30 مليون شخص يحتاجون المساعدة بسبب فيضانات في جنوب آسيا

1900 قتلوا في الهند وبنغلاديش والنيبال منذ يونيو وغضب شعبي بسبب غياب المساعدات

جوية للفيضانات التي غمرت قرية شرق الهند أمس (رويترز)
TT

بدأ مستوى المياه بالانحسار أمس في جنوب آسيا بعد كمية من الامطار لا سابق لها منذ عقود تسببت منذ يونيو (حزيران) بمقتل نحو 1900 شخص في بنغلاديش والهند والنيبال.

وتتواصل اعمال الاغاثة لمساعدة 30 مليون نازح بينهم الملايين المحرومون من الطعام ومياه الشرب بسبب الامطار الغزيرة وانزلاقات التربة. وافادت وزارة الداخلية الهندية بسقوط 1258 قتيلا، انما يصعب وضع حصيلة اكيدة في ظل استمرار انقطاع الاتصالات واتساع مساحة المناطق المتضررة. وبالتالي، فان هذه الحصيلة لا تأخذ بالاعتبار عشرات القتلى الذين سقطوا خلال الايام الاخيرة، ما يرفع الى 1500 عدد القتلى منذ يونيو.

وتعتبر ولاية بيهار (جنوب شرق)، وهي احدى المناطق الاكثر فقرا في القارة، الاكثر تضررا. واضطر 12 مليون شخص فيها الى مغادرة منازلهم بينما اجتاحت المياه اراضيهم الزراعية بشكل جزئي او كامل. ويعاني المنكوبون من نقص في مياه الشفة والطعام والعلاج الطبي. ويقول شوقي ساني من بيهار «لم نتلق اي مساعدة ولا حتى القليل من الحبوب منذ 15 يوما»، مضيفا «كل العائلة تشعر بالجوع».

واكدت الحكومة المحلية توزيع ملايين الكيلوغرامات من الارز والقمح على الاشخاص المحتاجين. كذلك اجتاحت المياه ولايات اوتار براديش (شمال) واسام (شمال شرق) واوريسا (شرق) حيث 5.6 مليون شخص تضرروا نتيجة الفيضانات وسوء الاحوال الجوية. وفي بنغلاديش قتل نحو 282 شخصا، اكثر من نصفهم خلال الايام العشرة الاخيرة. ويوجد حوالي 230 نهرا في هذا البلد الفقير من جنوب آسيا تفيض سنويا على خمس مساحة البلاد بالحد الادنى. انما هذه السنة، اجتاحت المياه حوالي 40% من البلاد. في النيبال، بدأت الامم المتحدة عملية اغاثة 330 الف منكوب. وقتل 94 شخصا على الاقل في الفيضانات منذ بداية يونيو.

وفي ولاية سيخبور بالهند جأر الضحايا الجوعى بالشكوى أمس من أن المساعدات لم تصل اليهم بعد، فيما ضبط سياسيون ومسؤولون محليون في بعض القرى وهم يسرقون من مخزونات الغذاء الضئيلة. وضحك روبيش كومار، 23 عاما، الذي كان يراقب مياه الفيضان المحملة بالطمي وهي تندفع فوق طريق يؤدي الى قريته التي غمرتها المياه، ضحكة تنطوي على الشك عندما سئل ان كانت أسرته قد حصلت على مساعدات من تلك التي تسقطها طائرات الهليكوبتر التابعة لسلاح الجو.

وقال كومار وهو مزارع بالولاية الفقيرة «عمليات اسقاط من الجو.. دعك من هذا.. اننا حتى لم نشاهد طائرة هليكوبتر واحدة منذ بدء الفيضان قبل 15 يوما أو حتى زورقا حكوميا». وبات الناس يتصارعون على الامدادات الغذائية المحدودة فيما قالت الشرطة في ولاية اسام بشمال شرقي الهند والتي تضررت بشدة إن قرويين ضبطوا سبعة سياسيين ومسؤولين محليين وهم يسرقون ويخزنون أغذية موجهة للمشردين.

وفي بيهار ينتظر آلاف الغاضبين في ملاجئ مؤقتة على طول الطرق السريعة والسدود وينظرون الى أسطح منازلهم المصنوعة من البامبو والقش والتي أوشكت المياه على تغطيتها. وقالت راديكا ديفي، وهي في الاربعينات من العمر، بينما كانت تجلس القرفصاء عند مدخل الملجأ المهلهل المصنوع من البامبو وملاءة صفراء بالية تكاد تنزعها الرياح «اننا نجوع ونوشك على الموت». واضافت «لماذا لا تستمع الحكومة الينا».

وذكرت ديفي أن اسرتها حصلت على كيلو واحد من الارز المضروب (الابيض) من السلطات على مدى الايام العشرة الماضية. وتابعت «لم يكف حتى ليوم واحد».