الخرطوم تعلن التزامها بوقف النار في دارفور لتهيئة الأجواء للمفاوضات

أكدت أنها ستطلق «سليمان جاموس» لحضور مفاوضات الحل النهائي إذا التزم بإلقاء السلاح

نازحة سودانية تمشي داخل معسكر للنازحين قرب مدينة نيالا (جنوب دارفور) أمس (أ.ف.ب)
TT

اعلنت الحكومة السودانية التزامها بوقف اطلاق النار في اقليم دارفور بهدف خلق بيئة صالحة للتفاوض لاحلال سلام دائم في الاقليم الذي يعاني من حرب أهلية منذ 4 سنوات. وعبرت الحكومة رسميا عن ارتياحها لنتائح اجتماعات اروشا بتنزانيا التي ضمت الحركات المسلحة في دارفور، واعلانها توحيد رؤيتها بشأن عملية السلام.

وفي خطوة أخرى ابدت الحكومة استعدادها للنقاش مع الامم المتحدة حول سليمان جاموس قائد احد فصائل دارفور لضمان مشاركته في جولة المفاوضات المرتقبة، بشرط الزام جاموس بالعمل من اجل العملية السلمية وليس لحمل السلاح وتحريض المواطنين. وقال الدكتور مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية ان الخطوات القادمة بعد اروشا تتركز في تحديد زمن التفاوض ومكانه اضافة لاستقطاب المزيد من الحركات المسلحة ليكون التفاوض شاملا.. واضاف «من يرفض بعد ذلك.. عليه اللجوء الي المعارضة السلمية بعد نزع سلاحه». وذكر صديق في مؤتمر صحافي «ان ما خرجت به مفاوضات اروشا يعتبر معقولا» معلنا ترحيب الحكومة بذلك مشترطا حث من لم يشارك فيها بالمشاركة لتدعيم اتفاقية سلام دارفور.

وذكر صديق ان الفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي للسودان سيبحث خلال زيارته للبلاد الاسبوع القادم مع الرئيس عمر البشير كيفية تقوية دور الاتحاد الافريقي في تنفيذ قرار العملية الهجين في دارفور. واكد صديق التزام الحكومة بوقف اطلاق النار، ودعا المجتمع الدولي بالزام الحركات المسلحة بوقف اطلاق النار مشيرا الى انها استغلت خلال الاسبوع الماضي التزام الحكومة بذلك وهاجمت مدينة عديلة مما يعد مخالفا لروح السلام والوفاق. وقال «اننا ملتزمون بوقف العدائيات اذا التزم الآخرون بذلك ونحتفظ بحقنا في الرد في حالة عدم الالتزام بذلك والا يكون الحديث النظري مخالفا للواقع من قبل الحركات المسلحة وعلى المجتمع الدولي ارسال رسائل للمسلحين بالقاء السلاح والتركيز على المفاوضات». وردا على الاسئلة، قال صديق ان حكومته على استعداد للنقاش مع الامم المتحدة حول امكانية السماح لسليمان جاموس زعيم احد الفصائل في دارفور المشاركة في الجولة المرتقبة من مفاوضات سلام دارفور، «ولكن الحكومة تشترط ان يلزم المجتمع الدولى جاموس المتحفظ عليه في مستشفى تابع للامم المتحدة فى مدينة كادقلي في غرب البلاد بالعمل من اجل السلام وليس حمل السلاح وتحريض الاخرين على حمله».

من جانبه اعتبر مسؤول دولي ان المرحلة القادمة حاسمة بالنسبة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لتحقيق السلام في الاقليم الذي ظل في حالة اضطراب منذ العام 2003. وقال يان الياسون مبعوث الأمين العام للامم المتحدة للسودان والمكلف ملف دارفور عقب مباحثات اجراها في الخرطوم امس مع الدكتور مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية إن قادة الحركات التي شاركت في لقاء اروشا اكدوا التزامهم بوقف اطلاق النار ووقف العدائيات والعنف بجانب التزام الحكومة في هذا الجانب لتسهيل العمليات الانسانية للمتأثرين في دارفور. واعرب الياسون عن امله في أن تبدأ المباحثات القادمة في مدة اقصاها شهرين للتفاوض مع الحكومة والحركات، وقال «ستكون هناك اتصالات مع الحكومة للاعداد لهذه المفاوضات بالاضافة الى الحركات لتوحيد موقفها قبل بدء المفاوضات القادمة».

الى ذلك دخل بعض قادة الحركات الرافضة لاتفاق ابوجا في اجتماعات مكثفة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في مدينة رومبيك جنوب السودان بعد فراغها من اجتماعات أروشا في غياب حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان جناح الوحدة. وطالبت هذه الحركات الخرطوم اثبات جديتها بتهيئة المناخ بوقف القصف الجوي واطلاق سراح المعتقلين. ورحبت الحركة الشعبية بزعامة النائب الاول للرئيس السوداني الفريق سلفا كير ميارديت بنتائج أروشا واعتبرتها منصة للعمل تدفع بخطوات الحل السياسي الشامل والعادل لقضية دارفور، ووصفتها بالخطوة في الاتجاه الصحيح، داعية لاستكمالها داخلياً باشراك كافة الاطراف دون تجاوز او عزل لاحد. وقال ياسر عرمان عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية وأحد المسؤولين في ملف دارفور لـ«الشرق الاوسط» ان النتائج التي خرجت عن اجتماعات أروشا، مبشرة، وان حركته ستدعم كل حل عادل وشامل للقضية. وقال عرمان ان «الرجوع الان الى المسار السياسي يتطابق ورؤية الحركة الشعبية».