«مؤسس حماس» تسبب في معاناة أسرة مغربية في ولاية فرجينيا الأميركية

الطفل المغربي «أحمد ياسين» وصل إلى واشنطن بعد رحلة طويلة ليجد في استقباله شبكات التلفزيون

عبد الوهاب ياسين يحتضن طفله في مطار ريغان (أ.ب)
TT

انضم طفل مغربي الى والديه في ولاية فرجينيا المجاورة لواشنطن بعد ان انشغلت وسائل الإعلام الأميركية بقصته، مبرزة التعقيدات التي تكتنف إجراءات الهجرة الى الولايات المتحدة. ووصل الطفل «احمد ياسين بوجراد» (ثلاث سنوات) أول من أمس إلى مطار ريغان قادماً من المغرب عبر أوروبا ونيويورك، لينضم الى والديه عبد الوهاب بوجراد ووالدته ليلي، وهما مغربيان يحملان الجنسية الأميركية. واهتمت ثلاث شبكات تلفزيونية أميركية بخبر وصول الطفل أحمد، ونقلت صور وصوله الى المطار ولحظة احتضانه من طرف والديه. وقالت شبكة «سي إن إن» إن والده عبد الوهاب،38 سنة، الذي يقيم في منطقة الكسندريا في شمال فرجينيا، كان يسعى جاهداً ومنذ يونيو (حزيران) 2005 لاستخراج الوثائق الضرورية من اجل إحضار ابنه ياسين إلى الولايات المتحدة.

وبدت آثار التعب والإعياء على الطفل لدى وصوله الى مطار ريغان، وحاول والداه إيقاظه من أجل ان يتحدث الى المراسلين والمصورين الذين سجلوا لحظة خروجه من قاعة مراقبة الجوازات الى الصالة الرئيسية، بيد أن أحمد ياسين كان يفتح عينيه بصعوبة، وقال بالعامية المغربية «أنا أحلم»، ثم عاد إلى النوم فوق كتف والده. وعندما أيقظه والداه مرة أخرى، قال «ركبت ثلاث طائرات حتى اصل الى هنا».

ولم تعط إدارة الهجرة أي تفسير لتأخير حصول الطفل أحمد ياسين على تأشيرة الدخول، وهي في العادة لا تفعل ذلك، بيد أن مصدراً في المجلس الأميركي الإسلامي الذي كان انتدب محامياً لمساندة الزوجين المغربيين، عبر عن اعتقاده بأن سبب الإشكال هو اسم الطفل «احمد ياسين» الذي يتطابق مع اسم مؤسس حركة حماس الفلسطينية «الشيخ احمد ياسين» الذي اغتالته إسرائيل عام 2004. وتعتبر واشنطن حماس «حركة إرهابية» وهذا التصنيف يجعل اسم كل من له علاقة بالحركة على قائمة المحظورين من دخول الأراضي الأميركية، وغالباً ما يحدث خلط في المعلومات إذا تشابهت الأسماء في قاعدة بيانات الحاسوب. وتعتمد الإدارات الأميركية الكومبيوتر في إنجاز جميع المعاملات وإصدار الوثائق الإدارية. وكانت الصحف الأميركية نشرت عدة تقارير وشنت حملة ضد إدارة الهجرة بسبب هذه القضية، معتبرة إن ليس لها الحق حرمان مواطنين أميركيين من ابنهما، وأثمرت تلك الحملة في يونيو (حزيران) الماضي عن التصديق على وثائق تتيح للطفل احمد ياسين الحصول على تأشيرة دخول للأراضي الأميركية. وخلال هذه الفترة تكبد عبد الوهاب وزوجته ليلى قدراً هائلاً من المعاناة، وقال بوجراد للمراسلين «كنا نخشى أن ينسانا (الطفل).. لكن ذلك لم يحدث» .

وكان عبد الوهاب يعيش في المغرب حتى عام 1997، وهو من بين الذين حصلوا على تأشيرة دخول الى أميركا عن طريق القرعة (لوتري) وتزوج عام 1999 من ليلى، ولم يكن بإمكانه إحضارها الى الولايات المتحدة حتى عام 2005، حيث حصلت الآن على إقامة دائمة، وقبل ذلك ولد طفلهما في المغرب عام 2004، وأطلقا عليه اسم «احمد ياسين»، حيث اعتاد كثير من المغاربة اختيار اسمين لأطفالهم، غالباً ما يكون الاسم الأول هو «محمد» أو «احمد». لكن والد الطفل يقول إنه اختار اسماً ثنائياً لطفله لإرضاء والده (جد الطفل) الذي كان يلح على تسمية المولود باسم «احمد» في حين كان هو يحبذ اسم «ياسين». وقال بوجراد إنه لم يكن يعرف من هو «الشيخ احمد ياسين» حتى نبهه احد الأشخاص الى ان التعقيدات التي تكتنف منح طفله تأشيرة دخول ربما تكون بسبب تشابه اسم الطفل مع «الشيخ ياسين».

وبعد ان ولد الطفل تقدمت والدته ليلي بطلب للحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة لها ولطفلها لتنضم الى زوجها في فرجينيا، وبالفعل منحتها القنصلية الأميركية في الدار البيضاء تأشيرة دخول لكنها لم تمنح بالمقابل تأشيرة لطفلها، وبعد فترة قررت ليلى ترك الطفل في كنف شقيقتها في المغرب، ذلك ان مدة تأشيرتها كادت ان تنتهي، معتقدة ان اجراءات حصول الطفل على التأشيرة ستستغرق مدة قصيرة ويلتحق بهما في ما بعد، بيد أن ذلك لم يحدث. وراح الزوجان يسعيان للحصول على موافقة إدارة الهجرة لفترة طويلة، حتى حصلا على الموافقة في يونيو (حزيران) الماضي، ثم استغرقت عملية حصول ياسين على التأشيرة عدة اسابيع، حتى وصل اول أمس الى مطار ريغان في فرجينيا.