«شط العرب».. نقطة اشتعال غربية ـ إيرانية

خلافات الماضي والحاضر تنصب حول حدود الخط الفاصل

TT

يأمر قائد سفينة حربية اميركية يحمل تكليفا بتأمين المياه العراقية، طاقمه بمراقبة موقع مراقبة ايراني بحثا عن أنشطة، فيما تبحر سفينته في المياه حيث لا يوجد فاصل واضح بين العراق وايران.

وأسرت ايران 15 بحارا بريطانيا في هذه المنطقة في وقت سابق من العام الحالي واتهمتهم بدخول مياهها. وكان نزاع مستمر منذ فترة طويلة بشأن نهر شط العرب الحدودي قد ساعد في إشعال حرب في الماضي.

والآن يقوم الجيش الأميركي وحلفاؤه بدوريات حراسة في أقرب نقطة يعتقدون أن المياه الاقليمية العراقية تنتهي عندها، لكن التوتر يزداد بين الجمهورية الاسلامية والغرب ويزداد معه بالتالي احتمال التصعيد بطريق الصدفة.

وقال جون تشاندلر من على متن السفينة الحربية الأسترالية انزاك التي تعمل في اطار قوات التحالف التي تحرس المياه العراقية لرويترز «نحن نضع خطا نعتقد أنه معقول، ومن خلال المعتاد نبحر بطول هذا الخط ذهابا وإيابا ونحاول ان نحدد الايقاع». وقال «الايرانيون لهم رأي مختلف قليلا بشأن أين يقع هذا الخط». وكانت آخر مرة اتفقت فيها ايران مع العراق بشأن الخط الفاصل في الممر المائي في عام 1975 عندما تم تقسيم نهر شط العرب ومدخل الخليج بامتداد المياه العميقة. ومنذ ذلك الحين قالت مصادر البحرية الغربية إن الطمى غير الوصف الدقيق لقاع النهر، لكن لم يتم تحديد الحدود البحرية الجديدة، مما أدى الى ترك حق المرور استنادا الى ما جرى عليه العرف. ووفقا لمترجم على متن سفينة حربية اميركية تحرس المياه المتنازع عليها بالقرب من مدخل شط العرب وموانئ النفط العراقية، فان البحرية الايرانية غير راضية عن ذلك. وقال المترجم، الذي طلب عدم نشر اسمه، لرويترز «لن أترجم ذلك على نحو دقيق، لكن في بعض الأحيان يوجه الإيرانيون شتائم الى الأميركيين ويلعنون آباءهم ويصفوني بأني متآمر».

وكان النزاع بشأن النهر الحدودي السبب الرئيسي في الحرب الايرانية ـ العراقية التي استمرت في الفترة من عام 1980 الى 1988.

وفي عام 2004 أسرت ايران ثمانية من افراد البحارة البريطانيين اتهمتهم بأنهم ضلوا طريقهم الى مياهها وفي وقت لاحق افرجت عنهم. وفي مارس (آذار) الماضي اسرت 15 بحارا بريطانيا ووجهت اليهم نفس الاتهام. ونفى البحارة في الحادث الاخير والذين افرج عنهم، انهم دخلوا المياه الايرانية، لكن تقريرا برلمانيا بريطانيا في الاسبوع الماضي انتقد استخدام خريطة تبين حدودا تم تعريفها يقول خبراء انه لا وجود لها.

ولم يسمح جويل لانج قائد السفينة الحربية الاميركية تايفون لهذا الحادث بأن يمنعه من قيادة سفينته في المياه التي تسودها الاضطرابات، في محاولة لدعم المطالب الاقليمية للعراق بالقوة العسكرية.

وقال في الطريق الى المنطقة المتنازع عليها «سنبحر بامتداد الخط على الجانب العراقي وسنبحر ببطء».

وقال لانج ان سفينته «شديدة التسليح»، لكنه يراعي عدم إظهار مدافعه لتجنب الاستفزاز. وشبه دوره بشرطي مسلح يحرس المنطقة المكلف حراستها.

وقال وهو يشير بإصبعه الى علامة نابية «أحيانا نلوح الى بعض الايرانيين وبعض زوارقهم البحرية ونحن نبحر. وأحيانا يردون علينا. وأحيانا يقولون لنا اننا رقم واحد».

والعلاقات بين ايران والغرب متوترة بالفعل، حيث يتهم الغرب طهران بمحاولة صنع أسلحة نووية. وتقول ايران ان اهدافها النووية قاصرة على توليد الكهرباء. وآثار الطلقات والصواريخ التي لا تحصى في مرفأ خور العمية تذكر بالحرب الايرانية ـ العراقية. والقوات التي تقودها الولايات المتحدة والقوات العراقية مصممة على عدم وقوع المنصات النفطية ضحية للتوترات في المنطقة مرة اخرى.

وهذا المرفأ هو أحد مرفأين عراقيين يتم منهما ضخ معظم نفط العراق الذي يضم ثالث أكبر احتياطي في العالم يعتمد عليه اقتصاد البلاد.

ويتهم الجنود العراقيون الذين يحرسون المنصة الدول المجاورة بتحريض المسلحين على شن هجمات في العراق. بينما يقول جنود عراقيون آخرون مكلفون تفتيش السفن القريبة إن علاقتهم مع الجنود الايرانيين بوجه خاص ليست جيدة. وقال مسؤول بالبحرية الاميركية، ان تفتيش سفينة ايرانية يحتاج الى تصريح خاص وإجراءات بيروقراطية اكثر من الصعود الى متن سفن تتبع جنسيات أخرى.

والمناطق المحظورة حول المنصات النفطية التي تمتد ثلاثة كيلومترات سارية منذ عام 2004 عندما هاجم انتحاريون يستقلون زوارق ميناء البصرة.

وعلى طرف المنطقة المحظورة حول خور العمية التي يمكن مشاهدتها من المنصة النفطية يقوم موقع ايراني بأعمال المراقبة.

وتقول البحرية الاميركية ان الموقع المسلح أقيم على رافعة عراقية غارقة فيما تقول ايران انه يقع في مياهها. وتقول البحرية الاميركية ان المنطقة التي أقيم عليها الموقع تمتد فوق المياه العراقية، لكن ايران تختلف مع ذلك.