مصدر عسكري: المسلحون يتمترسون وراء نسائهم وأطفالهم

قائد الجيش اللبناني يتفقد الوحدات في نهر البارد

TT

عشية حلول عيد الجيش اللبناني الثاني والستين ظل الموعد المفترض لحسم الموقف في مخيم البارد معلقاً رغم مرور 73 يوماً على بداية المواجهات بين الجيش ومسلحي فتح الإسلام الاصوليين، وسقوط اكثر من 95 في المائة من مساحة المخيم في أيدي الجنود اللبنانيين. وقد تفقد قائد الجيش، العماد ميشال سليمان، الوحدات العسكرية المقاتلة المتمركزة حول مخيم نهر البارد أمس.

ولم يستبعد مصدر عسكري، متابع لمجريات المعركة، العامل السياسي في اعطاء «الضوء الأخضر» للحسم. لكنه في الوقت نفسه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن تفاصيل المعركة معقدة أكثر بكثير مما يعتقد المواطنون والمراقبون الذين يستعجلون منذ فترة وضع حد للأزمة، وقال «الى جانب وجود المدنيين في البقعة المتبقية تحت سيطرة المسلحين، هناك معركة على كل سنتيمتر ظاهر وأكثر منه مما هو مخفي تحت الأرض. ولعل أكبر مثال على ذلك موقع فتح الانتفاضة الذي استولت عليه فتح الإسلام وجعلت منه مركزها الرئيسي. فهناك، وفق آخر المعلومات المتوافرة، ما لا يقل عن ستة ملاجئ محصنة تحت هذا الموقع. وهي متصلة ببعضها البعض بسراديب وأنفاق يصل عمق بعضها الى 14 متراً، إضافة الى الفخاخ المزروعة في كل مكان. وبعضها مجهز بثلاثة صواعق متصلة ببعضها البعض بحيث يتوجب تفجيرها وليس العمل على تفكيكها لأن ذلك غير ممكن. هذا، من دون ان ننسى الانفاق والسراديب التي تتيح حرية حركة للمسلحين وتتطلب حذراً شديداً من الوحدات العسكرية العاملة على الارض. وبذلك يصح وصف المعركة بأنها معركة شوارع مفخخة أو معركة وسط حقل الغام مع مجموعة مسلحين مستعدة للتضحية بالنساء والاطفال من اجل حماية نفسها».

على الصعيد الميداني، حافظ الوضع أمس على وتيرة معينة من الاشتباكات المتقطعة بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة في شوارع عمقه والدامون والمغاربة داخل المخيم القديم، مصحوبة برمايات محدودة بمدفعية الدبابات أو المدفعية المحمولة على سيارات عسكرية متحركة. فيما تراجعت عمليات القصف بالمدفعية البعيدة المدى بحيث اقتصرت على بعض القذائف في أوقات متفرقة، علماً أنه سجل ليل الاثنين/ الثلاثاء قصف صاروخي يستخدم للمرة الاولى بواسطة راجمات من عيارات ثقيلة. وقد وجه المسلحون من داخل المخيم صواريخ من عيار107 ملم باتجاه البحر أو المناطق المحيطة بالمخيم من دون الابلاغ عن اصابات في الأرواح. وسجلت اشتباكات متقطعة في الجهة الجنوبية من مركزي التعاونية وناجي العلي تخللتها رمايات بمدفعية الدبابات. وسجلت ليل الاثنين/ الثلاثاء محاولة تسلل من قبل المسلحين باتجاه مجرى نهر البارد. لكن وحدات الجيش احبطت المحاولة موقعة اصابات في صفوف المتسللين.

من جانب آخر, اختتم المحقق العدلي القاضي رشيد مزهر تحقيقاته في قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي والمتمثلة في التفجيرين اللذين استهدفا حافلتين للركاب في عين علق (المتن الشمالي) وأوديا بحياة ثلاثة مدنيين وتسببا في جرح 21 آخرين إصابات معظمهم بالغة وذلك صباح 13 فبراير (شباط) الماضي والتي كشف النقاب عن مرتكبيها الذين ينتمون إلى تنظيم «فتح الإسلام». وأحال القاضي مزهر الملف على النائب العام التمييزي ـ المدعي العام العدلي القاضي سعيد ميرزا لإبداء مطالعته في الأساس. وجاء إعلان انتهاء التحقيق في هذه القضية عقب اجتماع عقده أمس وزير العدل شارل رزق مع القاضي ميرزا خصص للبحث في عمل النيابات العامة في مختلف المحافظات اللبنانية، إضافة إلى عمل النيابة العامة العسكرية.