بري يبدأ اليوم استمزاج الكتل النيابية حول الاستحقاق الرئاسي

طي ملف الانتخابات يفتح الطريق أمام مبادرات التسوية

TT

بعد قفل ملف الانتخابات الفرعية في بيروت والمتن الشمالي، يستعد المعنيون لمعاودة البحث في المساعي والمبادرات الهادفة الى ايجاد تسوية للأزمة اللبنانية. وفي هذا الاطار علم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيبدأ اليوم باستقبال الكتل النيابية لاستمزاجها الرأي في التحضيرات لاستحقاق رئاسة الجمهورية، علماً انه كان حدد تاريخ 25 سبتمبر (ايلول) المقبل موعداً لدعوة مجلس النواب الى الانعقاد لانتخاب رئيس جديد خلفاً للرئيس اميل لحود الذي تنتهي ولايته الدستورية منتصف ليل 23 ـ 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان الرئيس بري سيستقبل في مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة في غضون اليومين المقبلين، النائبين المنتخبين حديثاً كميل خوري (دائرة المتن الشمالي) ومحمد الامين عيتاني (بيروت الثانية). ووصفت مصادر رئيس المجلس هذا الاستقبال بانه «بروتوكولي» بعدما تبلغ من وزارة الداخلية قرار انتخابهما الاحد الماضي. واوضحت ان «لا علاقة لاستقبالهما في عين التينة بموقف الرئيس بري من استقبالهما في قاعة المجلس النيابي وهو ما زال يدرس هذا الموضوع من جوانبه الدستورية والقانونية».

الى ذلك، كشفت اوساط النائب ميشال عون ان تكتل «التغيير والاصلاح» سيؤيد اي قرار يتخذه الرئيس بري باستقبال او رفض استقبال الفائزين في الانتخابات الفرعية في المتن وبيروت. وتفهمت موقف رئيس المجلس المرتكز على الدستور والنظام الداخلي، كما تفهمت «تريثه» في اعلان موقفه من هذا الموضوع.

من جهة اخرى، اعتبرت هذه الاوساط «ان استبعاد العماد عون عن الواجهة الرئاسية لم يعد في يد احد»، لافتة الى «ان هناك تطورات مهمة ستظهر الشهر المقبل وستكون نتائجها ايجابية على مستوى الوضع ككل».

هذا، واستقبل الرئيس بري وزير الخارجية الاسبق فارس بويز الذي قال: «اعتقد ان دولة الرئيس لم ولن يوفر جهداً ولا ثغرة ولا طاقة الا سيدخلها، شرط ان تفتح امامه ثغرة ولو متواضعة جداً. دولة الرئيس مدرك ادراكاً تاماً لواجباته الوطنية ولواجباته كرئيس للمجلس النيابي التي تفرض عليه ان يقوم بكل المساعي التي تبقي البلاد موحدة وتبقي استمرارية المؤسسات، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية والحكومة ايضاً».

الى ذلك، اعتبر وزير الاتصالات مروان حمادة «ان الاستحقاق الرئاسي اصبح اسهل بعد طي صفحة الانتخابات النيابية الفرعية، فهناك قضية اللعب بموضوع الحكومة ومحاولة فرض حكومة ما يسمى حكومة الاتحاد الوطني»، واصفاً اياها بـ«حكومة التعطيل الوطني» لمنع حصول انتخابات رئاسية. وقال: «هذا المنطق سقط بعد انتخابات المتن لاسيما بتوزيع نسب التصويت في القرى والبلدات. وسقط ادعاء البعض انهم يحتكرون التمثيل المسيحي والماروني تحديداً، وخصوصاً في ما يتعلق بآفاق رئاسة الجمهورية». واضاف: «ان الجو المحلي والعربي والدولي سيتوجه حالياً نحو ضغط كبير لتمرير الاستحقاق الرئاسي كي لا يقع لبنان في الفراغ ولا تندثر الدولة قطعاً، لا سمح الله. وبالتالي ارى سيناريو يشبه السيناريو الذي سبق الانتخابات النيابية في ربيع 2005، اي ان اللبنانيين اولاً سيطالبون باجراء هذه الانتخابات الرئاسية».

وشدد النائب ميشال موسى على اهمية تهيئة الاجواء للاستحقاق الرئاسي «وبالتالي لا بد من ان يكون الرئيس بري صلة وصل وتواصل بين الفرقاء السياسيين». وقال: «ان الرئيس بري، ونظراً الى الاوضاع والشرخ الحاصل في البلد اليوم، هناك افكار يتداول فيها من اجل اعادة هذا التواصل»، مشيراً الى «ان الاهم في مثل هذه الاوضاع حفظ هذه الافكار حتى لا يُصوِّب عليها، كما حصل في المبادرات السابقة»، وقال عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي خريس ان الرئيس بري «ومنذ بدء الاحداث، لم يدخر جهداً من اجل وحدة لبنان وقوته ومنعته وسيادته. وهو الآن سيقوم بمساع واتصالات جديدة للتوصل الى حلول تنقذ لبنان من الخراب».

الى ذلك، استقبل رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة امس السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة على مدى اكثر من ساعة وبحث معه الاوضاع العامة، من دون ان يدلي خوجة بأي تصريح مع نهاية اللقاء، كما جاء في بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة.