الجيش اللبناني يواصل تقدمه في مواجهة «فتح الإسلام» في البارد

معلومات عن «ترسانة حربية ضخمة» في المخيم

TT

قصف الجيش اللبناني ظهر امس المواقع المتبقية لمسلحي تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، وذلك عقب اشتباكات اندلعت فجرا واستمرت حتى ساعات الصباح على اكثر من محور، وخصوصا الجهتين الشمالية ـ الشرقية والجنوبية ـ الغربية للمخيم. وفي اطار تعزيز سيطرته على المناطق التي دخلها في المخيم القديم، قام الجيش بتفجير عدد من المباني ومشط الطرق الداخلية بحثا عن افخاخ وألغام لتفادي تكرار ما حصل لجرافة عسكرية سقطت في فخ هو عبارة عن حفرة عمقها 9 امتار.

وفيما يواصل الجيش تقدمه الميداني، افادت معلومات جديدة عن «ترسانة حربية ضخمة» كانت مخزنة داخل المخيم. ويتحدث البعض عن سوق نشطة لبيع الاسلحة عرفتها المنطقة في الاشهر القليلة الماضية. كذلك تحدثت مصادر عن العثور على غرفة عمليات محصنة مزودة وسائل اتصال حديثة وتضم كمية كبيرة من المواد الغذائية.

من جهة اخرى، رد مطلعون تضاؤل قدرة المسلحين على اطلاق الصواريخ باتجاه البلدات والقرى المحيطة بالمخيم والتي لم تعد تتعدى عدد اصابع اليد الواحدة يوميا، الى نجاح الجيش في حصر المسلحين في بقعة ضيقة وتمكنه من تقليص قدرتهم على الحركة والتنقل بين المواقع بشكل كبير. وتفيد بعض المعلومات عن محاولات يقوم بها البعض لاخراج عائلات المسلحين من المخيم والتي يراوح عدد افرادها بين 60 و80 شخصا معظمهم من الاطفال والنساء.

وعلى صعيد ذي صلة، عقد امس ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي مؤتمرا صحافيا في مقر حركة «فتح» في مخيم البداوي، بحضور امين سر حركة «فتح» في لبنان سلطان ابو العينين، ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، ممثل اللجان الشعبية في لبنان سعد الله القط، ممثل حزب الشعب الفلسطيني غسان العرب، امين سر حركة «فتح» في الجنوب خالد عارف، مسؤول الاعلام المركزي في حركة «فتح» رفعت شناعة، ومسؤولي فصائل منظمة التحرير في الشمال.

وقال: «في هذه المناسبة نتوجه بالتحية والتقدير والرحمة الى الشهداء واسرهم، سواء أكانوا مدنيين ام عسكريين، فلسطينيين او لبنانيين، لانه برغم عمق الجروح، نعتقد اننا في الخندق نفسه لمواجهة حالة شاذة متجسدة الان في مخيم نهر البارد». واضاف: «من يفكر ان الفلسطيني يمكن ان يكون عنوان فتنة او ضحية، عليه ان يعيد حساباته. نحن قلنا ان وجودنا في لبنان هو على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. ونطلب من كل الناس احترام هذا القانون بعدم التدخل في شؤوننا الداخلية. وقلنا في الوقت نفسه اننا نقف على المسافة نفسها من الجميع، لان الاخوة في لبنان كلهم بحاجة الى الانتصار للقضية المركزية فلسطين. ولن نخطئ ونضل الطريق بان نكون مع مجموعة لنعفي الاخرى من واجبها تجاه قضية فلسطين. ونؤكد وعينا بان القضية الفلسطينية هي قضية الامة والشرفاء في العالم، ولن ندخل مع هذا الطرف او ذاك».

وردا على سؤال حول مسؤولية منظمة التحرير حيال احداث مخيم نهر البارد، افاد زكي: «سياستنا الراهنة تتمثل في اننا ضيوف مؤقتون على الارض اللبنانية، ولسنا دولة ضمن الدولة. واحترمنا شرعية البلد ولم نسارع في ظل التجاذبات الى فتح النار، كي لا يصبح الفلسطيني مفتاح شر».