محللون باكستانيون: تحالف مشرف وبوتو يتوقف على خلع الرئيس البدلة العسكرية

أكدوا أن التحالف سيضعف موقف المتشددين

TT

انشغل الوسط السياسي في باكستان بتكهنات حول طبيعة التحالف المتوقع بين الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيسة الحكومة السابقة بي نظير بوتو، وذلك بعد لقائهما السري في ابوظبي قبل ايام.

ويسعى الجنرال مشرف ـ حليف الولايات المتحدة الذي يمر بأضعف مراحله منذ ثماني سنوات قضاها في السلطة ـ إلى الفوز بفترة رئاسة أخرى، بينما تريد بي نظير بوتو العودة الى بلادها بعد نحو عشر سنوات من المنفى الذي فرضته على نفسها وأن تحصل على فرصة ثالثة لتولي منصب رئيسة الوزراء.

وفي حين أن كلا من مشرف وبوتو التزم الصمت تجاه ما تم بحثه في أبوظبي يوم الجمعة الماضي، نقلت رويترز عن محللين ان العقبة الرئيسية التي تحول دون التوصل الى اتفاق هي رفض بوتو تأييد سعي مشرف لاعادة انتخابه في الوقت الذي يبقى فيه قائدا للجيش. وقال حسن عسكري رضوي وهو محلل مقيم في لاهور سيكون من الصعب عليها اقناع مؤيديها بالاتفاق اذا ما رفض الرئيس خلع زيه العسكري، وأضاف اذا كان مشرف يريد البقاء بزيه العسكري فان فرصة التوصل لاتفاق مظلمة. ويريد مشرف أن يعاد انتخابه في سبتمبر (أيلول) أو اكتوبر (تشرين الاول) في الوقت الذي يظل فيه قائدا للجيش، ويقول محللون ان بوتو تريد منه التنحي من قيادة الجيش وأن يعاد انتخابه من البرلمان الذي سيتشكل بعد الانتخابات التي تتوقع أن يفوز بها حزبها في ديسمبر (كانون الاول) أو يناير ( كانون الثاني).

وأصبحت حاجة مشرف لصديق سياسي جديد أكثر الحاحا بعد قرار المحكمة العليا في وقت سابق الشهر الحالي باعادة كبير القضاة الذي كان قد أوقفه عن العمل في مارس (اذار) الى منصبه.

ومن المفترض أن تكون بي نظير باعتبارها زعيمة لاكثر أحزاب باكستان ليبرالية وهو أيضا أكبر أحزاب المعارضة حليفا طبيعيا لمشرف ولكن عليهما التغلب على الريبة المتأصلة في الوقت الذي يشعر فيه حزبها بحساسية بالغة تجاه أي اتفاق مع الجيش.

وبموجب الدستور من المفترض أن يتنحى مشرف من قيادة الجيش بنهاية 2007 ولكن ليس من المؤكد اقدامه على هذه الخطوة. وبعد أن سيطر مشرف على السلطة في انقلاب عسكري غير دموي عام 1999 تعهد بالاستقالة من منصب قائد الجيش بنهاية عام 2004 في اطار اتفاق مع الاسلاميين ولكنه لم يفعل ذلك.

ويقول محللون ان بوتو ستريد ضمانات لتجنب الوقوع في نفس الفخ. كما يرى المحللون ان مشرف وبوتو سيعقدان تحالفا قويا لمواجهة المد الاسلامي المتزايد في البلاد.

ونفذ متشددون موجة من الهجمات والتفجيرات الانتحارية في أنحاء باكستان منذ أن داهمت قوات خاصة تابعة للجيش مجمع المسجد الاحمر في اسلام اباد وهو معقل شهير لمتشددين موالين لطالبان الشهر الحالي.

وقالت رويترز انه عادة ما كان أداء الجماعات الاسلامية ضعيفا في الانتخابات الباكستانية ولكنها حققت مكاسب كبيرة عام 2002 ويرجع ذلك جزئيا لاستغلال المشاعر القوية المناهضة للولايات المتحدة بسبب التدخل العسكري الاميركي في أفغانستان.

وقال المحلل رضوي اذا ما عادت بوتو فان هذا سيقلص حتما من المجال السياسي المتاح للاحزاب الدينية. أمنيا، افاد مسؤول امني باكستاني لوكالة الصحافة الفرنسية ان مروحية للجيش فتحت النار على سيارة مشبوهة وقتلت اربعة مقاتلين يشتبه في انهم من الاسلاميين في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان قرب الحدود مع افغانستان. وكان اربعة جنود قد اصيبوا بجروح، احدهم في حال خطرة، اثر اطلاق قذيفتين ليلا على القاعدة العسكرية الجوية في مطار ميرنشاه، كبرى مدن ولاية وزيرستان الشمالية، حيث تجددت المعارك بين الجيش والمتشددين الاسلاميين الموالين لطالبان بشكل عنيف في الاسابيع الاخيرة.

وكان طيارو المروحية قد رصدوا سيارة مشبوهة كانت تتبع قافلة عسكرية واقتربت منها على الطريق الذي يربط ميرنشاه بمدينة بانو المحمية الواقعة في المنطقة نفسها.

كما قال الجيش الباكستاني إن قوات الامن اعتقلت أمس سبعة مسلحين إسلاميين مشتبه فيهم في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية المضطربة أثناء هروبهم بعد مهاجمة قافلة بالقرب من الحدود الافغانية. وقال كبير المتحدثين العسكريين الميجور جنرال وحيد ارشاد إن قنبلة تم تفجيرها بواسطة جهاز تحكم من بعد في ساعة مبكرة من صباح أمس عندما كانت بعض المركبات تتجه بين قرية رازماك النائية وبلدة بانو بشمال غرب البلاد، وقال «لم تقع خسائر كبيرة وأن جنديا واحدا فقط أصيب بجروح طفيفة»، وأضاف أنه عقب الهجوم اعتقلت قوات الامن السبعة المشتبه فيهم أثناء هروبهم في سيارتين وضبطت معهم جهاز التحكم عن بعد المستخدم في تفجير القنبلة.

وتقوم السلطات باستجواب السبعة المشتبه فيهم الذين تدل ملامحهم على أنهم من السكان المحليين.