سعيد العتبة.. أقدم أسير في العالم

أكمل الخميس 30 عاما في السجون الإسرائيلية ودخل موسوعة «غينيس»

فلسطيني يحمل صورة الأسير سعيد العتبة خلال مظاهرة في رام الله أمس للمطالبة بإطلاق سراحه (رويترز)
TT

رام الله ـ أ.ف.ب: دخل الأسير الفلسطيني سعيد العتبة، 56 عاما، السنة الحادية والثلاثين الخميس الماضي في الاعتقال، ليصبح بذلك الأسير الأقدم في سجن اسرائيلي.. والعالم، ويكون بذلك قد دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وتجمع نحو مئتي فلسطيني امام مقر الصليب الأحمر في مدينة رام الله بالضفة الغربية، حاملين صور العتبة وأعلاما فلسطينية في ذكرى اعتقاله في 27 يوليو (تموز) 1977. واعتقل الجيش الإسرائيلي في حينه سعيد العتبة من منزله في البلدة القديمة في نابلس (شمال الضفة الغربية) ومعه شقيقه نضال الذي أفرج عنه بعد عام وأكمل دراسته ليصبح طبيبا. أما سعيد، اخصائي التمديدات الكهربائية، فقد حكم بالسجن مدى الحياة بتهمة التخطيط لعلميات مسلحة واعداد عبوات ناسفة زرعت في اسرائيل.

وشملت العقوبة كذلك اغلاق منزل العائلة في نابلس لفترة امتدت 17 عاما. وقالت خالدة جرار النائبة والرئيسة السابقة لمؤسسة «الضمير» التي تعنى بشؤون المعتقلين «عندما نتحدث عن سعيد العتبة، فنحن نتحدث عن معظم الأسرى في سجون اسرائيل، واعتقاله طوال هذه الفترة الطويلة، يعكس جوهر سياسة الاحتلال الاسرائيلي». واضافت جرار التي شاركت في الاعتصام امام مقر الصليب الأحمر «طالما كان هناك احتلال، سيكون هناك أسرى». وتعتقل اسرائيل نحو 11 ألف فلسطيني في سجونها، وافرجت قبل اسبوعين عن 256 أسيرا، لكن احصاءات محلية تؤكد أن الجيش الاسرائيلي اعتقل أكثر من هذا العدد خلال الشهر الأخير. ويتردد اسم العتبة في كل مرة يجري فيها الحديث عن اطلاق سراح معتقلين. وتقول منظمات محلية انه ومع نهاية العام المنصرم 2006 كان عدد الأسرى الفلسطينيين القدامى في سجون اسرائيل قد بلغ 32 أسيرا.

وبين هؤلاء عشرة أسرى أمضوا أكثر من ربع قرن وهم سعيد العتبة ونائل وفخري البرغوثي وسمير القنطار وأكرم منصور ومحمد أبو علي وفؤاد الرازم وابراهيم جابر وحسن سلمة وعثمان مصلح. لكن العتبة يظل اقدمهم. ونقل عبد الناصر فراونة، الأسير السابق والباحث في شؤون الأسرى عن سعيد العتبة قوله في رسالة من داخل السجن «لم تتعبني هذه الرحلة الطويلة، مع أن التعب صفة إنسانية، وقد أكون مكابرا لو أنكرت ذلك، لكن التعب مسألة نسبية، فإذا كنت تعبت من السجن، فهذا لا يعني أني تعبت عن حمل قضيتي وقناعاتي التي قادتني إلى السجن، لا زلت أملك الطاقة لأكمل. نحن كشعب لا نملك الكثير من الخيارات، المسألة هي أن نكون أو لا نكون، فإما أن تكمل بنفس الروح، وإما أن تسقط وتنتهي كإنسان وكقضية».

وقال فراونة في مقال نشره في ذكرى اعتقال العتبة «ومع دخول العتبة عامه الحادي والثلاثين، يكون قد حفر اسمه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، حيث تعتبر أطول فترة في العالم، ولم يسبق لأي أسير أن أمضى مثل هذه الفترة». وأضاف «حياة سعيد كلها ألم ومعاناة، فهو يعيش في سجون تشهد ظروفا لا إنسانية وقهرية قلما شهدتها سجون أخرى، سجون تفتقر للرعاية الطبية، ويتلقى مع رفاقه الأسرى معاملة قاسية واستفزازية، فالآلام تتراكم والأمراض تستفحل، والمعاناة تتضاعف، والمؤسسات الإنسانية والحقوقية في سبات عميق».

وتعتبر منظمات حقوق انسان اسرائيلية ان طول فترة الأسر في الاعتقال لا يعتبر مخالفا للقانون الدولي.

وقال سيريت ميشيل، المتحدثة باسم مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة (بتسيلم) «بموجب القانون الدولي، فإنه يسمح لاسرائيل كقوة محتلة، ان تعتقل وتحاكم الاشخاص بتهمة ارتكابهم اعمالا اجرامية». واضافت «الامر الوحيد الذي نعارضه هو احتجاز هؤلاء داخل مناطق اسرائيلية وليس داخل الاراضي المحتلة». وتقع معظم السجون ومراكز الاعتقال التي تحتجز فيها اسرائيل الفلسطينيين داخل اراضيها. وحول اعتقال العتبة، قالت ميشيل «ما يهمنا هو قانونية اجراء الاعتقال والمحاكمة، اما ما عدا ذلك فهو رهن بالموضوع السياسي بين الطرفين» الفلسطيني والاسرائيلي.