بوتين يجدد تأييده لعباس ويطالبه بإعادة وحدة الصف الفلسطيني

أبومازن: مباحثات الكرملين من أجل الخروج من المأزقين الداخلي والسياسي

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يستمع لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس (أ ف ب)
TT

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس دعمه لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاعتباره «الرئيس الشرعي» للشعب الفلسطيني، مبديا ثقته بأنه سيبذل «كل ما في وسعه» لتوحيد الفلسطينيين من جديد، خلال محادثات جرت بينهما في موسكو.

وقال بوتين: «إن مواقف روسيا تجاه التسوية الإسرائيلية الفلسطينية لم تتغير وانتم تعرفونها وتظل ثابتة لا تتغير .. إننا نقف إلى جانب الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وحتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة». وأضاف بوتين انه يعلم مدى ما يتحمله الرئيس عباس وكل الشعب الفلسطيني. ومن جانبه أكد الرئيس الفلسطيني انه لن يدخر وسعا من اجل تجاوز تبعات ما حدث في فلسطين واستعادة الأوضاع إلى باقي عهدها. وقال انه وعلى الرغم من الذي حدث في غزة.. لكننا نشعر بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني، ودعا إلى تقديم الدعم الإنساني من اجل تجاوز المصاعب الاقتصادية والاجتماعية. واشار عباس إلى أن اللقاء مع الرئيس يؤكد الأهمية التي تعيرها السلطة الفلسطينية للمشاورات الثنائية مع روسيا التي طالما وقفت إلى جانب الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. وأشار عباس إلى أن قطاع غزة تحول إلى سجن كبير بعد إغلاق المعابر التي تكدست عندها الألوف من أبناء الشعب الفلسطيني.  ومن جهته، صرح نائب لوزير الخارجية الروسي ان روسيا ستواصل اتصالاتها مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من اجل «الحوار» الفلسطيني. وقال اندريه دينيسوف على هامش المحادثات «اننا نبقى على اتصال معهم بهدف عملي وبراغماتي واحد وهو اقامة حوار بين الفلسطينيين. هذا هو هدفنا الوحيد». ودعت موسكو مجددا الى «حوار» بين حركتي «فتح» بزعامة عباس و«حماس». وتبنت روسيا منذ فوز «حماس» في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير (كانون الثاني) 2006 موقفا مغايرا عن موقف الدول الغربية. فقد عارضت فرض عقوبات على الحركة، التي لا تعتبرها حركة ارهابية على خلاف الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واسرائيل، واستقبلت رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل مرتين في موسكو.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد استهل لقاءه مع الرئيس الفلسطيني أول من أمس بتأكيد دعم موسكو له رئيسا شرعيا لكل الفلسطينيين، وتأييده لما يبذله من خطوات تستهدف إعادة الاستقرار ووحدة الشعب الفلسطيني واستمرار عملية السلام. وقال لافروف إن اللقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين سيسمح بتحديد الخطوات العملية لمواصلة التنسيق حول القضايا الثنائية ومجمل قضايا التسوية الشرق أوسطية. ومن جانبه قال أبو مازن: «إن الفلسطينيين تعودوا دائما اللقاء في موسكو التي ليست غريبة عليهم، وتعودوا اللجوء إليها خاصة في الظروف الصعبة. وأشار الرئيس الفلسطيني في مؤتمره الصحافي الذي عقده في أعقاب لقائه مع الرئيس الروسي أن المباحثات التي دارت في الكرملين تناولت كل القضايا التي تساعد من اجل الخروج من المأزقين الداخلي والسياسي، مشيرا إلى وزن روسيا الكبير والمؤثر في الساحة الدولية. وكان أبو مازن أكد في حديثه إلى «الشرق الأوسط» انه لم يأت إلى موسكو طلبا لاية وساطة كما انه علم قبل وصوله بنبأ الحديث التليفوني الذي جرى بين السيد لافروف وخالد مشعل، مؤكدا في الوقت ذاته ان القضية مع حماس أصبحت مفهومة ومعروفة ويجب على حماس اليوم ان تنهي كل ذيول الانقلاب الذي قامت به ضد الشرعية، وبعد ذلك يمكن ان الحديث معهم، وقبل ذلك لا حوار ولا حديث». عن ما اذا كان التقرير الذي صدر عن احداث غزة يمكن ان يغير من الموقف تجاه حركة حماس قال الرئيس الفلسطيني: «لن يغير موقفنا من حماس لان هذا التقرير يتعلق بالامور الداخلية للأجهزة الأمنية، كما ان حماس كانت البادئة والمصممة على الانقلاب ولذلك الموضوع معروف وموقفنا محسوم وسبق ان قلت بوجوب تراجعهم حتى يمكن الحديث معهم». وفيما يتعلق بمدى جدية موقف ايهود اولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية واحتمالات توقع خطوات عملية على ارض الواقع تجاه التقدم على طريق تحقيق التسوية الشاملة على ضوء لقائهما الاخير، قال أبو مازن: «اذا قلنا نتوقع فمن الممكن فعلا ان نتوقع، لكننا لم نر شيئا بعد فيما يتعلق بتنفيذ خريطة الطريق، لكن نأمل ونتوقع في اللقاءات القادمة مع اولمرت ان يحدث نوع من التقدم لانه يهمنا جدا ان نصل الى تحقيق الهدف.. والعالم كله وكذلك اللجنة الرباعية مهتمون بالوصول الى رؤية موحدة للحل النهائي». وردا على ما قيل في موسكو حول انحسار دور الرباعي الدولي، أكد أبو مازن على أهمية اللجنة الرباعية التي قال انها تمثل الدول الكبرى.. ففيها الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي وروسيا والامم المتحدة. وقال «اننا نعول عليها البحث عن حلول، وهي ما زالت جادة في محاولات العثور على الحلول.. وليس لدينا اي انطباع انها تلفظ أنفاسها الأخيرة». وعن فكرة المؤتمر الدولي التي سبق وطرحتها روسيا وما يطرحه الرئيس الاميركي جورج بوش حول الاجتماع الدولي في الخريف المقبل ومدى تباين الاطياف بين الرؤيتين، قال أبو مازن: «ان الدعوة الى المؤتمر الدولي جاءت مبكرة من جانب روسيا في اللجنة الرباعية في عام 2002 في اطار خطة الطريق، وطالبت موسكو بضرورة مشاركة كل الإطراف المعنية في الشرق.