إيران تتعاون مع المفتشين الدوليين لتتجنب عقوبات دولية جديدة

مصادر دبلوماسية: موسكو تؤجل بناء «بوشهر» للضغط على طهران

TT

تسعى طهران الى تجنب المزيد من العقوبات الدولية من خلال منح مفتشي الوكالة النووية التابعة للامم المتحدة فرصة أكبر لزيارة منشآتها النووية. وبعد ان فتحت ابواب موقعها النووي في أصفهان قبل اسبوعين، استقبلت طهران مجموعة من المفتشين الدوليين اول من أمس لبحث السماح لهم بالدخول الى مزيد من المواقع النووية.

وقال نائب امين مجلس الامن القومي الاعلى في ايران عبد الرضا رحماني فضلي، أمس: «من الطبيعي ان نتوقع في مقابل تعاون ايران الواسع مع الوكالة... ان تتخذ بعض التحركات الملائمة من أجل خلق الثقة المتبادلة». وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية: «هذه التحركات يمكن ان تشمل منع قرار آخر» يفرض عقوبات دولية على ايران. وتعمل ايران على التصدي لمجموعة جديدة من العقوبات بسبب استمرارها في برنامج تخصيب اليورانيوم بعدما فرضت الامم المتحدة مجموعتين من العقوبات عليها بالفعل، بسبب عدم وقف تخصيب اليورانيوم. ومن المتوقع ان يبحث مجلس الأمن الدولي سلسلة جديدة من العقوبات الدولية على ايران في سبتمبر (ايلول) المقبل. ومن المقرر ان يبحث فريق الامم المتحدة خطة تحرك تعطي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا فرصة اكبر للوصول الى المنشآت النووية الايرانية. يذكر ان الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الغربية، تخشى ان يكون توليد الطاقة النووية الايرانية اغراضه عسكرية على المدى البعيد ومن اجل الحصول على أسلحة نووية. وبدأت السلطات الايرانية تسعى لنزع فتيل الشكوك الغربية بشأن برنامجها النووي لتجنب أي عقوبات أشد ضدها. ويقول محللون ودبلوماسيون إن عقوبات الامم المتحدة الحالية والتي أدت الى تجميد الاصول الخارجية لعشرات من الافراد والهيئات الايرانية مثل البنوك والشركات، بدأت تضر الاقتصاد الايراني.

وحذر رحماني فضالي أن العقوبات الجديدة يمكن ان تضر بـ«تعاون ايران مع الوكالة». وأضاف ان ايران لن تقبل اي اقتراح يتضمن فكرة تعليق انشطتها النووية، لكن بدا ايضا انه لا يستبعد فكرة ان توقف ايران توسيع برنامجها النووي اذا لم تضغط القوى الكبرى من اجل مزيد من العقوبات.

وقال: «اذا كانوا (الغرب) يقصدون ان نواصل أنشطتنا (النووية) الى حد ما وفي نفس الوقت نتفاوض معهم.. فهذه مسألة مختلفة». وتصر الولايات المتحدة التي تقود الجهود الدولية لعزل ايران، على أن توقف طهران تخصيب اليورانيوم قبل بدء محادثات اوسع بشأن حوافز مالية وتجارية وغيرها.

وقالت وكالة «مهر» للأنباء الايرانية، ان محادثات وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 4 خبراء ويرأسه ميتشو هوسويا مع الايرانيين، تستمر حتى يوم غد. ولا تختصر الضغوط الدولية على ايران بسبب برنامجها النووي على العقوبات الدولية؛ إذ يبدو ان روسيا قررت الانضمام الى الدول الضاغطة على ايران لتوضيح هذا البرنامج. وقالت مصادر دبلوماسية في فيينا، مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، ان موسكو طلبت من طهران توضيح النقاط الغامضة في برنامجها النووي المثير للجدل قبل تسليمها الوقود لتشغيل المحطة التي تقوم روسيا ببنائها في ايران.

وقال دبلوماسي، طلب من وكالة الصحافة الفرنسية عدم كشف اسمه: «الروس نقلوا الرسالة الى طهران قبل ثلاثة أسابيع».

وأعلن مسؤولون روس الاسبوع الماضي، انه سيتم تأخير إنجاز محطة «بوشهر» النووية جنوب ايران سنة واحدة على الاقل، أي ستنجز في خريف 2008. ونقلت وكالة «اسوشييتد بريس» عن مسؤول أميركي، قوله إن الروس يحاولون الضغط على طهران حتى تنصاع الى المطالب الدولية لها بوقف برنامجها النووي المثير للجدل وتوضيح بعض النشاطات النووية السابقة التي تثير تساؤلات حول طبيعة هذا البرنامج.