مستشارو عباس وأولمرت مختلفون حول تفسير معنى القضايا الأساسية

TT

اجتهد الفلسطينيون في توصيف نتائج اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في مدينة اريحا اول امس، واستمر 3 ساعات، وقال كبير المفاوضين الفلسطينينن صائب عريقات والذي حضر النصف الاول من لقاء الولمرت عباس «لا تسألوني بماذا أصف اللقاء، لم يكن لدينا عصا سحرية»، وعريقات الذي بدا غير متفائل شدد على «ان المفاوضات استنفذت نفسها، قائلا نريد قرارات».

وكانت الانعطافة المهمة في سلسلة لقاءات اولمرت عباس، عندما وافق الأخير على اتفاق اعلان المبادئ بشروط، بعدما نقلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لعباس موافقة اولمرت على البحث في القضايا الجوهرية التي تقود الى الدولة الفسطينية.

وكان الرئيس الفلسطيني نفسه قال أمس، انه يمكن تقييم هذه اللقاءات بعد لقاءين أو أكثر، لكنه بدا مطمئنا حول تخفيف المعاناة عن شعبه، وقال لصوت فلسطين «ان العديد من المشاكل اليومية ستجد لها حلا»، مشيرا الى ان «هناك جدية لدى الطرفين للوصول الى نتائج».

وحسب الدكتور علي الجرباوي استاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت في رام الله، فإن ما يريده الاسرائيليون هو التوصل فعلا لاتفاق اطار عام من دون البحث في التفاصيل المهمة، ما يعني «شكلا من اشكال الخداع، لكسب مزيد من الوقت» وفسر الجرباوي لـ«الشرق الأوسط» ذلك بقوله «يتفق اولمرت مع عباس على اقامة الدولة الفلسطينية مثلا.. هذا يسمى اطارا.. لكن من دون البحث في التفاصيل، الحدود، القدس، اللاجئين، مساحة الدولة، كل ذلك يؤجل لاحقا لمفاوضات الحل الدائم». وذكر الجرباوي أن الطرح الاسرائيلي ليس جديدا، وقد رفضته السلطة قبل ذلك، لكنه حذر من دولة منقوصة الأرض، وتساءل «ماذا سيعطينا اولمرت 90%.. من 40 و50 أو 70% من المساحة الحقيقة». وهي اقتراحات ترفضها السلطة الفلسطينية، وفق وزير الثقافة الفلسطيني د. ابراهيم ابراش، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: ان مطلب السلطة واضح ولم يتغير، «وهو دولة متصلة في حدود 67 بما فيها القدس الشرقية»، وهو ما يعتقد الجرباوي ان اولمرت لن يعطيه للسلطة، وقد اعلن موقفه من ذلك. ويقر ابراش بأن السلطة قد تقبل باتفاق الاطار هذه المرة، لكن ضمن المبادرة العربية وخطة خارطة الطريق، ورؤية الرئيس الامريكي بوش للدولة، وكلها حسب ابراش تناقش التفاصيل المهمة، وتضمن دولة في حدود 67، وبخلاف قيادات في السلطة لا يعول وزير الثقافة كثيرا على مؤتمر السلام المقبل، ويقول «انه جاء تلبية لرغبة أميركية أكثر منه نضجا لشروط سلام فلسطينية اسرائيلية».

أما حماس فإنها أيضا تقبل بدولة فلسطينية على حدود 67، وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حماس «ان الحركة تقبل ذلك بشكل مؤقت مقابل هدنة طويلة، لكنه اوضح لـ«الشرق الأوسط»: «ان لقاءات عباس اولمرت تهدف الى القضاء على القضية الفلسطينية، لا اقامة الدولة، وان الحديث عن الدولة والتسهيلات ما هو الى تخدير للفلسطينين»، واضاف «ان اولمرت لم يزل الحواجز الاسرائيلية من الضفة، فهل يقدم لعباس دولة».

الى ذلك وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» مساء أمس (الثلاثاء) (السادسة والنصف مساء بتوقيت القاهرة) إلى مدينة الإسكندرية (220 كيلومترا شمال غربي القاهرة) مستهلا زيارة لمصر تستغرق يومين، يستقبله خلالها الرئيس المصري حسني مبارك اليوم «حيث يبحث معه آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، كما يطلع أبو مازن، مبارك على نتائج لقائه في أريحا أول من أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، وكذلك نتائج زيارته إلى روسيا الاتحادية».

ويستبق أبو مازن لقاءه مع مبارك باجتماع مع اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية لبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية.