تأييد عربي مشروط لدعوة بوش لعقد مؤتمر دولي للسلام

سعود الفيصل: المؤتمر الدولي يجب ان يهتم بالحل الذي يؤدي إلى سلام شامل وحقيقي

الأمير سعود الفيصل يتحدث مع هوشيار زيباري على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب (رويترز)
TT

أيد وزراء الخارجية العرب دعوة الرئيس الاميركي لعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة جميع الأطراف المعنية بعملية السلام وفقاً للمرجعيات المتفق عليها والبناء على ما تم إنجازه على كافة المسارات، في إشارة إلى المسار السوري، واشترط القرار العربي الصادر بالقاهرة مساء أمس في ختام اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية، أن تكون كافة التحركات وفقاً لإطار زمني محدد.

وبينما تحفظت سورية على موقف مجلس وزراء الخارجية العرب من ترحيب المجلس بدعوة بوش، اشترط الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، مشاركة سورية في أي مؤتمر أو اجتماع للسلام، لأن «لها أراضي محتلة مثلها مثل فلسطين ولبنان»، قائلاً إن هناك فترة شهرين أو ثلاثة يمكن خلالها تحديد أطر المؤتمر المزمع. وأكد الوزراء موقف الدول العربية الداعي لتحقيق السلام العادل والشامل وفقاً للمبادرة العربية للسلام مؤكداً أهمية استمرار الجهود طبقاً لخطة التحرك والإطار السياسي الذي حددته لجنة المبادرة العربية للسلام، فيما حث إسرائيل على ضرورة اتخاذ إجراءات لبناء الثقة بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وحصاره، وشددوا على ضرورة وقف إسرائيل لكافة أنشطتها الاستيطانية ووقف بناء الجدار العازل وكذلك التراجع عن تهويد القدس. كما طالب الوزراء العرب الرئيس الاميركي جورج بوش بتوفير الدعم للشعب الفلسطيني.

وعلى صعيد الأزمة الليبية البلغارية طالب مجلس وزراء الخارجية العرب الحكومة البلغارية بتنفيذ تعهداتها والتزاماتها بشأن الاتفاق الذي أبرمته مؤسسة القذافي للتنمية مع الاتحاد الأوروبي وأدى إلى إغلاق ملف قضية الإيدز البلغارية وعودة متهميها الستة إلى بلادهم.

وأعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع أن المجلس الوزاري حدد الجوانب الإيجابية التي وردت في خطاب بوش، و«هذه يؤيدها مجلس وزراء الخارجية»، قائلاً إن هناك بعض العناصر الأخرى التي تراها سورية خطيرة، وهو ما تجنبه المجلس أمس، ولم يعتبره من العناصر الإيجابية.

وعن التصريحات التي أدلى بها مندوب سورية بالجامعة العربية عن عدم قدرة الاجتماع الطارئ التوصل لحل للخلافات الفلسطينية، وأعلن فيها تحفظ بلاده على دعوة بوش لعقد مؤتمر دولي للسلام، قال موسى: لم أسمع تصريح المندوب السوري. وأضاف: «يجب علينا أن نأخذ ما أعلنه الرئيس بوش مأخذ الجد.. عندما يعلن الرئيس بوش رغبته في عقد مؤتمر أو اجتماع دولي، فإننا يجب علينا أن ننظر للأمور المتاحة أمامنا والمطروحة على الطاولة».

وأضاف قائلاً إنه لا يمكن أن يكتمل السلام إلا بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي السورية والفلسطينية واللبنانية، حتى نصل لإنهاء هذا الصراع.. وقال إنه يمكن خلال شهرين أو ثلاثة أن تكون أطر مؤتمر دولي للسلام قد تحددت.

وشدد موسى على ضرورة «الحوار الفلسطيني» معتبراً إياه «ضرورة وحتمية»، لكنه قال إن التقرير النهائي عما حدث في غزة سوف يتم الانتهاء منه وعرضه على الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب، موضحاً أن اجتماع أمس تطرق للتقرير الأولي الذي يعتمد على معلومات جُمعت من حركة حماس ومن السلطة الفلسطينية و«يعكف عدد من الخبراء لإعداد التقرير النهائي».

وكان الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش قد دعا لمؤتمر دولي للسلام قبل نحو أسبوع، وهو ما استحوذ على اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس، على الرغم من أن الاجتماع مخصص بالأساس لبحث قضايا فلسطين ولبنان والصومال والملف الليبي البلغاري. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن «المؤتمر الدولي» لا يجب أن يكون شكليا وألا يكون مجرد اجتماع لالتقاط الصور الجماعية، ويجب أن يهتم بالحل الذي يؤدي إلى سلام شامل وحقيقي ودائم وأن يقر حل قضايا الحدود والقدس واللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية.

وأوضحت مصادر الاجتماع الوزاري العربي أن عدداً كبيراً من ممثلي الدول العربية أبدوا مخاوفهم من أن يكون المؤتمر الذي دعت إليه واشنطن مجرد تجميل لصورة اميركا لدى العالم خاصة بعد إخفاقات السياسة الأميركية في العراق.

وقالت المصادر إن سورية كانت من أكثر المتشددين ضد فكرة عقد المؤتمر، معتبرة أنه سينتهي إلى مجموعة من الصور التذكارية، كما حدث في مؤتمرات مماثلة سابقة.

وأوضحت المصادر أن رؤية المشككين في جدوى مؤتمر دولي تنطلق من عدم وجود أية مؤشرات تدل على تحول حقيقي في الموقفين الاميركي والإسرائيلي على أرض الواقع، وكذلك مواقف اللجنة الرباعية الدولية.

وصدر عن الاجتماع بيان يتعلق بموقف ليبيا من بلغاريا، مطالباً الاتحاد الأوروبي الضغط على بلغاريا الالتزام بما وقعته من اتفاق مع ليبيا حول قضية الممرضات البلغاريات، بعد أن تقدمت ليبيا بشكوى للجامعة تقول فيها إن بلغاريا خالفت اتفاقا معها باستمرار حبس الممرضات والطبيب البلغاري من أصل فلسطيني، بعد أن سلمتهم ليبيا لبلغاريا.