إسرائيل تمنع عودة 227 فلسطينيا عالقا في رفح إلى غزة

العائدون يروون معاناتهم والحاجة للرعاية الصحية

TT

«لقد شعرت أني قد بعثت للحياة من جديد بعد موت». بهذه العبارة وصفت أمل هليل، وهي مواطنة فلسطينية عمرها 45 عاماً كانت ضمن 101 فلسطيني من العالقين على معبر رفح سمحت لهم اسرائيل بالعودة الى قطاع غزة عبر اراضيها أول من أمس. وبينما عبر العائدون عن ارتياحهم للوصول الى غزة، بمن فيهم 300 إضافيين عبروا الحدود أمس، منعت اسرائيل 227 فلسطينياً من العالقين في رفح من عبور أراضيها للعودة الى غزة أمس.

وصورت هليل مشهداً مأساوياً وهي تتحدث عن أوضاعها وأوضاع الآلاف من العالقين على معبر رفح. وقالت إنه أجريت لها عملية جراحية في الغضروف قبل شهرين، ومنذ ذلك الوقت ظلت عالقة في الصحراء بدون أي رعاية صحية. وأضافت أنها لا تدري إن كانت العملية الجراحية التي اجريت لها قد نجحت أم لا، بفعل المعاناة الشديدة التي تعرضت لها خلال الأسابيع الماضية. وأشارت هليل الى أن الأمراض انتشرت بين العالقين بسبب عدم توفر الخدمات الصحية. ويشير العائدون الى أن سلطات الاحتلال التي استقبلتهم عند جسر العوجا الواقع على الحدود الأردنية ـ الإسرائيلية قامت بعملية «علاقات عامة»، حيث قام جنود الاحتلال بمنح كل عائد زجاجة من الماء البارد ووجبة ساخنة، الى جانب توفير حافلات مكيفة. ولكن أكد عدد من العائدين ان المعاملة الحسنة من الإسرائيليين لم تستمر طويلاً، فعندما وصلت حافلات العائدين الى معبر «ايرز»، الذي يقع على حدود قطاع غزة مع اسرائيل، قام ضباط الاستخبارات الإسرائيلية الداخلية «الشاباك»، باحتجاز العديد من العائدين والتحقيق معهم لوقت طويل، لدرجة إصابة ذويهم الذين كانوا ينتظرونهم بالإحباط والقلق الشديد، الذي لم يتبدد إلا بعد إطلاق سراح المحتجزين في ساعات الليل.

من جهة أخرى، تراجعت اسرائيل عن وعدها السابق بالسماح بعودة 527 من العالقين على معبر رفح امس، وسمحت بعودة 300 فقط. ومنذ ساعات الظهيرة توافد المئات من الفلسطينيين لانتظار اقاربهم بالقرب من معبر «ايرز». وشرحت يسرى السموح، التي جاءت لاستقبال اخيها خليل الذي اجريت له عملية جراحية في مصر، أنها وعائلتها وصلوا الى درجة من الإحباط لدرجة أنهم في بعض الأحيان فقدوا الأمل في رؤيته حياً مجدداً. وأضافت: «اسرائيل عكفت في الآونة الأخيرة على السماح فقط للموتى بعبور القطاع، لذلك خشينا أن نستقبله ميتاً». ويذكر أن 31 فلسطينياً من العالقين على معبر رفح توفوا اثناء انتظارهم في الصحراء بسبب تدهور اوضاعهم الصحية.