الغطاء السني للجيش مكّنه من مواصلة مواجهة «فتح الإسلام»

TT

مع استمرار المواجهات الدائرة في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الاسلام» الارهابي، تبرز عوامل اساسية لم يتم التحدث عنها منذ بدء المعارك جعلت الجيش يتمكن من الاستمرار طوال هذه الفترة في حربه، من دون اي اعتراض يذكر، وخصوصا ان اجماعا وطنيا كاملا عوّض النقص في الامكانات اللازمة لتسريع الحسم والقضاء على هذا التنظيم.

وقالت مصادر معنية: «ثمة حقيقة ثابتة يجب ان تقال ويضاء عليها مفادها ان الجيش اللبناني ما كان ليستطيع الاستمرار في المواجهة لولا الغطاء الذي حظي به من قبل القيادتين الدينية والزمنية في الطائفة السنية. الامر الذي اعطى دفعا اضافيا واساسيا لاقدام ضباط ورتباء وجنود الجيش من هذه الطائفة على الانخراط بحماسة في هذه المواجهة».

واضافت: «ربما سأل البعض عن علاقة هذا الامر بقدرة الجيش على اخذ المبادرة والمواجهة. والجواب ان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني سارع منذ اللحظة الاولى الى رفع الغطاء عن هذه الجماعة (فتح الاسلام) وقال ان الاسلام منها براء. كما ان رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ذهب في الاتجاه نفسه. وهذان الموقفان كانا بمثابة الغطاء الضروري للجيش اللبناني للقيام بمهامه في التصدي لهذه الجماعة الارهابية في منطقة تعرف تاريخيا بانها منطقة تديُّن ويطغى عليها الطابع الاسلامي وتنمو فيها حركات اسلامية دينية، بخلاف المناطق اللبنانية الاخرى. وبالتالي فان هذا الغطاء من المرجعيتين السنيتين حيد هذه الحركات الاسلامية عن الصراع».

وتؤكد المصادر «ان مسارعة تيار المستقبل ودار الفتوى الى ادانة ظاهرة فتح الاسلام ازاحت عن كاهل الجيش عبئا كبيرا وحدّت من نسبة التعاطف مع الفلسطينيين واللبنانيين المنخرطين في فتح الاسلام. وحولت المحيط الذي يتحرك فيه الجيش الى محيط آمن مكنه من الانطلاق في ادارة المعركة ميدانيا بسهولة والصمود والتقدم في ظل احتضان شامل وخاصة من ابناء الشمال ذي الغالبية السنية».