أردوغان طرح على المالكي مشروع اتفاق للتعاون الأمني ضد «العمال الكردستاني»

طلب تسليم عناصر الحزب وقطع الدعم اللوجستي عنه ووقف بثه الإذاعي والتلفزيوني

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ونظيره العراقي نوري المالكي يستعرضان حرس الشرف في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما أجرى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في أنقرة، امس، محادثات مع المسؤولين الاتراك تصدرتها القضايا الأمنية، افادت تقارير بأن البحث ركز على مشروع للتعاون الامني قدمته تركيا للعراق مؤخرا حول سبل مكافحة حزب العمال الكردستاني المتحصنين في جبال كردستان العراق.

والتقى المالكي، الذي يرافقه وفد من 30 شخصا أبرزهم وزير الخارجية هوشيار زيباري، نظيره التركي رجب طيب اردوغان والرئيس احمد نجدت سيزر. وجددت انقرة مطالبتها بأن تصنف بغداد حزب العمال الكردستاني ضمن لائحة المنظمات الارهابية، وان توقف عناصره وتسلمهم فضلا عن إقفال مكاتبه.

من جهتها، ذكرت الصحف التركية أن أنقرة سلمت بغداد مؤخرا مشروع اتفاق للتعاون يتضمن عرقلة الدعم المالي واللوجستي الذي يتمتع به العمال الكردستاني ووقف بثه الاذاعي والتلفزيوني، بالاضافة الى السماح بتسليم المسلحين وتبادل المعلومات الاستخباراتية، حسبما افادت وكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت وكالة أنباء الاناضول عن المالكي، قوله انه يجب وضع اللمسات الاخيرة على المشروع وان الوفد العراقي يزور تركيا لإجراء محادثات مفصلة حول مسائل الامن. كما نسبت الصحف التركية الى المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، قوله ان المالكي واردوغان سيشددان في اعلان مشترك على عزمهما على محاربة الارهاب.

الى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن نهال علي أوزكان من المؤسسة التركية لابحاث السياسات الاقتصادية «أتوقع من المالكي على الاقل أن يدلي بتصريح يهدئ من روع تركيا.. ولكنه سيكون في شكل الاعتراف بأن حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية، وتقديم بعض الوعود أكثر من اتخاذ إجراء فعلي». وأضافت «لا تملك الحكومة العراقية سلطة اتخاذ قرار واملائه على الادارة في شمال العراق».

وناقش اردوغان والمالكي الاوضاع الامنية في العراق وتركيا وقضية حزب العمال الكردستاني في وقت اعلنت قوات أمن تركية ان جندياً قتل وأصيب اثنان من افراد الامن عندما فجر متمردون أكراد لغماً أرضياً عن بعد لدى مرور العربة التي كانوا يستقلونها. ووقع الهجوم في اقليم هاكاري الجبلي القريب من الحدود التركية ـ العراقية في اطار تنامي الهجمات التي يشنها مقاتلو حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) على قوات الجيش التركي. ورفض مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان المطالب التركية باتخاذ اجراءات مشددة ضد حزب العمال الكردستاني، ودعا تركيا الى حل مشاكلها مع الحزب بالحوار.

وحثت الولايات المتحدة وحكومة بغداد اللتان انزعجتا مما قامت به تركيا من حشد للقوات على الحدود، أنقرة على الاحجام عن القيام بأي عمل عسكري من شأنه زعزعة استقرار السلام النسبي في كردستان العراق. لكن أردوغان وكبار القادة العسكريين الأتراك رفضوا استبعاد العمل العسكري. ويغادر المالكي أنقرة اليوم الى طهران.