سعود الفيصل: بعثة سعودية تتوجه للعراق الأسبوع المقبل لبحث فتح السفارة

قال إن المؤتمر الدولي مطلب عربي.. ودعا إلى عودة الأمور إلى طبيعتها في غزة

الأمير سعود الفيصل خلال المؤتمر الصحافي أمس (رويترز)
TT

أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عزم بلاده لارسال بعثة الى العراق الاسبوع القادم لبحث موضوع فتح السفارة السعودية في العراق.

وقال وزير الخارجية السعودي في المؤتمر الصحافي الدوري في جدة «إن هناك بعثة سوف تذهب إلى العراق الأسبوع القادم إن شاء الله للنظر في الأوضاع هناك ومعرفة كيف يمكن انشاء السفارة السعودية في بغداد».

وحول الأحداث العراقية الراهنة والمتمثلة في انسحابات الوزراء من الحكومة العراقية وأثرها على اقامة السفارة السعودية في العراق، قال الامير سعود الفيصل «ان السفارة السعودية في العراق ليس لها شأن في تشكيل الحكومة العراقية، إنما ترعى مصالح البلدين، ووجود السفارة سيكون عاملا ايجابيا في العلاقات بين البلدين».

وأكد الأمير سعود الفيصل أن المملكة العربية السعودية تتطلع الى استجابة الفرقاء اللبنانيين للمبادرات الرامية لاحتواء الأزمة واستئناف الحوار الوطني واحترام العملية السياسية الشرعية والامتناع عن أي أنشطة تزعزع أمن لبنان واستقراره وتهدد استقلاله وسيادته ووحدته الاقليمية خاصة في ضـوء الـتـدخلات الخـارجـية.

وقال وزير الخارجية إن بلاده «شاركت في اجتماع اللجنة العربية لتقصي الحقائق حول أحداث غزة التي تدارست التقارير الأولية التي تلقتها اللجنة، ولا زالت الاتصالات مكثفة في سبيل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وعودة الوضع إلى غزة في الاطار القانوني الملتزم بالأطر الدستورية الفلسطينية، ويتوقف الوضع على استجابة الأخوة الفلسطينيين في الجهود الرامية إلى تسوية الخلافات في ما بينهم والمضي قدما في عملية السلام وفق المبادرة العربية».

وأضاف، «إن السعودية شاركت في اجتماع مجلس الجامعة في دورته غير الاعتيادية لبحث تقرير اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية والجهود المكثفة التي نجحت في حشد تأييد واسع ودعم واضح للمبادرة العربية من خلال اللقاءات التي عقدت مع الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والإقليمية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن».

وبين الأمير سعود الفيصل أن السعودية لمست ترحيبا عربيا ودوليا واسعا بالنقاط الإيجابية في المبادرة الأميركية، خاصة أن فكرة عقد المؤتمر الدولي كانت مطلبا عربيا دائما. وشدد وزير الخارجية السعودي على أن نجاح المؤتمر مرهون بمعالجة القضايا المحورية للنزاع المتمثلة في شمولية الحل وقيام الدولة الفلسطينية، والقابلة للحياة، والمتصلة الأراضي، وتفكيك المستوطنات، وحل مشكلة اللاجئين والقدس، وهي العناصر التي تلتقي في مضامينها مع المـبـادرة العربية للسلام.

وقال «انه تم التأكيد على هذه الأسس في الاجتماع المشترك لدول الخليج ومصر والأردن مع الولايات المتحدة في شرم الشيخ وايضا خلال زيارة وزيري الخارجية والدفاع الاميركيين للسعودية».

وبين الأمير سعود الفيصل أن اجتماع شرم الشيخ بحث بشكل موسع الوضع في العراق وأكد مجددا على احترام سيادة العراق ووحدته الاقليمية واستقلاله السياسي ووحدته الوطنية.

وأكد وزير الخارجية أن اهمية القرار الذي اتخذه الاجتماع يكمن في تأكيده على الالتزامات المتبادلة بين العراق وجيرانه والمجتمع الدولي بعدم التدخل في شؤونه الداخلية ومواصلة دعم العراق سياسيا واقتصاديا لتجاوز محنته.

وأضاف «أن القرار يؤكد على الحكومة العراقية احترام التزاماتها والتأكيد على الحاجة الملحة إلى تنفيذها للمبادئ المتفق عليها خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد في شرم الشيخ في شهر مايو (ايار) الماضي للدول المجاورة للعراق ومصر مع الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي ومجموعة الثماني، الذي اكد على مسؤولية الحكومة العراقية في اجراء المصالحة الوطنية الشاملة لسائر العراقيين ورعاية الاصلاح الاقتصادي وتوفير الأمن والخدمات لجميع العراقيين وتكفل المساواة بين المواطنين بمختلف معتقداتهم واعراقهم وانتمائاتهم السياسية».

وأشار وزير الخارجية إلى ما بينه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس من أن المملكة تحرص دوما في كل مواقفها على المحافظة على مصالحها الوطنية وأمنها واستقرار شعبها ووحدة العمل العربي وترسيخ التضامن الاسلامي والفهم الواقعي للعالم والقوى المؤثرة فيه، وترى أن الطريق إلى ذلك هو استقلالية القرار الوطني والتركيز على المصالح المشتركة بين الدول العربية ودعم توجهات الوسطية والاعتدال والشرعية في العالم الاسلامي والتعامل بندية وانفتاح مع دول العالم اجمع.

وبين الفيصل «أن مجلس الوزراء أكد أن العالمين العربي والإسلامي يملكان امكانات هائلة للنهضة والتنمية وتحقيق الامن والاستقرار والرفاه في مجتمعاتهما والاسهام المؤثر في صنع مستقبل العالم والتقريب بين ثقافاته، ولا يحول دون ذلك سوى القوى التي تتحدث بأكثر من صوت وتبحث عن مكامن الفرقة وتبني مواقفها بعيدا عن الحقائق وتعمل من اجل منفعتها الضيقة المباشرة»، مشيرا الى أن «طريق التعامل مع أزمات المنطقة وتحقيق التقدم لشعوبها ينبني على تجاوز هذه القوى وشعاراتها واديولوجياتها».

وعن الدور الذي تتوقعه السعودية من روسيا في عملية السلام في الشرق الأوسط ، والملف الإيراني بشكل خاص، أوضح أن الدور الذي تلعبه روسيا دور كبير وهي من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودولة ذات امكانيات كبيرة ولها دورها الرئيسي في السياسة العالمية ، والاتصال الذي تم مع الحكومة الروسية كان في اطار العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق حول مجمل القضايا التي تهم البلدين، سواء في منطقة الشرق الأوسط او في منطقة البلقان ووسط اسيا، والتي تهم روسيا، مشيرا الى ان الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز بصفته أمينا عاما لمجلس الأمن الوطني، وخلال زيارته الرسمية لروسيا الاتحادية قام بتسليم رسالة من خادم الحرمين الشريفين إلى الرئيس الروسي تتناول العلاقات بين البلدين. وحول القضية الفلسطينية وبحثها مع الجانب الروسي بين أن القضية الفلسطينية لا يمكن التطرق لها وحلها دون وحدة الموقف الفلسطيني.

وأكد وزير الخارجية السعودي أن خادم الحرمين الشريفين سعى جاهدا ونجح في وضع اسس للتوافق الفلسطيني، معربا عن أمله في ان تعود اللحمة الفلسطينية حتى ترى مجهودات السلام طريقها للنجاح.

وأعرب الفيصل عن أمله في أن تعود اللحمة الفلسطينية الى الأسس التي تم الاتفاق عليها، وأن يعمل في هذا الاطار بقرار لجنة الجامعة العربية المعنية بتقصي الحقائق القاضي بعودة الأمور إلى طبيعتها في غزة والاتفاق على الشرعية الفلسطينية، موضحا أن الطرفين متفقان من حيث المبدأ، ووضع الأمور في نصابها والالتقاء والسير قدما لاتخاذ الاجراءات على أرض الواقع.

وعن الحاجة لعقد قمة عربية لبحث دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش لعقد مؤتمر دولي عن فلسطين، اوضح «لا اعتقد أن الامور تحتاج الى قمة عربية، فأغلب الدول العربية بينت وجهة نظرها من مبادرة الرئيس بوش، وهي انها مبادرة تشمل عناصر مهمة وموجودة وطرحت في المبادرة العربية ولذلك اعتبرت ايجابية من ناحية النظرة العامة وركزت على شمولية الحل وضرورة أن يتناول المؤتمر موضوع القدس وحدود 67 وعودة الفلسطينيين».

وعن بنود الاتفاقية العراقية السعودية حول مكافحة الإرهاب التي كانت قبل يومين، اوضح أن وزراء الداخلية سعوا وقرروا التعاون بين الدول وليس هناك اتفاقية جديدة بل كان هناك بعثة أمنية من العراق أجرت مباحثات في الاسبوع الماضي ومن ضمنها المباحثات حول فتح السفارة السعودية في العراق واتخذ القرار في ذلك الحين.

وأبدى وزير الخارجية السعودي ارتياحه للاستجابة القوية من جمهورية السودان للاتفاق الذي تم من اجل اقليم دارفور بوجود القوات الافريقية وقوات الأمم المتحدة، معربا عن أمله ان يؤدي هذا الاتفاق الى استقرار الوضع في دارفور واحلال السلام في المنطقة ووصول الاعانات الانسانية للمحتاجين في هذه المناطق.