الاجتماعات على ضرورة إيجاد حل سياسي على قاعدة الوفاق الوطني اللبناني، مشيراً إلى ضرورة التعامل مع مطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري.

وعرض الوزير الفرنسي نتائج زيارته لبيروت والاتصالات التي أجرتها باريس مع الفرقاء اللبنانين والأطراف الدولية والإقليمية التي تتعاطى مباشرة مع الملف اللبناني.

واجتمع أبو الغيط أمس مع وفد من البرلمان اللبناني ضم ثمانية نواب عن كتلة تيار المستقبل هم عماد حوري وسرج طورسركسيان ورياض رحال وهاشم علم الدين ومصطفى هاشم ومحمود مراد وبدر أنوس وجمال جراح.

وبينما رفض الوفد اللبناني الإدلاء بأية تصريحات حول اللقاء، قال السفير علاء الحديدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن أبو الغيط أكد للوفد اللبناني حرص مصر على احترام الشرعية والدستور في لبنان وضرورة إيجاد حلول سياسية ترضي جميع الأطراف اللبنانية وتراعي مطالب كل من الأكثرية والمعارضة على قاعدة الوفاق الوطني. وأشار أبو الغيط إلى أهمية التعامل مع مطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، وشدد على أن مصر تتعامل مع جميع الأطراف اللبنانية على قدم المساواة تحقيقاً للوفاق الوطني هناك.

هذا وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، قد وصل الى القاهرة أمس ليشارك في الاجتماع الرباعي الذي عقد في وقت لاحق من مساء أمس، ويضم ايضا وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير.

كما يرأس وزير الخارجية وفد المملكة العربية السعودية الى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي يعقد اليوم بمقر الجامعة العربية.

وسيوقع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية مع وزير الخارجية المصري اليوم مذكرة تفاهم لانشاء آلية للتشاور السياسي بين المملكة ومصر.

وكان في استقبال الأمير سعود الفيصل بمطار القاهرة الدولي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية هشام محيي الدين ناظر، ومندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية السفير احمد قطان ومساعد وزير الخارجية لشؤون المراسم السفير حامد شكري.