بروفايل: محمد طلعت مهندس كهربائي يجيد لغة السلام

TT

طلعت من مواليد عام 1952 لعائلة متواضعة من المزارعين في كيرينيا (غيرنه بالتركية شمال قبرص)، تلقى دروسه الابتدائية في هذه المدينة التي كان يشكل فيها القبارصة الاتراك اقلية قبل الاجتياح التركي عام 1974. وعلى الاثر انتقل الى نيقوسيا قبل ان يغادر قبرص متوجها الى «الوطن الام» تركيا لتلقي دراسته العليا. وعند عودته الى الجزيرة انخرط في العمل السياسي في صفوف الحزب الجمهوري التركي (يسار وسط) الذي تولى رئاسته خلال مؤتمر عام 1996.

وقد عين في الماضي مرتين وزيرا للتعليم والثقافة ومرة نائبا لرئيس الوزراء في حكومات ائتلافية.

وطلعت النائب في البرلمان القبرصي التركي منذ 1998 حقق نتيجة استثنائية في الانتخابات التشريعية عام 2004 (19 نائبا من اصل 50 في البرلمان) واصبح يحمل لواء الناخبين الذين يساندون حل ازمة انقسام الجزيرة على اساس خطة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وهذه الخطة اصبحت لاغية منذ ان رفضها القبارصة اليونانيون بكثافة في ابريل 2004، فيما وافق عليها القبارصة الاتراك.

وقد حصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائية من جامعة الشرق الاوسط العريقة في انقرة عام 1977، حيث شارك في تأسيس ورئاسة جمعية ناشطة للطلاب القبارصة الاتراك. وكان طلعت يقوم باصلاح اجهزة التبريد والثلاجات في ورشة قريبة من منزله في كيرينيا قبل ان يدخل معترك السياسة.

وطلعت الذي يتكلم الانجليزية متزوج منذ 1978 من اويا نجمي، الناشطة في الحزب الجمهوري. ولديه بنت تدرس الماجستير في علم الاجتماع في المانيا وابن يدرس القانون. وقال أخيرا في مقابلة مع صحيفة تركية: «دنكطاش لا يزال يعتقد انني خائن، لكن ليس لدي سوى وطن واحد هو قبرص». وكان طلعت قد فاز في الانتخابات التي جرت في 18 ابريل في الجزء التركي الشمالي للجزيرة بحصوله على اكثر من 55% من الاصوات. ورحبت عدة دول بانتخابه. وكانت قبرص قد انقسمت اثر تدخل الجيش التركي في قسمها الشمالي ردا على انقلاب قام به قبارصة يونانيون بهدف الحاق الجزيرة باليونان. وأعدت الامم المتحدة خطة لحل مشكلة الجزيرة المقسومة عرضت على استفتاء في 27 ابريل 2004 رفضها القبارصة اليونانيون بأكثرية كبيرة، بينما وافق عليها القبارصة الاتراك، الا ان الزعيم القبرصي التركي الجديد مد «يد الاخوة والسلام» لسكان جنوب الجزيرة قائلا: «نحن كلنا معا في سفينة واحدة». ويدعو طلعت من جديد الى اعادة توحيد الجزيرة «وطننا المشترك» على اساس المساواة السياسية للمجموعتين شاكرا لتركيا دعمها لمجموعته. وكثف اللقاءات مع القادة السياسيين القبارصة اليونانيين ودعا على الدوام الى تعايش بين المجموعتين في الجزيرة، رغم الخلافات العميقة بينهما، لكنه يعترف بانه لا يحبذ ان يتزوج ابنه او ابنته من قبارصة يونانيين. وكان يرغب بشدة في انضمام القبارصة الاتراك الى الاتحاد الاوروبي، وقام بحملة في هذا الصدد، لكن رفض القبارصة اليونانيين للخطة خيب آماله.