جنبلاط ينتقد نصر الله: شروطه التعجيزية تؤسس لتغيير لبنان

اعتبر أن تصريحاته «كأنها تمهد لحرب جديدة»

TT

رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ان القرار الدولي 1701 مع اتفاقية الهدنة اللبنانية ـ الاسرائيلية يكفلان حماية لبنان من الدخول في مغامرات جديدة. وانتقد، في موقفه الاسبوعي الذي تنشره اليوم صحيفة «الانباء» الناطقة باسم حزبه، المواقف التي وردت في خطاب الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله مساء السبت الماضي بمناسبة ذكرى انتصار المقاومة اللبنانية في الحرب مع اسرائيل. وتوجه جنبلاط الى نصرالله من دون ان يسميه، قائلاً: «بالامس اطل علينا احدهم ليعيد توزيع شهادات في الوطنية على اللبنانيين، وليؤكد شروطه التعجيزية التي حتما لا تستقيم من خلالها الشراكة، بل هي تؤسس لتغيير الواقع اللبناني ومرتكزاته السياسية والميثاقية. بالامس اطل علينا احدهم ليقول لنا ان الاعتصام في وسط بيروت تفصيل. هل هو تفصيل ان تقفل مئات المؤسسات الاقتصادية والتجارية والسياحية؟ هل هو تفصيل ان يصرف الآلاف من الموظفين والعمال بسبب هذا الاعتصام الذي وصفه بأنه تفصيل؟ وهل هو تفصيل ان يتم احتلال الساحات وقطع الطرق ومحاصرة المدينة؟». وأضاف: «قياسا على هذا المنطق، هل هو تفصيل أن تهاجر الكفاءات البشرية اللبنانية والأدمغة والطاقات إلى الخارج بسبب حالة التوتر التي ولدتها سلوكياتهم وأفعالهم؟ وهل هو تفصيل أن يتم منهجيا تفريغ الوطن من أبنائه بهذا الشكل؟».

وتابع جنبلاط: «استطراداً، هل هو تفصيل ان يرفض (نصرالله) اتفاقية الهدنة بعد أن اعترف أخيرا بالطروحات حول المثالثة التي كان مهد لها سنة 1985 و 1989؟ وهل هو تفصيل أن يقدم هذا الاعتراف الملتبس أو حتى المشروط بالطائف؟ وهل هو تفصيل أن يتغاضى عن الشق الهام في هذا الاتفاق الذي يتحدث عن الهدنة؟ وهل هو أيضا تفصيل أن يقول إن المجتمع الدولي الأعمى، بحسب وصفه، كان وراء القرار 1701؟ وهل هذه خطوة أولى على طريق التنصل نهائيا من هذا القرار ومضمونه؟ بالنسبة الينا، القرار 1701 ليس تفصيلا لأن هذا القرار مع اتفاقية الهدنة كفيلان حماية الوطن من الدخول في مغامرات جديدة قاتلة ومدمرة».

وتساءل: «هل هو تفصيل أن يقول (نصرالله) إن الحوار واللهو بالمحكمة هما مضيعة للوقت؟ المحكمة الدولية ليست تفصيلا، بل هي مرتكز أساسي لكشف مرتكبي الجرائم والاغتيالات السياسية ولحماية اللبنانيين من استمرار القتل. والحوار ليس مضيعة للوقت، بل هو السبيل الوحيد لحل المشكلات السياسية. وإلا فليقل لنا ما هو البديل الذي يريده عن الحوار. وإذا كان لا يريد تحقيق أهدافه بالحوار، فكيف يريد تحقيقها؟ وهل هو تفصيل الا يتحدث بكلمة واحدة عن المعركة البطولية التي يخوضها الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد ويقدم فيها التضحيات الجسام والعشرات من الشهداء؟».

وأضاف: «لقد تحدث (نصرالله) عن تفصيل وتفاصيل. وطالب بنشر محاضر جلسات مجلس الوزراء. ونحن مع هذا المطلب. لكننا ايضاً نطالب بنشر محاضر جلسات مؤتمر الحوار التي رفض ويرفض هو نشرها. وقد اشترط ذلك على الطاولة آنذاك. ألم يقل على تلك الطاولة أيضا أن سلاحه لا يعيق الاصطياف ولا يخيف السياح؟ ألا يتناقض كلامه هذا مع حديثه التلفزيوني الأخير عن الاستعداد خلال أشهر لعملية خطف الجنديين الاسرائيليين؟ ألا يدحض هذا الكلام أيضا إدعاءاته السابقة لنا بالتعاون مع الأميركيين وسواهم لشن هذه الحرب؟ ألا يتناقض مع قوله أخيراً إن أحد أهداف الحرب كان تحقيق غلبة فريق لبناني على آخر؟ وأخيراً، قال إنه لا يمارس أي بديل عن الدولة، فهل هو تفصيل أن يمتلك ترسانة صاروخية أقوى من الدولة برمتها؟».

وخلص جنبلاط الى القول: «لقد تحدث عن رفضه ليكون هو ومن يمثل من مواطني الدرجة الثانية ولكن يبدو أنه بالسلوكيات والسياسات التي يعتمدها، لا سيما لناحية مدى الصواريخ التي تطال كل فلسطين، ورفض القرار 1701 والالتفاف حول الطائف واتفاقية الهدنة، يبدو كأنه يمهد لحرب جديدة سوف تجعل الشعب اللبناني في الدرجة الرابعة أو الخامسة أو المائة. فهل هذا تفصيل أيضا؟».