مبادرة روسية بين فتح وحماس تعيد الأوضاع إلى ما قبل سيطرة الحركة على غزة

بحث تشكيل حكومة تكنوقراط تعد للانتخابات

الشرطة الاسرائيلية تجلي مستوطنين اسرائيليين من الخليل امس من مكان تعتبره اسرائيل استيطانا غير شرعي(أ ب ا)
TT

علمت «الشرق الأوسط» أن كلاً من حركتي فتح وحماس تلقيتا أخيرا نص مبادرة روسية لحل الخلافات بين الجانبين التي تفاقمت بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، وما أعقبها من مراسيم وإجراءات اتخذها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ضد الحركة. وتستند المبادرة الى مبدأين اساسيين: العودة للأوضاع التي سبقت سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وضمن ذلك استعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة صياغة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس مهنية. وذكر مصدر فلسطيني مطلع أن الروس اتصلوا بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأطلعوه على فحوى المبادرة التي بحسب المصدر «يمكن أن تمثل مدخلاً للحوار»، في نفس الوقت قام الروس بعرض المبادرة على الرئيس الفلسطيني خلال زيارته الأخيرة لموسكو. وأضاف المصدر أنه على الرغم من رفض الرئيس عباس للمبادرة، إلا أن موسكو أبلغت حماس أن هناك أساسا للافتراض أن عباس سيبدي قريباً مرونة إزاء المبادرة. واشار المصدر الى أنه ليس من المستبعد أن يتم تعديل البند المتعلق باستعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، بحيث من الممكن أن يتم طرح تشكيل حكومة «تكنوقراط» يكون هدفها الإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي من المتوقع أن يوافق الطرفان على تبكيرها في حال وافقا على المبادرة. من ناحيته يعتبر الدكتور باسم نعيم، الذي يتولى اربع حقائب وزارية في حكومة هنية المقالة، وأحد أبرز قادة حماس أن إبداء أبو مازن مواقفه «المتشددة» من الحوار ينجم عن الضغوط الهائلة التي تمارس عليه من قبل إسرائيل والولايات المتحدة. واضاف نعيم أن اللقاءات التي يعقدها ابو مازن مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والاجتماع الدولي المقبل الذي سيعقد في واشنطن بدعوة من الرئيس بوش ويجمع ممثلين عن إسرائيل والسلطة والدول العربية تمثل صورة من صور الضغوط التي تمارس على عباس من أجل حثه على عدم العودة الى الحوار مع حركة حماس. وكشف نعيم النقاب في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» عن اتصالات يجريها ممثلون عن حركة حماس مع أطراف مؤثرة في حركة فتح. واضاف نعيم أن هذه الاطراف تعتبر أن جزءاً كبيراً مما حدث في غزة تتحمله بعض قيادات فتح نفسها. وأشار الى أن العديد من اللقاءات عقدت بين ممثلين عن حركة حماس وقيادات من حركة فتح في بعض مدن الضفة الغربية، مشيراً الى أن هذه القيادات باتت تطرح أفكاراً لحل الأزمة تمثل «حلاً وسطاً بين موقف أبو مازن ومواقف حركة حماس». وينص أحد الاقتراحات التي عرضتها هذه القيادات على حماس على تشكيل حكومة تنحصر مهمتها في الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام، وتتسلم مؤسسات السلطة التي سيطرت عليها حركة حماس ومقار الأجهزة الأمنية، وتتولى في نفس الوقت الإشراف على عملية إعادة صياغة الأجهزة الأمنية، بحيث لا يهيمن تنظيم لوحده عليها. وعلمت «الشرق الاوسط» أن كلاً من اللواء جبريل الرجوب، مستشار الامن القومي الفلسطيني الاسبق، والدكتور غازي حمد الناطق بلسان حكومة هنية، يحافظان على قناة اتصال سرية يتم خلالها نقل الأفكار الهادفة الى تقريب وجهات النظر بين قيادتي الحركتين. ويقوم الرجوب حالياً بزيارة عمل الى القاهرة حيث سيلتقي رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان لوضعه في صورة التحركات الهادفة الى استئناف الحوار بين الحركتين. يذكر أن الرجوب هو من قيادات حركة فتح القلائل الذين يجاهرون بالدعوة الى عودة الحوار بين الحركتين.

إلى ذلك، اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس أصحاب «الانقلاب الدموي في غزة» بأنهم «لا يعرفون المسؤولية» و«لا يؤمنون بالمستقبل».

وندد عباس خلال استقباله في رام الله (الضفة الغربية) طلاب المخيمات الصيفية من محافظات الضفة الغربية «بالآلام والمآسي التي وقعت في الاشهر الماضية وأدت الى انقلاب دموي في قطاع غزة قام به أناس لا يعرفون المسؤولية ولا يؤمنون بالمستقبل».

وخاطب «أشبال وزهرات فلسطين»، قائلا «عندما أراكم أرى الدولة الفلسطينية القادمة»، مؤكدا ان «الوطن سيعود موحدا ليبقى بلدا واحدا وشعبا واحدا رغم كل جهودهم المنبوذة لتمزيق وحدة هذا الوطن».

من جهته، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض خلال استقباله طلبة المخيمات الصيفية، أهمية هذه المخيمات في «تنمية قدرات النشء الفلسطيني وتعزيز انتمائه لبلده وتربيته على قيم الأخوة والوحدة والانتماء».

وعبر عن امله في ان «يستفيد اشبال وزهرات فلسطين من هذه الفرصة المتاحة لكافة ابناء الوطن الواحد دون استثناء».

من جهتها أكدت وزيرة الشباب والرياضة تهاني ابو دقة، ان تنظيم الحفل في مقر الرئاسة «تأكيد على ان منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية تولي اهتماما كبيرا لبناء مجتمع فلسطيني قوي وآمن».

وتنظم اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية هذه المخيمات التي تشمل كافة انحاء فلسطين ويشارك فيها اكثر من ستين الف طفل، يتم تدريبهم على «مهارات التعبير عن النفس والوحدة»، على حد قولها.