جدل في فتح بعد تقرير لجنة التقصير

قياديون: الحركة تأكل أبناءها

TT

اثارت التسريبات الاعلامية للنتائج التي افضت اليها لجنة التقصير التي شكلها الرئيس الفلسطيني للتحقيق في هزيمة الاجهزة الامنية في غزة على يد حماس جدلا واسعا داخل حركة فتح، مما اضطر متهمين في الحركة بالخروج عن صمتهم واتهام مستويات قيادية على رأسها ابو مازن بالمسؤولية عن هزائم فتح في القطاع. وقال سمير المشهراوي احد قياديي فتح المتهمين بالتقصير، ويعيش في رام الله «ان الرئيس ارتكب خطأ كبيراً عندما اختار المساومة مع حركة حماس المرة تلو الأخرى». واستذكر المشهراوي، الذي كان يتحدث لصحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، اجتماعاً عقده عباس مع أعضاء اللجنة المركزية قبل أسبوع من أحداث قطاع غزة، طالبهم فيه بإرسال خمسة هو من بينهم إلى غزة مع كامل الصلاحيات لتعزيز موقع «فتح» وتقويتها، إلا أن عددا من بين الحضور اختلقوا الأعذار لعدم الذهاب باستثناء الطيب عبد الرحيم وروحي فتوح اللذين وافقا فوراً على الذهاب، ولم يصلا حسب المشهراوي، الذي اضاف منتقدا ابو مازن «كان عباس مشغولاً بشؤون أخرى، ومنح الصلاحيات، قائلا لهم بأنكم مخولون بعمل ما ترونه مناسباً لتعزيز فتح، وتساءل المشهراوي عن عدم تحميل لجنة التحقيق لهؤلاء جزءاً من المسؤولية»، وقال «كيف حصل أنّ لجنة التحقيق في إخفاق فتح والأجهزة الأمنية لم تجدهم مسؤولين؟ أين المستوى السياسي؟.. اتهموا حارس الكتيبة أما المسؤولون الآخرون فخرجوا أنقياء». أما ماجد أبو شمالة وقد كشف لـ«الشرق الأوسط» في حينه ان اللجنة تحمله المسؤولية التنظيمية عما حدث فقال ان «اللجنة جاءت لتفحص فشل أجهزة الأمن وليس لي مشكلة في هذا، ولكن ألا ينبغي لها أن تفحص فشل فتح؟».

وتعتبر تصريحات المشهراوي وابو شمالة الاولى من نوعها والاكثر حدة التي يطلقها قادة غزاويون من فتح بعد هزيمتهم في القطاع، واعتبرت حركة حماس ذلك شاهدا على تصدع داخل فتح. وقال إسماعيل رضوان الناطق باسم حماس في غزة لـ«الشرق الأوسط» ان فتح تعاني تصدعات داخلية وفيها كثير من التيارات المتصارعة.

وليس بعيدا عن موقف حماس، اعتبر تيسير نصر الله القيادي البارز في فتح في الضفة الغربية «بان الحركة تأكل ابناءها» في اشارة الى نتائج التحقيق الاخير، وقال «ان لجنة التحقيق الرئاسية استخدمت دحلان ورفاقه كبش فداء للهزيمة»، واكد «ان التقرير يعالج مرحلة قصيرة من عمر التصدع في فتح»، واضاف «ان الرئيس عباس يتحمل المسؤولية الاولى عن ترهل فتح، اضافة الى اللجنة المركزية للحركة، وتساءل نصر الله «اين هم اعضاء المركزية، واين هم اعضاء المجلس الثوري»، واعتبر ان المركزية «اجرمت في حق فتح» على حد تعبيره. ويعتقد نصر الله «ان التفاؤل الذي تروج له قيادة فتح في رام الله على جثث ابنائها لن يطول».