آلاف السودانيين يحيون الذكرى الثانية لوفاة جون قرنق

البشير يعد الشباب بالمشاركة في صنع القرار والاهتمام بقضاياهم

لاجئة سودانية تتحدث إلى حارسة إثيوبية في ملجأ بجنوب إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

وسط اجراءات أمنية مشددة احتشد الآلاف من انصار الحركة الشعبية لتحرير السودان في استاد الخرطوم الرياضي امس وهم يحملون الشموع احياء للذكرى الثانية لرحيل زعيم الحركة الدكتور جون قرنق الذي قتل في حادث تحطم طائرة في 30 يوليو (تموز) العام 2005، اثناء عودته من زيارة قام بها الى أوغندا.

وظل المحتشدون وأغلبهم من الجنوبيين يرددون شعارات الحركة الشعبية لتحرير السودان، ودخل بعضهم في حالة بكاء، حزنا على الزعيم الراحل، وحرص الحضور على ارتداء الزي الافريقي الذي تميز به قرنق. واعتبر الدكتور لام أكول أجاوين، وزير الخارجية عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، التصريحات التي أطلقها بعض قيادات الحركة أخيرا وقالوا فيها إن وفاة قرنق في حادث تحطم الطائرة الأوغندية بجنوب السودان لم يكن حادثاً طبيعياً، كما ذهبت لجنة التحقيق الدولية، بل اغتيالا، اعتبرها آراء شخصية تبرز من وقت لآخر.

وقال أجاوين «لا يجوز اعتبار هذه التصريحات صادرة عن مؤسسات الحركة حتى لو كان مروجوها على قمة الهرم القيادي فيها». وحول دعوة الأمين العام للحركة، باقان أموم، للتدخل الأميركي في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب قال أجاوين إنه رأي شخصي يخص باقان وليس رأي مؤسسات الحركة.

من جانبه، شن القيادي في حزب المؤتمر الوطني الدكتور قطبي المهدي هجوما عنيفا على الأمين العام للحركة الشعبية باقان اموم وقال «انه لا يزال يعيش بعقلية التمرد والغابة ولا يواكب المتغيرات الجارية الآن في الساحة التي تتطلب الارتفاع الى ما تتطلبه المسؤولية الوطنية»، ووصف قطبي التصريحات التي يطلقها الامين العام للحركة بأنها تعبر عن اجندة ومواقف دول معادية للوطن وتمثل ظاهرة سالبة جداً في تاريخ السودان ولا تخدم الخط الوطني العام بعد تحقيق السلام والاستقرار. وطالب قطبي في تصريحات باقان بالتمسك باتفاقية السلام واستحقاقات السلام وعدم تبني مواقف الدول المعادية للسودان التي تكيد له العداء والكراهية، واضاف «مثل هذه المواقف لا تخدم الوطن وتزيد الفتن والكراهية وتدمر السلام». ودعا الرئيس السوداني عمر البشير القوى السياسية كافة الى كلمة سواء ترتكز على المواطنة التي قال «إنها الاصل في الدستور وهي الاساس للحقوق والواجبات» ووعد بإشراك الشباب في صنع القرار والاهتمام بقضاياهم. واضاف البشير لدى مخاطبته مساء أمس الملتقى الشبابي الاول لشباب احزاب حكومة الوحدة الوطنية «نسعى للتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة ونبذ العنف، بجانب الدعوة للحوار لحل قضايا الوطن كافة» وتعهد البشير بتوزيع عادل للثروة وتنمية مستدامة لكل المواطنين، مشيراً الى انها «الترياق لكل التفلتات». وقال البشير «نعاهدكم بأن لا نغلق باب الحوار والسلام وان لا ندخر في مقاومة الاستعمار الجديد وسعاً، ولا نرضى بغير شرع الله بديلاً» وابان ان «دماء الشهداء ستظل نبراساً يضيء طريق الوحدة والتنمية» وحيا الشباب في قطاعاتهم المختلفة كافة، مبيناً انهم ارسوا قواعد السلام بمجاهداتهم وصبرهم حتى تم توقيع اتفاقيات السلام. وقال ان الخطة الربع قرنية وضعت الشباب كرأس الرمح للتنمية المستدامة. وأضاف ان السلام جاء بتحديات جسام دعت الى ضرورة تطبيع حياة الشباب ليتفاعلوا مع المجتمع ويدعوا للوحدة ونبذ الفرقة والقبلية والجهوية، مشيراً الى ان «الشباب ترياق لكل تلك التحديات».