توجيه تهمة «جرائم ضد الإنسانية» للمرة الأولى لمسؤول سابق في الخمير الحمر

دوش تولى إدارة سجون بول بوت وأشرف على تعذيب النساء والأطفال

TT

بنوم بنه ـ أ.ف.ب: وجهت محكمة كمبودية ترعاها الأمم المتحدة أمس تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية الى المدير السابق لمركز التعذيب التابع للخمير الحمر، كانغ كيك يو، الذي عرف بـ«دوش». ويعتبر دوش المسؤول السابق الأول من الخمير الحمر الذي يعتقل وتوجه الى تهم من المحكمة الدولية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان للمحكمة أن القضاة «وجهوا الى كانغ كيك يو (دوش) تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ووضعوه قيد الاحتجاز المؤقت». وقد أنشأت الأمم المتحدة المحكمة الكمبودية للنظر في جرائم الابادة التي وقعت في كمبوديا في السبعينات من القرن الماضي.

ويذكر ان الخمير الحمر حكموا في عهد الدكتاتور بول بوت بين عامي 1975 و1979، حين كان دوش يدير سجن «توول سلينغ» وسط بنوم بنه حيث اعدم 16 ألف شخص من رجال ونساء وأطفال بعد تعرضهم الى شتى أنواع التعذيب. وهذا السجن كان مدرسة تم تحويلها الى مركز تعذيب اشرف عليه دوش. وتم تحويل مركز «تول سلينغ» الى متحف يشهد على جرائم الابادة في كمبوديا فعرضت فيه ادوات تعذيب وصور هويات لتذكر بمعاناة مئات المعتقلين فيه.

وتولى دوش، أستاذ الرياضيات الكمبودي السابق، الإشراف بأسلوب حسابي دقيق على تشغيل آلة القتل في عهد بول بوت. وكان دوش، 65 عاماً، قد اعتنق منذ شبابه الطروحات الثورية، وفي الستينات تبع دروس سون سن الذي تولى في ما بعد وزارة الدفاع في نظام الخمير الحمر. وبعد انضمامه الى الحزب الشيوعي التحق بالخمير الحمر، غير ان قوات الأمن التابعة للأمير نورودوم سيهانوك اعتقلته وتعرض للتعذيب. وأفرج عنه عام 1970 فالتحق بحركة الخمير الحمر الثورية وتولى فيها منذ البداية مسؤولية السجون.

وكان دوش معتقلاً منذ 1999 في سجن عسكري. وبتسليمه، وفق ما أعلنه الجيش وأكدته المحكمة، تبدأ المرحلة العملية من تشكيل الهيئة الدولية التي ستحاكم القادة السابقين القلائل الذين ما زالوا على قيد الحياة من ذلك النظام الدموي. ودوش هو الوحيد الذي تم اعتقاله بين القادة السابقين الخمسة من الخمير الحمر الملاحقين، في حين لا يزال الأربعة الآخرون طلقاء ولم توجه اليهم تهم رسمية بعد.

وقتل نحو مليوني شخص في ظل نظام بول بوت بين 1975 و1979، وكان الدكتاتور قد أحل الرعب في كمبوديا فألغى المدارس ونقل ملايين الأشخاص الى المناطق الريفية وقام بتصفية جميع معارضيه. وتوفي بول بوت عام 1998، وبعد سنوات من المماطلة، أعلنت المحكمة الخاصة، التي تضم قضاة كمبوديين وأجانب برعاية الأمم المتحدة في منتصف يوليو (تموز) أنها ستنظر في ملفات خمسة مشتبه فيهم، تمهيداً لمحاكمة تجري العام المقبل.

ولم تعلن اللائحة بأسماء المشتبه في تورطهم بجرائم ضد الإنسانية، غير ان نوون شيا، أقدم كبار المسؤولين في نظام الخمير الحمر، أكد انه مدرج عليها، نافياً في الوقت نفسه الضلوع في جرائم ابادة. وأكد خيو سامبان، رئيس الدولة السابق في نظام الخمير الحمر أمس انه غير متخوف جراء اعتقال دوش، وقال «سأذهب الى المحكمة إذا ما طلبوا مني ذلك، إنني جاهز». ويعتقد ان بين الأشخاص الملاحقين أيضا وزير الخارجية في نظام الخمير الحمر، يانغ ساري. وأكد محامي دوش، كار سافوت، براءة موكله، موضحاً انه تصرف «بناء على أوامر شفوية من القيادة». وأضاف: «لم يكن مخولاً اعتقال أو قتل أي كان». وتشكلت المحكمة الدولية للنظر في جرائم الابادة في كمبوديا في يوليو (تموز) 2006 بأداء القضاة اليمين، وذلك بعد ثماني سنوات من المفاوضات بين بنوم بنه والأمم المتحدة.