البصرة: تساؤلات عن توقيت زيارة المالكي لإيران مع ذكرى انتهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية

المدينة كانت أكثر مدن العراق تضررا من تلك الحرب

TT

استفهم سكان البصرة ثاني أكبر المدن العراقية عن مغزى توقيت نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي زيارته إلى إيران اليوم الذي يصادف الذكرى الـ 19 لانتهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية.

وأكد عدد منهم لـ«الشرق الأوسط» انه بغض النظر عن تفاصيل الحرب العراقية ـ الإيرانية وأسبابها ودوافعها وتحديد المسؤول عن إضرامها وحسابات الربح والخسارة فيها ومناكفات الحدود بين البلدين، فإن تلك الحرب كانت أكثر وجعا على أهل البصرة منها على المدن العراقية الأخرى، وان ويلاتها حصدت أرواح آلاف المدنيين وفقدان وتعويق مثلهم وتشريد الأهالي وتدمير المنازل وحرق البساتين.

وأوضح مهند الدوسري (معلم متقاعد) أن إيران «لم تعبر بشكل حقيقي عن وقوفها بجانب الشعب العراقي لتجاوز محنته، بل أصبحت جزءا أساسيا من المشكلة وان المساعدات التي تقدمها لأحزاب وفصائل (شيعيه وسنية) ليس لسواد عيون العراقيين، بل مدفوعة بمثلها الشعبي (هاجم الحية في حجرها قبل أن تدخل بيتك)». وأضاف «إن إيران بإمكانها أن تعبر عن تضامنها مع الشعب العراقي ونسيان الماضي بعد سقوط النظام السابق، إلا أنها ما زالت حتى الآن تطالب بتعويضات الحرب ولم ترد الأمانات ومنها طائرات مدنية عراقية ما زالت جاثمة في مطاراتها ولم تفعل مساهماتها بتقديم مليار دولار التي أعلنت عنها في اجتماعات الدول المانحة ولم تسع إلى تعديل مجرى شط العرب الذي أخذ يلتهم الجرف العراقي».

ويتطلع اللواء كمال البرزنجي قائد سلاح الجو العراقي، إلى أن تعيد طهران بعضا من عشرات الطائرات المقاتلة العراقية التي وصلت إلى إيران عشية حرب الخليج في 1991، وقال للصحافيين الأحد الماضي يوجد الآن في إيران 45 هليكوبترا وطائرة فقط للنقل والاستطلاع. ويسود البصرة تذمر في أوساط المتضررين من الحرب الإيرانية ـ العراقية من انتشار صور الإمام الخميني قائد الثورة الإيرانية عند مداخل المدينة الخارجية وشوارعها الرئيسية، مثل المدخل الشمالي من جهة محافظة العمارة وتحديداً في منطقة كرمة علي، وعلى تقاطعات مهمة في الداخل مثل تقاطعات شارعي الاستقلال والوطن مع شارع تموز الذي تحولت الصور فيه إلى جداريات تحمل تواقيع وإهداءات بعض الأحزاب الشيعية المتنفذة. وأكد أستاذ جامعي، طلب عدم ذكر اسمه حفاظا على سلامته، أن «الإيرانيين استباحوا البصرة في الساعات الأولى من سقوط النظام السابق وقد احرقوا متحف «كي لا ننسى» الذي وثق حياة أهل البصرة سنوات الحرب العراقية ـ الإيرانية، حيث ضم مئات الصور لمدنيين قضوا في القصف من الرجال والنساء والأطفال، إضافة إلى عدد من السيارات المدنية المتضررة ومنها حافلة كانت تقل أطفالا إلى الروضة». وأضاف «إن زيارات المسؤولين للدول أمر متعارف عليه، ولكن زيارة رئيس الوزراء إلى إيران في هكذا يوم مسألة فيها نظر».

وأشار عباس عبد الكاظم (رجل أعمال) إلى أن «إيران تعد أكبر دولة مستفيدة اقتصاديا من تغيير النظام في العراق، حيث باتت البصرة والمحافظات الجنوبية تعتمد في كل شيء على صادراتها ابتداء من ملح الطعام والآيس كريم إلى المعدات الثقيلة بعد أن لحق الدمار كل مرافق الحياة».