بوش يتنفس الصعداء بعد تأكيدات براون استمرار القوات البريطانية في العراق

أزمة دارفور حظيت باهتمام لافت..ورئيس الوزراء البريطاني أيد تشديد العقوبات على إيران

بوش وبراون في عربة غولف في كامب ديفيد («الشرق الاوسط»)
TT

تلقى الرئيس جورج بوش الدعم الذي كان يطمح اليه في العراق من غوردون براون رئيس الحكومة البريطانية الذي وضع حداً لتكهنات تقول إنه سيسعى لاقناع بوش بانسحاب مبكر من العراق لكن الرئيس الاميركي تنفس الصعداء عندما قال براون خلال مؤتمر صحافي بعد انتهاء محادثاته مع بوش امس في كامب ديفيد «هدفنا كما هدف الاميركيين ان نسلم العراقيين إدارة بلادهم خطوة تلو اخرى» وزاد قائلا «اشاطر الرئيس بوش وجهة نظره ان هناك واجبات يجب القيام بها ومسؤوليات يجب الحفاظ عليها في العراق» مشدداً على ان مستقبل القوات (الاميركية والبريطانية) يجب ان يقرره القادة الميدانيين، وهذه هي بالضبط الفكرة التي سعى بوش طوال الوقت للتأكيد عليها، في مواجهة الذين يطالبونه سحب القوات الاميركية من العراق. وأجاب بوش رداً على سؤال حول الموضوع نفسه إن أي قرار حول العراق يجب ان يتخذ بناء على توصية عسكرية. ولمح بوش الى ان حرب العراق ستنتقل للرئيس المقبل للبيت الابيض (ينتخب في نوفمبر من السنة المقبلة) وقال إن الوضع في العراق يتطلب الكثير من الوقت...كما هو الشأن بالنسبة للعمل الآيديولوجي الذي يستغرق وقتاً طويلا». ووصف براون الوضع في دارفور بانه أسوأ كارثة انسانية في العالم، مشيراً الى انه اتفق مع الرئيس بوش على ممارسة ضغوط متزايدة لوضع حد للعنف في دارفور، لكنه لم يشر صراحة حول الجهات التي ستزداد عليها الضغوط. وقالت مصادر الجانبين إن أزمة دارفور حظيت باكبر قدر من الوقت بينهما، وقال براون الذي توجه امس الى مقر الامم المتحدة في نيويورك «اتفقنا على الاسراع في اعتماد قرار الامم المتحدة المتعلق بنشر قوات لحفظ السلام مشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي. واتفقنا على تشجيع اجراء مفاوضات سلام بين اطراف النزاع. وقال براون انه يتفق مع بوش على ضرورة العمل على استصدار قرار دولي يفرض عقوبات اكثر صرامة على ايران فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

واضاف (فيما يخص ايران نحن متفقان على ان العقوبات تحقق نتائج واننا مستعدون للتحرك نحو المرحلة التالية وهي تشديد العقوبات من خلال قرار جديد للامم المتحدة). وكان براون قد قال قبل توجهه الى الولايات المتحدة انه لا يستبعد القيام بعمل عسكري ضد ايران لكنه يعتقد ان سياسة فرض العقوبات ستقنع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي.

وكان بوش قد قال في مستهل المؤتمر الصحافي إنه توصل الى أرضية مشتركة مع براون، وقال «بالتأكيد حدث ذلك». وشدد براون على استمرار العلاقات المتينة بين البلدين وقال إنهما يقفان جبهة واحدة لمحاربة الارهاب، بيد أن مصادر واكبت المحادثات التي جرت في منتجع كامب ديفيد (ولاية ميرلاند) اشارت الى ان علاقات بوش وبراون، ستختلف في كثير من جوانبها عن العلاقات التي كانت بين بوش وتوني بلير رئيس الحكومة البريطانية السابق. وقالت وسائل الاعلام الاميركية إن «عصراً جديداً» في كل الاحوال بدأ في العلاقات بين البلدين، وان عصر «بوش بلير» الى أفول، مشيرة الى انه كان عصراً مشابهاً لتحالف رونالد ريغان ومارغريت تاتشر. وعبر براون عن استعداده للتعاون الوثيق مع واشنطن لكن دون ان يصل الامر الى درجة تطابق المواقف في كل شيء.

وقال براون إنه استغل زيارته واجتماعاته مع بوش لبحث «تقوية العلاقات الثنائية الاكثر اهمية بالنسبة لبريطانيا». وجرت في خلوة كامب ديفيد مناقشة ثلاث قضايا بالدرجة الاولى وهي موضوع العراق ودارفور والتجارة العالمية مع التطرق لقضايا اخرى أقل أهمية. وينتشر حوالي 5500 جندي بريطاني في العراق، وقال ميشيل الام الناطق باسم براون بانه لا توجد خطة لسحب القوات البريطانية من العراق قبل ان تصبح القوات العراقية قادرة على حفظ الامن، وكان براون بحث هذا الامر بتفصيل امس مع قادة الكونغريس. وقال غوردون جوهندر المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي إن استقالة بلير وتولي براون الحكم لن يكون له اي تأثير على التحالف بين البدين. واضاف «العلاقات بين البلدين متينة للغاية وبالتالي فإن أي نقاش حول العلاقات الشخصية لا معنى له». وتأمل ادارة الرئيس بوش ان لا يحدث اي تغيير على موقف لندن من الحرب في العراق الى حين انتهاء فترة الرئيس بوش. يشار الى ان بوش وبراون التقيا أكثر من مرة لكن خلوة كامب ديفيد تعتبر اول اجتماعات رسمية بينهما، وسعى بوش ان يطفي عليها أجواء حميمية، بحيث استقل مع براون سيارة غولف كان يقودها بنفسه، ثم تناولا العشاء معاً، وكان يتكون من قطعة لحم محمرة وبطاطس مطحونة وبقول خضراء، في حين تناولا امس وجبة غداء خفيفة تتكون من ساندوتش بيرغر بالجبن وشرائح بطاطس مقلية. وتوجه براون بعد لقائه مع قادة الكونغرس الى نيويورك حيث سيجري محادثات مع بان كي مون الامين العام للامم المتحدة ، ويلقي خطاباً امام الجمعية العامة.