أعلن في الاردن عن صدور مرسوم ملكي بقبول استقالة وزيري المياه والصحة، على خلفية تلوث مياه بلدة منشية بني حسن الواقعة في محافظة المفرق، نحو 69 كيلومترا شمال شرق العاصمة عمان، وما سببه من اصابة اكثر من ألف من سكانها خلال الايام الاخيرة، بحالات اسهال وارتفاع درجة الحرارة. وأعلن رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت، في مؤتمر صحافي مساء أمس، عن قبول استقالة وزيري المياه المهندس محمد ظافر العالم، والصحة الدكتور سعد الخرابشة.
وبحسب البخيت فإن وزيري المياه والصحة، تقدما باستقالتيهما، كما احيل أمين عام سلطة المياه منذر خليفات الى التفاعد، من باب تحملهم للمسؤولية الادبية والاخلاقية والقانونية. وردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط»، قال البخيت ان الوزيرين لم يقالا بل قدما استقالتيهما من باب المسؤولية الادبية، بعد ان كثر الحديث في وسائل الاعلام، والمطالبة بتحمل مسؤولية ما جرى. وكشف البخيت لـ«الشرق الاوسط»، انه كان هو شخصيا يفكر في الاستقالة من الحكومة لو امتد الوباء الى بقية المناطق الاردنية. مشيرا الى ان ذلك يأتي في تحمل مسؤولية ما حدث. واشار الى ان الوزيرين قدما جهدا وعملا دؤوبا ومخلصا خلال الأزمة.. لكنها المسؤولية الأدبية.. ولعلنا بهذا نكرّس مفهوما راقيا متقدما بترسيخ مفهوم المسؤولية المعنوية لدى المسؤول الأول في أي وزارة أو دائرة، تجاه أفعال وأداء وسلوكيات أي موظف مهما كان موقعه ووظيفته، وإن أي تقصير في أداء موظف في قسم معين هي مسؤولية رئيس القسم وهكذا صعودا.
وتابع الدكتور البخيت يقول، وفي ذات الإطار وتكريسا لهذه المسؤولية ومعانيها في العمل العام، فقد تم اتخاذ قرارات بإحالة أمين عام سلطة المياه الى التقاعد ومدير مياه المفرق الى الاستيداع ونقل مساعد الأمين العام لسلطة المياه مدير إدارة الشؤون الفنية لقطاع الشمال الى المركز ومدير صحة المفرق الى المركز ورئيس بلدية المنشية الى المركز.. اعتبارا من اليوم.
وقال البخيت، ان هاجس الحكومة الأول ومنذ بداية هذه القضية هو صحة المواطن، وقد انصبت كافة الإجراءات والجهود الحكومية لخدمة المواطن وسلامته، وسلامة مياهه.
وعانى المصابون على مدى عشرة ايام من اسهال شديد وارتفاع في درجات الحرارة وتقيؤ، عزيت اسبابها الى وجود انواع من الطفيليات والجراثيم في المياه.
وقد حملت وسائل الاعلام الاردنية بمختلف اتجاهاتها وزير المياه والري المهندس محمد ظافر العالم هذه المشكلة، وقالت ان استقالة الوزير باتت وشيكة بعد اقل من اسبوع من اعلان حالات اسهال جماعية زادت عن اصابة الف مواطن بين سكان المنطقة التي وصفها محللون بـ«المنكوبة».
وحمل نواب محافظة المفرق بمجلس النواب الاردني وزير المياه والري مسؤولية ما وصفوه بـ«الكارثة الصحية»، التي حلت بأبناء منشية بني حسن أخيرا.
وقالوا: «وزير المياه يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى، خاصة انه كان في صورة الوضع قبل حدوث الإصابات، وقد وصلته مطالبات عديدة تلح على ضرورة تأهيل شبكة المياه المهترئة. وحذر من ان مشكلة شبكات المياه في المحافظة ليست محصورة في منشية بني حسن، بل هنالك مشاكل مشابهة في مناطق متعددة من المحافظة».
وقال البخيت في المؤتمر الصحافي، انه تقرر احالة أمين عام سلطة المياه منذر خليفات وعدد من المسؤولين الى التقاعد، وانه تقرر أيضا تشكيل لجنة برئاسة وزير الدولة للشؤون القانونية للتحقيق في قضية مياه بني حسن. واشار البخيت الى ان الحكومة كانت شفافة منذ اليوم الاول في موضوع المياه في منشية بني حسن، ولم تنف ما حدث ولم تحاول انكاره و«ذهبنا تجاه المشكلة وكنا شفافين مع الجميع».
وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق عن خطة عمل لمعالجة تلوث المياه في منشية بني حسن والقرى المجاورة لها بالمفرق بعد أن ثبت أن طفيليات مقاومة للكلور اختلطت بمياه الشرب المغذية للمنطقة كانت السبب في حالات الإسهال.
وتم عمل نتائج فحوص مخبرية لعينات مياه جمعتها وزارة المياه والري من نحو 34 بئرا تغذي محافظات الشمال، كإجراء احترازي للوقوف على أي احتمال قد يكون السبب في تلوث مياه الشرب في منشية بني حسن.
وكان الناطق الرسمى باسم الحكومة الاردنية، قد أعلن أن طفيل (كربتوسبوردين) المقاوم للكلورين المعقم للمياه هو السبب المباشر للحالات المرضية التي ظهرت في منشية بني حسن.
وردا على سؤال حول من سيتولى وزارتي المياه والصحة، قال البخيت الطاقم الوزاري الحالي سيقوم بالاعمال، لحين تنسيب قرار الى العاهل الاردني لتولي منصبي وزارة المياه والصحة. وطمأن البخيت سكان منشية بنى حسن، وقال: «المياه باتت خالية من الطفيليات».