أردوغان يتبع سياسة التوافق في اختيار رئيس البرلمان الجديد

الصحافة التركية تشير إلى ابتعاده عن ترشيح غل لرئاسة الجمهورية

ضابطة تركية تواسي والدة جندي تركي قتله متمردون أكراد أثناء جنازته في اسطنبول (أ.ب)
TT

اتبع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سياسة التوافق بين الاحزاب التركية من اجل اختيار المرشح المناسب لترؤس البرلمان والذي من المتوقع التصويت عليه اليوم. والتقى اردوغان امس باعضاء من حزبه، حزب «العدالة والتنمية» الذي فاز في الانتخابات التشريعية الاخيرة، بينما ارسل موفدين عنه للتشاور مع احزاب المعارضة حول شخصية رئيس البرلمان، وهو ثاني ارفع منصب في البلاد بعد رئاسة الدولة. وقال نواب برلمانيون، ان الحزب الحاكم رشح الشخصية المحافظة المعتدلة كوكسال توبتان لمنصب رئيس البرلمان التركي الجديد الذي انتخب في انتخابات 22 يوليو (تموز) الماضي.

ويحظى حزب «العدالة والتنمية»، ذو الجذور الاسلامية، بأغلبية في البرلمان وهو ينتمي ليمين الوسط واحتفظ بالسلطة بعدما حقق نصراً كبيراً في الانتخابات البرلمانية الاخيرة ليفوز بفترة ولاية جديدة مدتها خمس سنوات. وبات في حكم المؤكد فوز توبتان بالمنصب في الاقتراع الذي سيجري اليوم. ويذكر ان توبتان وزير سابق للتعليم وهو يحظى بالقبول لدى المؤسسة العلمانية القوية في تركيا وليس له خلفية اسلامية.

ويعتبر اختيار توبتان مؤشراً ايجابياً لنهج اردوغان في اختياره الصعب المقبل، اذ عليه اختيار مرشح للرئاسة لا يؤدي الى معارضة شديدة من الاوساط العلمانية، وخاصة الجيش. واظهرت مشاورات اردوغان مع اقطاب المعارضة استعداد رئيس الوزراء التركي لاختيار مرشح بناءً على التوافق، وهو الامر الذي قد يقلل من حظوظ ترشيح وزير الخارجية عبدالله غل الذي ادى ترشيحه للرئاسة سابقاً الى ازمة سياسية في البلاد. وفي خطابه بعد فوز حزبه الكاسح في الانتخابات قبل اسبوعين، تعهد اردوغان بتشكيل حكومة شاملة، مما يعني انه يحاول كسب تأييد الجهات العلمانية المعارضة لحزبه. وظهرت مؤشرات أمس تدل على احتمال تراجع اردوغان عن ترشيح غل لمنصب الرئاسة.

وذكرت الصحف التركية أمس ان رئيس الوزراء متحفظ على ترشيح غل المقرب له ويفضل تقديم مرشح توافقي. واوردت صحيفتا «وطن» و«حرييت» ان اردوغان يتمنى انسحاب غل من سباق الرئاسة حرصا منه على عدم اثارة توتر جديد بين الحكومة التي كلف الاثنين تشكيلها، والعلمانيين.

وافادت مصادر قريبة من حزبه، طلبت عدم كشف هويتها، بان اردوغان لن يطلب مباشرة من شريكه السياسي التنازل لكنه يرغب في ان يقوم بذلك بمبادرة منه، «لكي لا يتناقض ترشيحه» مع التصريحات التي ادلى بها يوم الانتخابات. ودعا اردوغان امام انصاره الاتراك الى الوحدة وتعهد باحترام قيم الجمهورية، ومنها العلمانية. وتسبب ترشيح غل، الاسلامي السابق للرئاسة في أزمة دستورية خطيرة في الربيع الماضي بين «حزب العدالة والتنمية» المنبثق عن التيار الاسلامي والعلمانيين، ما ادى الى تنظيم الانتخابات التشريعية التي حقق فيها الحزب الحاكم فوزاً كاسحاً.

ولمح غل بعد ثلاثة ايام من الانتخابات انه لا يزال مرشحاً، معتبراً ان فوز حزب العدالة والتنمية يعكس دعما شعبيا له بعدما رفع ناشطو الحزب قبل الانتخابات شعار «غل رئيسا». ولم يؤكد بشكل واضح بعد ذلك بقاءه في السباق الى الرئاسة. واعتبر رئيس تحرير «حرييت» ان «على غل الذي يستحق هذا المنصب بجدارة ان يقوم ببادرة ويعلن انسحابه». وقالت صحيفة «وطن» ان حزب «العدالة والتنمية» منقسم حول ترشيح غل، مشيرا الى «حرب اعصاب بين اردوغان وغل». واضافت الصحيفة ان «اردوغان قلق من رد فعل مؤسسات الدولة، مثل القوات المسلحة»، في حال عين غل مرشحا لحزب «العدالة والتنمية».

ومن المقرر ان ينتخب البرلمان رئيساً جديدا للبلاد في نهاية الشهر الجاري. وبالرغم من فوزه الساحق في الانتخابات بحصوله على 341 مقعدا من اصل 550، الا ان حزب «العدالة والتنمية» لا يملك وحده ثلثي الاصوات الضرورية لانتخاب الرئيس خلال دورتي التصويت الاوليين، غير انه سيتمكن بسهولة من تأمين الـ276 الكافية في الدورة الثالثة لانتخاب مرشحه.

وفي حال انسحاب غل، يجري تداول اسم وزير الدفاع وجدي غونول او وزير العمل مراد باسيسكيوغلو ليصبح الرئيس الحادي عشر للدولة التركية ذات الغالبية المسلمة انما ذات نظام علماني. ولا ترتدي عقيلتا هذين المسؤولين الحجاب، على عكس عقيلة غل.