عناصر دورويات أميركية وبريطانية شاركوا العراقيين فرحتهم بكأس آسيا

السفير البريطاني شاهد المباراة النهائية في منزل برهم صالح.. وبترايوس وكروكر تابعاها بشغف

مجموعة من الصحف الصادرة، أمس، في بغداد وقد غطى صفحاتها الاولى خبر فوز الفريق العراقي بكرة القدم ببطولة كأس آسيا لعام 2007 (أ.ف.ب)
TT

«مبروك فوز منتخبكم الوطني لكرة القدم». بهذه التهنئة والمصافحة بالأيدي والمعانقة بدء أحد الجنود الأميركيين وهو من أصل برازيلي حديثه مع جندي عراقي أثناء دورية مشتركة لهما في إحدى ضواحي بغداد الجنوبية صباح أمس، معبرا عن مشاعر الفرح والبهجة التي انتابته هو ومجموعة من الجنود الأميركيين الآخرين الذين يتشاركون مع نظرائهم العراقيين في قاعدة عسكرية بجنوب العاصمة بغداد.

وقال الجندي رعد محمود،33 عاما، لـ«الشرق الأوسط»: «إن العريف سافيو كان فرحا جدا وكأن منتخب بلاده هو من فاز في البطولة وليس المنتخب العراقي، وأخبرني انه وعددا من زملائه الجنود في المعسكر وبعض المترجمين العراقيين كانوا قد تجمهروا امام شاشة التلفزيون في إحدى قاعات المعسكر قبل بدء المباراة بساعة كاملة وهم يؤازرون منتخب العراق لكرة القدم وبعضهم كان متأكدا من تحقيق العراقيين للفوز وذلك لشجاعتهم ومستواهم الفني العالي الذي قدموه في البطولة».

وأكد محمود الذي يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم الاقتصادية ان الجندي سافيو وبحكم إجادته اللغة العربية بصورة مبسطة والتي تعلمها من والدته اللبنانية الأصل، كان يتبادل الحديث معه عندما يلتقيان في مجال الرياضة فقط، فضلا عن متابعته لمباريات المنتخب العراقي منذ انطلاق البطولة ولغاية نهايتها التي توجت بنصر عراقي كبير، كما انه يعرف معظم لاعبي المنتخب العراقي ويعشق المهاجم يونس محمود واللاعب هوار الملا محمد.

بعض دوريات الجيش الأميركي التي كانت تتجول في شوارع بغداد المختلفة شاركت العراقيين الذين خرجوا للشوارع محتفلين بفوز منتخبهم الوطني لكرة القدم، الفرحة من خلال قيام بعض الجنود بالتلويح للجموع العراقية المحتشدة بعلامة النصر وكذلك الرقص وهم فوق العربات العسكرية ورش المياه من قناني المياه المعدنية على المحتفلين، وإطلاق العيارات النارية في الهواء وهي عادات تعلمها الجنود الأميركيون من العراقيين انفسهم.

ولقد كانت ردود افعال السفارة البريطانية في بغداد تعمها الفرح والإعجاب بالدور والأداء المتميزين الذي قدمه أعضاء ولاعبوا المنتخب العراقي في البطولة الآسيوية وخصوصا في المباراة النهائية التي فاز فيها على منتخب عربي قوي، حيث اصطحب السفير البريطاني في بغداد، دومنيك اسكوايث، المستشار القانوني للسفارة، كمبر حسين بور، معه لكي يشاهدوا المباراة النهائية في منزل نائب رئيس الوزراء العراقي الدكتور برهم صالح.

وأثنى السفير البريطاني على الجهود التي بذلها لاعبو العراق وعلى ادائهم وقدرتهم على توحيد العراق والمساعي التي بذلها لتحقيق النصر والفوز بكأس البطولة، قائلا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاعتداء الإرهابي الذي حدث في أعقاب تأهل العراق الى المباراة النهائية أحزننا جميعا، لهذا كانت مشاعرنا غامرة عندما أحرز العراق اللقب».

رئيس القسم السياسي في السفارة محمد شوكت، الذي كان في شبابه لاعبا محترفا في بريطانيا، امتدح اداء اللاعب نشأت أكرم، وقال «انه استحق أن يكون رجل المباراة». وأضاف شوكت «هناك لاعبون جيدون في المنتخب العراقي، كهوار ملا محمد الذي كان له دور رائع في التحكم بالجناح الأيمن، واتقانه للطريقة التي نفذ فيها الضربة الركنية والتي جاء منها الهدف الوحيد».

وشبه شوكت دفاع المنتخب العراقي، المكون من الثلاثي القوي باسم عباس وجاسم غلام وعلي حسين رحيمة، بدفاع نادي ليفربول الانجليزي، قائلا «انه دفاع قوي وهو كالصخرة التي لا يمكن تجاوزها بسهولة، وكان لهم دور كبير في تحقيق النصر العراقي»، مضيفا «أتمنى أن يحذو فريق ليفربول حذو الفريق العراقي ويحصل على دوري هذا العام».

وأكد احد العراقيين من العاملين في السفارة ان اغلب منتسبي السفارة من الكادر البريطاني تسمروا أمام شاشات التلفاز وهتفوا فرحين عندما تمكن يونس محمود من تسجيل الهدف الحاسم. وفي صباح اليوم التالي هنأ الدبلوماسيون البريطانيون الموظفين العراقيين وتبادلوا الحلوى وعلب الصودا، وكانت صور الفريق العراقي تزين جدران مكاتب السفارة بينما ارتدى بعض الموظفين العراقيين العلم العراقي.

مصدر في السفارة الأميركية ببغداد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق، الجنرال ديفيد بترايوس، كان يتابع المباراة النهائية بشغف كبير وهو يشجع المنتخب العراقي بحرارة كبيرة، وفرح كثيرا عندما فاز المنتخب العراقي بالبطولة. وقال جون سوليفان مسؤول المكتب الإعلامي في السفارة الأميركية «أستطيع آن أعبر عن شعوري، كوني مواطنا أميركيا وأحد العاملين في السفارة الأميركية ببغداد، فقد كنا سعيدين جدا لأن فوز المنتخب العراقي هو فوز تاريخي للعراق والعراقيين وقد حصل في فترة مهمة جدا بالنسبة للعراقيين، وأتمنى أن يكون هذا أحد الانتصارات التاريخية التي ستسجل للعراق».

وأضاف المسؤول الأميركي «على حد علمي فان السفير رايان كروكر كان يتابع المباراة أيضا وعبر عن فرحته لفوز المنتخب العراقي من خلال مشاركته للعراقيين فرحتهم، لاسيما انه نصر تحقق في فترة مهمة من الزمن يحتاج فيها العراق والعراقيون الى نصر يلم شملهم». من جهته هنأ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، السفير أشرف قاضي، الشعب العراقي بتحقيق منتخب بلاده لكرة القدم بطولة كأس أمم آسيا، بعد تغلبه على منتخب المملكة العربية السعودية بهدف واحد مقابل لا شيء.