مصر ترشح فاروق حسني مديرا لليونيسكو

الترشيح يعزز تكهنات تعديل وزاري مرتقب

TT

رفع القرار الذي أصدره الرئيس المصري حسني مبارك أمس بترشيح فاروق حسني وزير الثقافة لمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو الذي سيخلو في عام 2009 من وتيرة التكهنات التي تسود الشارع السياسي المصري حاليا حول تغيير وزاري مرتقب.

وأبلغ وزير الثقافة المصري «الشرق الأوسط» بالقرار بعد ساعات قليلة من عودته من إجازة قضاها في العاصمة الايطالية لمدة أسبوع تفقد خلالها أعمال التطوير الجارية في أكاديمية الفنون المصرية بروما. وفيما أشاد حسني بالقرار معتبرا إياه «ثقة كبيرة وشرفا كبيرا» تمنى أن يكون في موضعها ليكون «أول شخصية عربية تتولى المنصب في تاريخ المنظمة الدولية» فإنه لم يشر من جانبه إلى كون الترشيح تهديدا لاستمراره في منصبه الوزاري، وعلى حد قوله «إن ذلك القرار يرجع إلى الرئيس مبارك، وأنه تحت تصرف الدولة في أي موقع يوكل إليه».

وقام حسني الذي يعد من أكثر وزراء مصر إثارة للجدل بتوزيع بيان صحافي عن خبر ترشيح مصر له لرئاسة المنظمة الدولية على الصحف المصرية من دون أن يعطي مزيدا من الاستفسار عن القرار الذي يعتبره مقربون منه مفاجأة. فباستثناء ما أورده البيان «من أن التقدم للترشيح للمنصب بدأ للدول من الآن» لم يرد شيء فيه سوى خلفية تاريخية موجزة عن المنظمة الدولية.

وفي الوقت الذي يذهب فيه البعض من أن ترشيح حسني لمنصب مدير عام اليونيسكو سيفقده منصبه الذي ظل فيه لأكثر من 20 عاما، فان آخرين مقربين منه أكدوا أن القرار لا يعني الاستغناء عن الوزير حسني، وأنه قد يستمر في منصبه لحين حلول عام 2009 خاصة في ظل متابعته لمشروعات أثرية كبيرة يجرى تشييدها حاليا كمتحف مصر الكبير ومتحف الحضارة، لكن كلا الرأيين ذهبا إلى أن البقاء أو الاستغناء عن حسني هو قرار سيادي بالدرجة الأولى.

وتسلم حسني قبل شهرين وساما رفيعا من اليونيسكو باعتباره إحدى الشخصيات التي لعبت دورا مهما على المستويين الدولي والمحلي في حوار الحضارات والحفاظ على التراث الإنساني. ومما عزز من وتيرة التكهنات التي ترددت أخيرا عن استبعاد حسني من الحكومة في أقرب تغيير وزاري، تصريحات الأمين العام للحزب الوطني الحاكم صفوت الشريف بإجراء اقتراع داخل الحزب لانتخاب رئيس للحزب لأول مرة في تاريخه، وهو ما أعطى فرصة لإطلاق الشائعات والتحليلات عن من سيخرج، ومن سيستمر، في حالة لو تزامن مع مؤتمر الحزب أو استبقه تغيير وزاري.

وبنهي الترشيح الجديد ما تردد حول تولي حسني في حال خروجه من منصبه إدارة مكتبة الإسكندرية بدلا من الدكتور إسماعيل سراج الدين، مرشح مصر على المنصب نفسه في الدورة السابقة عام 2003، قبيل توليه منصبه الحالي كمدير لمكتبة الإسكندرية .

وفاروق حسنى من مواليد عام 1938 في مدينة الإسكندرية وهو حاصل على بكالوريوس الفنون قسم الديكور من جامعة الإسكندرية، وعمل مديرا لقصر ثقافة الأنفوشي في الفترة من 1967 إلى 1978، إلى أن تولى منصب مدير مكتب وزير الثقافة منصور حسن حتى عام 1979، وفي عام 1982 عمل فاروق حسنى نائبا لمدير أكاديمية الفنون بروما، ثم تولى مدير المركز الثقافي المصري بباريس، ثم عاد إلى روما مديرا للأكاديمية حتى عام 1986، إلى أن تولى حقيبة وزارة الثقافة عام 1987 في حكومة الدكتور عاطف صدقي ، وتم اختياره من بين 4 مرشحين وظل بالوزارة حتى الآن.

يبلغ عدد الدول الأعضاء في اليونيسكو حتى الآن 191 دولة بالإضافة إلى 6 أعضاء منتسبين. ويرأس المنظمة حاليا حتى الانتخابات المقبلة عام 2009 كويشيرو ماتسورا من اليابان، فيما رأس المنظمة عام 87 فيدريكو مايور من اسبانيا، وعام 74 أحمد مختار امبو من السنغال، وعام 61 رينيه ماهيو من فرنسا، وعام 58 فيتوريو فيرونيزي من إيطاليا، وعام 53 لوثر إيفانز من الولايات المتحدة الأميركية، وعام 52 جون تايلور من الولايات المتحدة الأميركية، وعام 48 خايمي توريس بوديت من المكسيك، وعام 46 جوليان هكسلي من المملكة المتحدة.