قمة للكوريتين نهاية الشهر: خطوة جديدة في طريق التقارب

بعد اللقاء التاريخي قبل سبع سنوات

TT

بعد سبعة اعوام على القمة التاريخية التي اطلقت عملية التقارب بينهما، خطت الكوريتان امس خطوة جديدة باتجاه التقارب عبر الاعلان عن عقد قمة على اعلى المستويات نهاية الشهر الجاري في بيونغ يانغ لتعزيز السلام في شبه الجزيرة المقسمة منذ ستة عقود.

وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الكورية الجنوبية «بموجب اتفاق مبرم بين الرئيس الكوري الجنوبي روه مو ـ هوين ورئيس لجنة الدفاع في جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية (كوريا الشمالية) كيم جونغ ايل قرر الرئيس روه مو ـ هوين التوجه الى يونغ يانغ من 28 الى 30 أغسطس».

ورحب الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيك داي-جونغ وهو مهندس سياسة عرفت باسم «شعاع الشمس» حيال كوريا الشمالية، بالقمة معتبرا انها «ستشكل خطوة كبيرة باتجاه السلام والتبادل بين البلدين».

وقد وقع كيم داي ـ جونغ الاعلان المشترك في 15 يونيو 2000 مع نظيره كيم جونغ ـ ايل الذي كرس تحسن العلاقات بين البلدين. واعتبر بايك جونغ ـ شون مستشار الرئيس روه لشؤون الامن ان قمة اغسطس ستكون فرصة لقادة البلدين «لوضع اسس حقبة من السلام في شبه الجزيرة الكورية».

وخلال مؤتمر صحافي قال مدير الاستخبارات الكورية الجنوبية كيم مان ـ بوك انه توجه سرا مرتين الى الشمال مطلع اغسطس تحضيرا للقاء وهو الثاني بين زعيمي الكوريتين الجنوبية التي تمتلك رابع أكبر اقتصاد في اسيا وجارتها الشمالية الشيوعية الفقيرة. ولكن رغم اجواء التفاؤل التي ميزت خطاب الطرفين الا ان المراقبين شككوا في ان تساعد الجهود الدولية الرامية الى تخلي بيونغيانغ عن الاسلحة النووية.

ونقل متحدث عن روه قوله «سوف تساعد هذه القمة العلاقات بين الكوريتين وتعطي قوة دافعة جديدة لتحسين العلاقات الدولية لكوريا الشمالية» مضيفا انها ستعطي قوة دافعة لجهود نزع الاسلحة النووية، حسب ما افادت وكالة رويترز للانباء.

وسيعقد الجانبان محادثات تحضيرية في كايسونغ وهي منطقة صناعية قامت بتمويلها كوريا الجنوبية تقع داخل الشمال مباشرة وقريبة من المنطقة العازلة التي تقسم شبه الجزيرة الكورية الجبلية منذ أكثر من 50 عاما. ولم يتفق الجانبان حتى الان على معاهدة سلام رسمية لحربهما التي استمرت في الفترة من عام 1950 الى عام 1953 وانتهت بهدنة.

وقامت بيونغيانغ بأول تحرك مهم في صدد تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه في المحادثات السداسية الاطراف التي استضافتها بكين وذلك عبر اغلاق مفاعلها النووي ومصدر اسلحتها النووية. غير ان محللين قالوا انها ستكون مهمة شبه مستحيلة لاقناع الشمال بالتخلي عن الاسلحة النووية تماما مثلما يجري الضغط عليها في هذا الصدد في المحادثات التي تضم الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة.

وتقول بيونغيانغ منذ فترة طويلة انه يتعين على الولايات المتحدة اولا ان تسحب قواتها البالغ قوامها 30 الف جندي التي تتمركز في الجنوب.

وقد أعرب الكوريون الجنوبيون عن الامل في أن تؤدي القمة التي أعلن عنها مع الشمال الى تخفيف التوتر بين البلدين الا انهم ابدوا قلقهم. وقال كيم تشول يونغ (31 عاما) وهو عامل في شركة «أول ما يتبادر الى ذهني هو أن القمة أهدافها سياسية وتسبق الانتخابات الرئاسية التي تجرى في ديسمبر».

ويرى محللون أن الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون الذي تراجعت شعبيته قد أعد للقمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل لمساعدة رفاقه الليبراليين في الانتخابات.

وتبلغ نسبة تأييد أبرز المرشحين المحافظين أكثر من 60 في المائة فيما تصل نسبة تأييد أبرز المرشحين الليبراليين أربعة في المائة.

وواجهت حكومة روه انتقادات من جانب الجمهور لإعطائها كمية كبيرة جدا من المعونة لكوريا الشمالية على الرغم من أن بيونغيانغ أثارت مخاوف أمنية بسبب اطلاقها لصواريخ وقيامها بأول تجربة نووية لها في أكتوبر.

وقال لي هيون جي (21 عاما) وهو طالب جامعي «كان لدي توقعات كبيرة بأن تفضي القمة الكورية لنتائج مجدية ولكن بعد مضي سبع سنوات لم تتغير كوريا الشمالية كثيرا».

من جانبها، اشادت الولايات المتحدة بالقمة المقبلة بين الكوريتين معربة عن الامل في ان تحقق تقدما نحو السلام والاستقرار في الارخبيل وان تحقق تقدما في برنامج نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جوانا موري «ندعم منذ زمن طويل الحوار بين الشمال والجنوب ونأمل ان يساعد هذا اللقاء في دفع السلام والأمن في الارخبيل الكوري وفي تحقيق اهداف الاتفاق الثلاثي (13 فبراير حول نزع اسلحة كوريا الشمالية)». وأضافت ان هذه القمة هي «نتيجة الجهود والمحادثات التي تجري منذ بعض الوقت وان الولايات المتحدة استشيرت مسبقا من قبل الجمهورية الكورية (كوريا الجنوبية) حول عقد هذا الاجتماع» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأجرت كوريا الشمالية اول تجربة نووية لها العام الماضي. لكن الدولة الشيوعية الفقيرة التي تعيش في عزلة أغلقت مفاعلها النووي الرئيسي وهو مصدر المواد لصنع اسلحة ذرية في اعقاب اتفاق توصلت اليه الدول الست في فبراير.