الزهار يعرض وثائق تكشف تورط مسؤولي السلطة في الداخل والخارج في عمليات فساد

فتح: هذه اللغة لا تساعد على الحوار وتصور الفلسطينيين مجموعة من الفاسدين

فلسطينيون ينتظرون الحافلة في مدينة العريش شمال سينا امس للذهاب الى غزة (إ ب أ)
TT

عرض الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس، ووزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، ما قال إنها وثائق تدلل على حجم الفساد والاختلاسات التي كان يقوم بها كبار مسؤولي السلطة وقادة أجهزتها الأمنية، على حد زعمه، بالإضافة الى وثائق تدلل على فساد عدد من قيادات حركة «فتح» بالخارج، كما قال.

كما عرض الزهار في مؤتمر صحافي عقده في غزة ظهر امس رسالتين بعث بهما بسام أبو شريف مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، يحذره فيها من أن أطرافاً قد تقوم بتسميمه، داعياً إياه الى اتخاذ أقصى درجات الحذر لدى تناوله الشراب والطعام.

وعرض الزهار الذي حرص على إبراز الوثائق على لوحة عرض كبيرة أمام الصحافيين، وثائق زعم انها تثبت تورط شخصيات بارزة في السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية سمى عددا منهم، في عمليات فساد، إلى جانب شخصيات فلسطينية في الخارج. وعرض الزهار وثيقة صادرة عن جهاز الأمن الوقائي قال إنها تدلل على أن الجهاز قام بصرف مئات الآلاف من الدولارات لتسديد ديون عن مسؤول أمني. وأشار إلى أن احدى الوثائق تشير إلى أن جهاز الأمن الوقائي طالب بدفع مبلغ 110 الاف دولار لمنتجع «الواحة»، الذي يقع شمال قطاع غزة، والذي قال الزهار إن محمد دحلان مستشار الأمن القومي السابق يملكه، لكنه لم يوضح رابطا مباشرا لإثبات المزاعم.

وعرض الزهار العديد من الوثائق الموقعة من رئيس الوزراء الحالي سلام فياض عندما كان وزيراً للمالية في حكومة محمود عباس الأولى في منتصف العام 2003 والتي تشير إلى تحويل مئات الآلاف من الدولارات لجهاز الأمن الوقائي خلال تلك الفترة. ولم يوضح الزهار كيف يثبت ذلك إتهامات الفساد. وعرض أيضا وثيقة صادرة عن وزارة المالية تدلل على أن موازنة الاجهزة الأمنية تبلغ 777 مليون دولار، في حين أن الموازنة العامة للسلطة تبلغ 1.3 مليار دولار، أي أن 52% من موازنة السلطة تخصص للأجهزة الأمنية، منوهاً الى أنه يتم تخصيص 701 مليون دولار لدفع رواتب منتسبي الاجهزة الامنية.

وأبرز الزهار وثيق قال إنها صادرة عن جهاز الأمن الوقائي تشير لتجاوزات و«فساد» أحد مسؤولي حركة «فتح» في الخارج. وأتهم «الوقائي» في هذه الوثيقة هذا المسؤول بأنه يملك عقارات كبيرة وعديدة في كل من لبنان وقبرص، وأنه يستخدم الأموال التي تحول إلى المنظمة من اجل «شراء الذمم». واشارت الوثيقة الى أن هذا المسؤول كان لا يحول رواتب العاملين في أطر حركة «فتح» ومنظمة التحرير لدى استحقاقها لكي يحصل على فوائدها في البنوك، كما أنه كان يحرم منتسبي الجبهة الشعبية من مرتباتهم. وأشارت الوثيقة الى مظاهر الثراء «الفاحش» الذي يعيشه المسؤول المذكور، ومن ضمنها امتلاكه وأسرته تسع سيارات فاخرة، الى جانب امتلاكه بيتا بجواره حديقة حيوانات أليفة تضم سبع نعامات، كل نعامة يبلغ ثمنها 7 آلاف دولار، الى جانب امتلاكه محلا لاستيراد المولدات والتجهيزات الكهربائية، ووجود ارصدة لزوجته ونجليه تبلغ مليارا ونصف المليار ليرة لبنانية.

وعرض الزهار وثائق صادرة عن جهاز الأمن الوقائي قال إنها تتهم قادة وعناصر من جهاز أمن الرئاسة الفلسطيني يسيطرون على معبر رفح بتلقي الرشوة وممارسة الابتزاز ضد المسافرين. واستند الزهار الى وثائق الوقائي ليشير الى ما وصفه بجملة من الانتهاكات والممارسات في معبر رفح تدلل على فساد ومصادرة ممتلكات المسافرين دون الرجوع للإدارة الجمركية على المعبر وتلقي بعض الحراس رشاوى مالية إلى جانب القيام بعمليات استغلال لتسيير الحركة فيه. واشارت احدى الوثائق الصادرة عن جهاز الامن الوقائي الى أن مسؤول في معبر رفح قيل إنه كان يستولي على حقائب للمسافرين المفقودة، ويحصل على رشاوى للسماح بتمرير مواد يتم تهريبها.

وعرض الزهار صورة من تقارير صادرة عن المراقب الخاص في جهاز الأمن الوقائي تظهر المبالغ التي كان يتقاضاها أحد مسؤولي المعابر في السلطة الفلسطينية، حيث أظهرت الوثائق أن هذا المسؤول حصل من مكتب الرئيس الفلسطيني على 3.115.163 دولار أميركي من بينها 1.732.000 دولار ما بين هدايا ونثريات، و155.000 دولار مساعدات للأصدقاء، كما تقاضى 3000 دولار شهرياً نثريات خاصة، الى جانب صرف مبلغ قيمته 32.555 دولار له بدل مهمات، وخصصت أموال لشراء عدة سيارات منها من نوع Jeep بسعر35.000 دولار وسيارتين من نوع GMC، علاوة عن شراء قطعة أرض. واشارت احدى الوثائق الى أنه تم صرف مبلغ قيمته 34 الف دولار كرسوم تعليم لبنات احد المسؤولين يتعلمن في الخارج، الى جانب سلسلة من الوثائق تزعم دفع اموال طائلة لقاء رحلات سفر خاصة كان يقوم بها كبار موظفي السلطة. وعرض الزهار وثائق قال إنها تدلل على توصيات رفعتها دائرة «أمن المؤسسات» في جهاز الأمن الوقائي توصي بعدم السماح بتعيين بعض الاشخاص لأنهم ينتمون الى حركة حماس. وحذرت الوثيقة من خطورة تغلغل حركة حماس في سلك التعليم. وحول ملف وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قال الزهار إن حماس عثرت على رسالتين بعث بهما بسام ابو الشريف المستشار السابق للرئيس عرفات حذره فيه من أن هناك من يخطط لتسميمه، وحثه على توخي اقصى درجات الحذر لدى تناوله الطعام والشراب. وعرض ابو شريف على عرفات أن تقوم زوجته بإعداد الطعام له خوفاً من يتم تسميمه. وطالبه بألا يشرب ماء إلا من زجابة تكون مغلقة ويقوم هو بفتحها. ودعا الزهار ابو شريف للقدوم الى غزة للكشف عن اسماء الذين اتهمهم بالتخطيط لتسميم عرفات. من ناحيته انتقد حازم ابو شنب، الناطق الرسمي لحركة «فتح» ما جاء على لسان الزهار، قائلاً إن «مثل هذه اللغة لا تساعد على خلق الاجواء الكفيلة برأب الصدع في الساحة الفلسطينية». وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» أوضح أبو شنب أن ما جاء على لسان الزهار لا يمكن أن يؤسس لحوار فلسطيني داخلي، ويصور الشعب الفلسطيني كما لو كان مجموعة من الفاسدين. واشار الى أن القرارات والمراسيم التي أصدرها الرئيس الفلسطيني محمود عباس واضحة وجلية، حيث تعمل هذه القرارات على اعادة صياغة الاجهزة الامنية على أسس مهنية ووطنية جديدة.