الجوزو: حلفاء «حزب الله» قتلوا نواباً بدل أن يحاربوا إسرائيل

سأل عن جدوى «انتصارات إلهية» لم تحرر شبراً من لبنان

TT

علق مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو على الخطاب الذي ألقاه أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله مساء السبت الماضي لمناسبة الذكرى الأولى لمعركة بنت جبيل بين المقاومة اللبنانية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، فقال: «كم هو جميل الكلام عن الانتصار الإلهي والأسطوري والتاريخي والتفوق على الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. وكم هو جميل دغدغة مشاعر الناس والتحدث عن البطولات تغطية للكوارث الإنسانية البالغة التي أصيب بها أهل الجنوب والضاحية والتي عمت لبنان من أقصاه إلى أقصاه. ماذا جنى لبنان من تلك الانتصارات الإلهية والأسطورية؟ كيف كانت الحال قبل 12 تموز وكيف أصبحت بعده؟». وأضاف: «كان الشعب اللبناني بدأ يسترد أنفاسه ويقف على قدميه من جديد. هناك حكومة موحدة تضم حزب الله وحركة أمل. وكانت القرارات تصدر بالتوافق. وكان هناك حوار وعناق وقبل مزيفة.

كان موسم الاصطياف ناجحا بشكل كبير. وكان الإخوة العرب والمغتربون اللبنانيون يملأون مدن الاصطياف وقراه والأسواق تعج بالحياة والحركة والحيوية والآمال الكبار. وكان الناس يشعرون بالأمان والطمأنينة. فجأة تحولت الحياة إلى جحيم. وانقضت الطائرات الإسرائيلية على قرى الجنوب والضاحية بصواريخها الإجرامية وقنابلها الذكية الفتاكة، وتقطعت السبل بالناس. وهاج المصطافون وماجوا وأخذوا يلملمون حاجاتهم ويسارعون إلى مغادرة لبنان تحت تهديد القذائف والصواريخ التي تنصب فوق رؤوسهم، لم يعد هناك مطار ولا جسور ولا طرق. كل شيء تحول إلى رميم». وتابع: «صحيح أن شباب حزب الله أطلقوا صواريخهم على الداخل الإسرائيلي وصمدوا، فأقلقوا الناس هناك. لكن المقارنة تقول إن القتلى عندنا بلغ عددهم 1400 قتيل، والجرحى بلغ عددهم 4 آلاف. أما قتلى العدو فبلغ عددهم 80 مدنيا، والجنود 120. أما كوادر حزب الله فقد فقدنا منهم 600. والحكومة انسحب منها حزب الله وحركة أمل.

أما الاعتصام في ساحة رياض الصلح فتسبب في تعطيل الحياة الاقتصادية وحرم لبنان من زواره العرب صيفا وشتاء. وعمت بلواه جميع الناس، الفقراء قبل الأغنياء. ماذا تنفع تلك الخطب الرنانة عن الانتصارات الأسطورية التي دمرت لبنان؟ وماذا تنفع الانتصارات الإلهية التي لم تحرر شبرا من لبنان؟». وقال الجوزو: «نسينا أن نذكر حزب الله بأن حلفاءه بدل أن يحاربوا إسرائيل ويقاتلوها، تحولوا إلى الداخل اللبناني وقتلوا واغتالوا عددا كبيرا من النواب والزعامات والقيادات اللبنانية التي تنتمي إلى 14 آذار، كما قتلوا واغتالوا أمن الشعب اللبناني واستقراره، وكانت الطامة الكبرى في نهر البارد. هذه نتائج الانتصارات الإلهية الأسطورية التاريخية، دمار، خراب، انهيار داخلي، وتهديد ووعيد بإشعال نار الحرب إذا لم تخضع الحكومة الشرعية لأوامر وتعليمات أبطال حزب الله وجهابذة القادة والنواب الذين ينتمون إليه». وختم: «لو انتصرنا على العالم كله في الخارج، وانهزمنا في الداخل ودمرنا بلدنا، فلن تكفينا خطب السيد (نصر الله) ولا خطب أصحابه، وخطب جهابذة الحزب في إنقاذ لبنان وتوحيده من جديد. ارحمونا يرحمكم الله».