الأمم المتحدة: ظاهرة تغير المناخ «تهدد مصير العالم»

رئيسة الجمعية العامة لـ«الشرق الأوسط»: التقلبات المناخية ستؤدي إلى تقسيم آسيا وأفريقيا

رجل يلجأ إلى نافورة مياه في مدينة بودابست احتماء من الحرارة التي فاقت 40 درجة مئوية (رويترز)
TT

حذرت الأمم المتحدة من مخاطر ظاهرة تغيير المناخ وأنها «تهدد مصير كوكب الأرض والحياة فيه في حال عدم الالتفات إلى تلك المشاكل المتسببة فيه بصورة جدية وفعالة».

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من نيويورك قالت الشيخة هيا راشد آل خليفة رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أن التقلبات المناخية ستؤدي إلى تقسيم أكثر حدة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، مضيفة أنه على المجتمع الدولي مسؤولية مساعدة هذه البلدان لتتكيف مع تغير المناخ.

وبحسب رئيسة الجمعية العامة فإن العالم بأسره يتجه نحو قضية خطرة جدا «الكثيرون لا يعطونها أهمية في الوقت الحاضر»، وشددت الشيخة هيا على أن الأمم المتحدة تسعى لإيصال مدى خطورة ظاهرة التغيير المناخي إلى جميع دول العالم والمنظمات الدولية.

وأعتبرت الشيخة هيا أن استعمال التكنولوجيا والعلوم ينبغي أن يكون أيضا في خدمة الأهداف الإنمائية. محذرة من عواقب الاستهلاك بوتيرته الراهنة، ودعت إلى العمل وفق استراتيجيات جديدة تعتبر أنّ النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والرعاية الصحية تتداخل فيما بينها وتسير كلّها جنباً إلى جنب. وناقش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والستين أمس الذي بدأ أمس في نيويورك وينتهي اليوم، لقاء رفيع المستوى بتغير المناخ. وتشارك في هذا الاجتماع نخبة من العلماء والخبراء والمتخصصين الذين يطرحون تقارير علمية متنوعة، والتي قدمها الباحثون طوال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تقارير الأمم المتحدة التي تحذر من مخاطر تغير المناخ.

ويتضمن الاجتماع الرفيع المستوى حول تغير المناخ يومين متتاليين. خصص اليوم الأول فيه (أمس) لاستعراض وجهات نظر المتخصصين، وستكون خلاصات مداخلاتهم بمثابة إنذار جديد للعمل من أجل معالجة هذا الموضوع الملح الذي يشكل أحد التحديات الكبرى التي تواجه الكرة الأرضية. أما اليوم فسيخصص لإجراء مناقشة عامة يشارك فيها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتتبلور من خلالها مواقف مختلف الدول. وطرحت الشيخة هيا مسألة تغّر المناخ انطلاقاً من بعديها الأخلاقي والسياسي، واعتبرت أن لهذه المسألة انعكاسات إنمائية أكيدة يرتبط بها ازدهار الكوكب ومصيره. مؤكدة أن ارتفاع درجة الحرارة أصبحت حقيقة ثابتة بحسب الأدلة العلمية.

وطالبت رئيسة الجمعية العامة بـ«فعل سياسي وعملي ملموس يساعد على حماية البيئة ويضمن مقومات الحاضر والمستقبل من أجل الأجيال المقبلة». كما دعت إلى تغليب الجانب الإنساني على ما عداه من جوانب سياسية واقتصادية نفعية مهما كان نوعها، «لأن الهدف الأبعد هو الإنسان نفسه والأرض الأم التي تحتضنه وهي بمثابة منزله وملاذه الأول والأخير».

من جانبه، ركز الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على التهديد الذي يمثله تغير المناخ بفعل النشاط البشري، مشيراً إلى النتائج التي خلصت بها الهيئة الدولية المعنية بالموضوع والتي اعتبرت أن التغيّر الحاصل خطير ومتزايد وينبغي وضع حد له. وأشار أيضا إلى أن ذوبان الثلوج يهدد المناطق الساحلية والأراضي المنخفضة، «وهذا ما يشكل خطراً على بلدان الجنوب وبالأخص على أفريقيا». وخلص الأمين العام إلى القول إن الوقت قد حان لكي نضع فلسفة جديدة لجيلنا وللأجيال الآتية تساعد على حماية الأرض ومَن عليها، لافتاً إلى مبادرات الأمم المتحدة بهذا الخصوص.

يذكر أن اجتماعا رفيع المستوى سيعقَد في سبتمبر (ايلول) المقبل حول الموضوع نفسه. وسيقام اجتماع دولي آخر في شهر ديسمبر (كانون الاول) المقبل في مدينة بالي لمناقشة تغير المناخ في العالم. وتأتي هذه الاجتماعات بعد الاجتماع الذي عقد هذا العام في باريس، لتكشف بصورة جلية اهتمام العالم بهذه القضية.