السنيورة ينتقد بشدة قرار واشنطن زيادة المساعدات لإسرائيل

رأى أنه يفاقم الأزمة ويقوي التطرف في المنطقة

TT

انتقد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بشدة امس قرار الادارة الاميركية زيادة المساعدات العسكرية لاسرائيل، معتبراً انه «لن يجعل اسرائيل اكثر امنا. وسيفاقم من الازمات وشعور العرب والمسلمين بأن قضاياهم المحقة مهملة ومصالح اسرائيل مصانة»، كما انه «يقوي ويدعم الاتجاهات المتطرفة» في المنطقة.

وذكر بيان صدر عن مكتب الرئيس السنيورة امس انه اطلع «بكثير من الانزعاج والاستغراب والدهشة على الانباء المتواردة عن قرار الادارة الاميركية زيادة المساعدات العسكرية لاسرائيل بنسبة 25%، اي رفع تلك المساعدات الى حدود 30 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة بما يعني زيادة المساعدات العسكرية الاميركية لاسرائيل 3 مليارات دولار سنوياً، وبما يضمن التفوق النوعي لاسرائيل على الدول العربية». ونقل البيان عن «مصادر قريبة» من السنيورة ان هذه الخطورة «تزيد من القلق العربي واللبناني على المستقبل، لما لها من انعكاسات سلبية على مختلف المستويات». وهي برأي مصادر الرئيس السنيورة «تشكل رسالة بالغة السلبية الى اللبنانيين والعرب تجاه مستقبل المنطقة». ورأت المصادر «ان من شأن زيادة المساعدات العسكرية لاسرائيل تدعيم منطق التفوق العسكري الاسرائيلي، وبالتالي تدعيم منطق اقدار اسرائيل على العدوان والصلف تجاه لبنان والعالم العربي والاستمرار في ايهام الاسرائيليين ان بإمكانهم تجنب متطلبات السلام العادل والشامل من خلال الاحتفاظ بالتفوق العسكري».

وقالت المصادر: «كنا نأمل ان تنصب الجهود الاميركية على تعزيز جهود احقاق السلام القائم على استعادة الحقوق اللبنانية والعربية. فهذه المبالغ لو جرى تخصيصها لتدعيم فكرة السلام وردم الهوة بين شعوب المنطقة وانفاقها على مشاريع سلمية لكانت الرسالة الاميركية حقيقة مختلفة الاهداف». واعتبرت «ان قرار زيادة هذه المساعدات يدل على ان الدروس المستخلصة من التجارب في المنطقة لم توضع في المكان الصحيح. فقد اثبتت التجارب ان اسرائيل، وعن طريق الاستمرار بالتمسك بمنطق القوة والتفوق العسكري لم تصبح اكثر امنا بل بالعكس فان الاستمرار في دعم اسرائيل بهذه الطريقة يفاقم من الازمات ومن شعور العرب والمسلمين بان قضاياهم المحقة مهملة ومصالح اسرائيل هي المصانة والمدعومة، ما يشجع ويدفع الى المزيد من الشعور باليأس العربي والاسلامي. وبالتالي يقوي ويدعم الاتجاهات المتطرفة التي وجدت بالانحياز الى اسرائيل مبرر وجودها ونموها». وختم البيان بالتأكيد على «ان استخلاص الدروس يجب ان يفضي الى العمل على ردع اسرائيل والبحث عن حل حقيقي لأزمة الصراع العربي ـ الاسرائيلي يكون حلا عادلا وينطلق من المسلمات والمواقف العربية التي جرى تناولها من خلال مبادرة السلام العربية التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز» .