البشير يتهم منظمات الإغاثة الأجنبية بسرقة أموال المساعدات

طالب نظيراتها الوطنية بقلب الطاولة عليها بالانتشار في دارفور

TT

شن الرئيس السوداني عمر البشير هجوما عنيفا على المنظمات الاجنبية العاملة في الشؤون الانسانية في دارفور واتهمها بتحويل الدعم الذي تستقطبه الى مصلحتها الخاصة. ودعا البشير منظمات المجتمع المدني السودانية الى «قلب الطاولة على المنظمات الاجنبية في دارفور»، كما دعاها الى الانتشار في المناطق الآمنة بدارفور تمهيداً لعودة النازحين.

واكد في لقاء مع منظمات المجتمع المدني اقامته امانة المنظمات بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، التزام حكومته الكامل بتقديم الدعم والجهد لهذه المنظمات لانجاح مهمتها. وقال «نريد القيام بحملة لاخلاء المعسكرات وانهاء المظهر السيئ فيها الذي تستغله تلك الجهات». وتابع «نريد قلب الطاولة على المنظمات الاجنبية وان تقوم الوطنية بالمهمة.. نريد تسجيل اكبر قدر من منظماتنا لدى الامم المتحدة». واضاف البشير «سيكون تركيزنا الآن على افراغ المعسكرات التي صارت اداة لجلب الدعم للمنظمات والتي تأكد انه يوزع فيما بينهم وان مصلحتهم استمرار الوضع».

وحسب البشير فان المنظمات اصبحت اداة الاستعمار الاولى وتتدخل في الشأن الداخلي وتوجه السياسات الداخلية مستشهداً بدورها في الانتخابات في اثيوبيا ومحاولتها لتغيير نظام الحكم الى جانب دورها الخطر في زيمبابوي والصومال. واكد البشير وقوف الدولة ودعمها للمنظمات باعتبارها اسرع من مؤسسات الدولة في درء الكوارث والوصول الى مكان الحدث وطالبها بالتنظيم فيما بينها وتكوين شبكات. وقال انه لا بد من تخصيص منظمات لمناطق معينة وان يكون هناك جسم جامع ورابط للتوجه إلى المناطق المتأثرة. الى ذلك، قال مندوب السودان بالأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم ان حكومته سلمت عبر بعثة السودان بنيويورك مقترحاتها وملاحظاتها علي مسودة مشروع القرار البريطاني الفرنسي المعدل بشأن تنفيذ العملية الهجين في دارفور إلى الدول الاعضاء بمجلس الامن الدولي، ورجح عبد الحليم طرح المشروع على مجلس الامن الدولي اليوم. وقال عبد المحمود انه يبحث مع نظيره البريطاني في الامم المتحدة خلال الساعات المقبلة التعديلات التي اقترحتها الخرطوم على مشروع القرار المعدل، وأضاف عبد المحمود ان المندوب البريطاني سيبلغه بموقف مجلس الامن من المشروع الجديد. وذكر عبد المحمود انه اجتمع بالمبعوث البريطاني الجديد للسودان مايكل اونيل وبحث معه مهمته ومشروع القرار وملاحظات الحكومة عليه وأكد ان اونيل سيزور البلاد الشهر القادم، وقال عبد المحمود ان الدول الصديقة للسودان بالمجلس لديها ايضا ملاحظات وشواغل على مشروع القرار، وأضاف ان المشاورات مستمرة للوصول إلى مشروع توافقي يأخذ في الاعتبار الشواغل السودانية، ومضى أن مجلس الأمن عقد أمس جلستين غير رسميتين الأولى على مستوى الخبراء والثانية على مستوى السفراء للتداول حول النسخة المعدلة لمسودة القرار.

وتوقع دبلوماسيون ان يعرض المشروع للتصويت غدا الثلاثاء خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون للأمم المتحدة لإلقاء خطاب مهم عن سياسته الخارجية. وكان سفير البريطاني في الامم المتحدة امير جونز قال ان تعديلات كبيرة ادخلت على مشروع القرار البريطاني الفرنسي المعدل جعلته اكثر تصالحا.

وانهى وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول زيارة خاطفة ليوم واحد الى كل من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا والاريترية اسمرا سلم خلالها رئيس الوزراء ملس زيناوي رسالة خطية من البشير دعا فيها لمشاركة اثيوبيا في القوة الهجين التي ينتظر نشرها في دارفور في موعد اقصاه مطلع العام القادم. وقالت مصادر مطلعة ان زيارة اكول الى اثيوبيا تأتي ضمن جولات لمبعوثين من الرئيس البشير لعدد من الدول الافريقية لدعوتها للاسهام في القوة الهجين. وفي اسمرا التقى وزير الخارجية الرئيس الاريتري اسياس افورقي وسلمه رسالة من البشير حسبما افاد موقع وزارة الاعلام الاريترية، وأضاف الموقع ان الرسالة تعلقت بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بجانب عدد من القضايا. وحذر وزير العدل محمد علي المرضي من امكانية تطور اكبر في النزاع ما بين قبيلتي الرزيقات الابالة والترجم، قبل ان يكشف عن اتصال تم بينه ووزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين لاتخاذ تدابير واجراءات تأمينية اكبر بهدف الحد من اي احتكاك بين القبيلتين. وابدى الوزير في تصريحات تخوفه من انفجار اكبر باعتبار كبر حجم القتلى الذي وصل الى اثنين وخمسين قتيلا، 43 منهم من الابالة وتسعة من الترجم لافتا الى ان احتمالات الثأر قائمة ما لم يتم احتواء النزاع بأسرع ما يمكن.