وزير بريطاني: الدول العربية لا تدفعنا للتفاوض مع «حماس»

هاولز يعتبر تصريحاته حول حق العودة «واقعية»

TT

أكد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية كيم هاولز أمس ان بلاده تسعى لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وانتهاز «الفرصة التاريخية» المطروحة لانعاش عملية السلام. واشار هاولز في لقاء مع مجموعة من الصحافيين العرب أمس اثر عودته من زيارة الاردن ومصر وليبيا الى ان عدم الاتصال بحركة المقاومة الاسلامية «حماس» التي تسيطر على غزة لا تعرقل هذه الجهود، قائلاً: «ممثلو الحكومات العربية لا يدفعوننا الى التفاوض مع حماس». وأضاف: «الشعور في عمان والقاهرة، وانا اشاركهما هذا الرأي، انه من الصعب التعامل مع منظمة قامت بانقلاب عسكري وقتلت الكثير من الفلسطينيين».

واوضح هاولز ان تصريحاته التي اطلقها في عمان الاسبوع الماضي حول حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى فلسطين والتي اثارت جدلاً في الاوساط الفلسطينية اذ اشار الى انه من غير المرجح عودة جميع اللاجئين الى اراضيهم. وقال أمس: «عندما سئلت عما اذا كان بإمكان جميع العائلات الفلسطينية العودة، قلت على الارجح لا، وهذه هي الواقعية المطلوبة لحل مثل هذه القضايا». واضاف: «هذا (التصريح) لا ينكر الحاجة لمحادثات نهائية وانما يوضح الواقع الذي امامنا، فلا يمكن العودة الى ما قبل 1948، وهناك عائلات ربما لا تريد العودة أو اصبحت قراها وسط مدن إسرائيلية». وتابع: «الامر يحتاج الى تنازلات من جميع الاطراف»، مؤكداً: «حق العودة يجب مناقشته من قبل المعنيين». وقال هاولز انه ابلغ المسؤولين العرب الذين التقاهم اثناء جولته العربية بأن «رئيس الوزراء (غوردن براون) مهتم جداً بهذه القضية ويريد رؤية انشغال اميركي اكثر نشاطاً في اعادة الحياة لعملية السلام». وأضاف: «هناك دعم شديد في الدول العربية للرئيس (الفلسطيني محمود) عباس وهذه لحظة تاريخية يجب الا ندعها تفوتنا». وأوضح ان براون ووزير خارجيته ديفيد ميليباند توجها الى واشنطن لاسباب عدة، من بينها معرفة الموقف الاميركي من عملية السلام. واضاف ان هناك «تفاؤلا» ازاء مهمة مبعوث الرباعية الدولية توني بلير لاحراز تقدم في فلسطين. وعلى صعيد آخر، اكد هاولز ان جميع المسؤولين، بمن فيهم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء المصري احمد نظيف ورئيس الوزراء الاردني عبد الاله الخطيب، «عبروا عن قلقهم ازاء ايران وقد اصبح هذا الامر محور نقاش لكل العرب». وأضاف: «الجامعة العربية تعتبر انه مازال هناك وقت لإقناع ايران بلعب دور ايجابي، خاصة في لبنان وغزة». من جانب اخر، قال هاولز ان محادثاته في الاردن تطرقت لأوضاع العراقيين النازحين اليه والمقيمين فيه. واضاف: «الاردن يشعر بثقل كبير بسبب اللاجئين وعلى الرغم من ان الوضع الانساني حالياً ليس حرجاً، لكنه يمكن ان يصبح حرجاً مع الوقت». وشرح هاولز ان التشاور في قضية العراقيين في الاردن كان من بين مهام زيارته الى عمان، مضيفاً «الاردنيون حذرونا من انهم يواجهون اعداداً كبيرة من العراقيين، وقد ترتفع هذه الاعداد... ولكن في الوقت نفسه هناك عراقيون اوضاعهم المادية جيدة جاؤوا الى الاردن منذ سنوات لأنهم اعتبروا انه موقع جيد لانتظار العودة الى بلادهم مع تحسن الاوضاع». واعتبر ان «مئات الآلاف من العراقيين يريدون العودة الى بلادهم». وعن زيارته الى ليبيا، قال هاولز: «الجميع سألني عن الهجرة والعلاقات بين ليبيا واوروبا في هذا المجال». واضاف: «الشعور في ليبيا انه يجب ان نعترف بأن حدودهم اصبحت الحدود الجنوبية لاوروبا وضرورية في مواجهة الهجرة غير الشرعية». وتابع ان الزعيم الليبي معمر القذافي «لديه فكرة لتحسين الاوضاع في دول الاصل حتى لا يشعر الناس انهم بحاجة الى الهجرة للحصول على حياة افضل، ورئيس الوزراء براون كانت لديه هذه الفكرة لسنوات ونريد ان نطورها». ورداً على سؤال «الشرق الاوسط» حول اذا كانت ليبيا طالبت باعادة المتهم عبد الباسط المقراحي الذي حكم عليه في اسكوتلندا في قضية تفجير طائرة شركة «بان اميركان» فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية عام 1988، قال هاولز: «لم يتطرق احد لهذا الموضوع اثناء زيارتي». واعتبر هاولز ان «ليبيا قد تصبح قصة ناجحة رائعة في المستقبل ولا تريد تدفق المزيد من اللاجئين غير الشرعيين لها». وعن وضع حقوق الانسان في ليبيا، قال هاولز: «نحن نتحدث مع الحكومة الليبية دوماً في قضية حقوق الانسان وقد قاموا ببعض التقدم على هذا النحو». وأضاف: «هذه المسألة مهمة بالنسبة لنا لأننا نريد اعادة بعض المتهمين بقضايا الارهاب الى ليبيا ولكن لا نستطع فعل ذلك حتى الاثبات لقضائنا بأنهم لن يتعرضوا لانتهاك حقوق انسان». وأوضح: «نساعد الليبيين في هذا المجال من خلال خبرتنا في إصلاح نظام السجون والقضاء».