مصدر عسكري: الجيش اللبناني مصمم على حسم أزمة البارد «في أقرب فرصة»

أهالي بلدة «أبو هريرة» في عكار يرفضون دفنه فيها

دورية للجنود اللبنانيين، في محيط مخيم نهر البارد (أ.ف.ب)
TT

يبدو جلياً من المواجهات الدائرة منذ 48 ساعة في مخيم نهر البارد أن الجيش اللبناني مصمم على حسم هذه الأزمة في أقرب فرصة ممكنة. وهذا ما رجحه مصدر عسكري متابع للعمليات العسكرية في المخيم وأبلغه لـ«الشرق الأوسط» رداً على سؤال عن موعد الحسم، وخصوصاً أن الساعات الماضية سجلت تقدماً نوعياً للجيش شل خلاله قدرة مسلحي تنظيم فتح الإسلام على ممارسة أعمال القنص بعد سيطرته على مبنيين كانا يستخدمان لإطلاق النار باتجاه الطريق الدولية التي تربط المنية بعكار أو باتجاه البلدات والقرى المجاورة للمخيم. وكانت العمليات العسكرية قد استمرت بوتيرة مرتفعة طوال ليل الثلاثاء /الأربعاء وحتى صباح أمس حين تحولت الى مناوشات بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة مصحوبة بقذائف من مدفعية الدبابات. إلا أن القتال ازداد عنفاً مجدداً اعتباراً من التاسعة ليشمل مختلف المحاور، من جنوب التعاونية ومركز ناجي العلي، وصولاً الى الدامون والبروة، فيما كانت مدفعية الميدان تقصف المواقع المحصنة في سعسع الواطي، مما تسبب في شل حركة المسلحين. وقد تمكنت وحدات من مغاوير الجيش من دخول مبنيين كانا يشكلان مركز عمليات القنص. وأفيد بأن مواجهات مباشرة ومن مسافات قريبة جرت مع المسلحين وأدت الى مقتل أكثر من ثلاثة منهم. كما نجحت وحدات الجيش في صد محاولة تسلل للمسلحين وقتلت ثلاثة منهم. فيما سقط عنصران من الجيش، أحدهما خلال معارك الليل، وآخر خلال المواجهات نهاراً.

الى ذلك، تمكن الجيش من وضع يده على ملاجئ وشقق جديدة كانت تستخدم أماكن لإقامة المسلحين أو لتخزين الأسلحة والذخائر والأعتدة. وكثفت وحدات الهندسة عملها في تفكيك الألغام والفخاخ المنصوبة في إكثر من مكان جرى التقدم اليه.

على صعيد آخر، رفض أهالي مشمش في قضاء عكار دفن جثة المسؤول في فتح الإسلام، شهاب قدور (أبو هريرة) في البلدة. وتجمع عدد منهم معلنين رفضهم لذلك، وخصوصاً أن بعض أبنائهم الذين يخدمون في الجيش سقطوا في معارك نهر البارد. ولم يعرف مصير جثة «أبو هريرة» وما إذا كان ذووه قد تسلموها. وعلم أنهم غادروا مكان اقامتهم في محلة الغرباء في طرابلس الى جهة مجهولة بعد ظهر أول من أمس.

وقد أكد رئيس بلدية مشمس، عقب اجتماع لوجهاء البلدة، رفض تسلم وتشييع «أبو هريرة» كونه «خائناً لوطنه ولمنطقته وكونه لم يولد في مشمش وغير مقيم فيها، وكونه عنصراً إرهابياً تطاول على المؤسسة العسكرية اللبنانية وعلى أبناء منطقته وبلدته مشمش».

وعلى صعيد ذي صلة، أكد عضو «رابطة علماء فلسطين»، الشيخ محمد الحاج، أن الرابطة «تدرس إمكان معاودة مبادرتها وتحديداً في موضوع التسليم وحل تنظيم فتح الاسلام الذي وافقت عليه القيادة الجديدة للتنظيم، وخاصة بعد ما حققه الجيش من إنجازات ينبغي المحافظة عليها وحفظ دماء الأبرياء».