الجنود الإسرائيليون يقومون بعمليات نهب وسرقة لمنازل الفلسطينيين

مقتل عنصرين من كتائب القسام وثالث من التنفيذية في شرق وشمال غزة

TT

في الوقت الذي يتراكم فيه المزيد من الشهادات حول قيام جنوده بعمليات نهب وسرقة لمنازل الفلسطينيين في المناطق التي يجتاحونها، قتل الجيش الإسرائيلي فجر أمس عنصرين من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، شرق مدينة غزة وعنصر من القوة التنفيذية شمال القطاع. وذكرت مصادر فلسطينية أن فادي ارقيق ومحمد صبحي البطنيجي من كتائب القسام، قتلا وهما يتصديان لوحدة اسرائيلية خاصة تسللت الى التخوم الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة. وفي بيان صادر عنها، قالت كتائب القسام إن الاشتباك بين عناصرها والوحدة الخاصة استمر 45 دقيقة، مشيرة الى أن أنها قصفت خلال الاشتباك تجمعا للقوات الاسرائيلية بقذائف الهاون. وفي شمال غزة قال مصدر طبي إن إكرامي أبو عمشة من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة قتل وأصيب اثنان آخران برصاص الجيش الاسرائيلي قرب معبر بيت حانون (ايريز). وأكد متحدث باسم القوة التنفيذية مقتل أبو عمشة، مشيرا الى انه «كان يعمل على تنظيم حركة المرور عند مدخل بلدة بيت حانون، القريب من ايريز عندما أطلق الجنود الإسرائيليون في معبر ايريز النار عليهم».

من ناحية ثانية ذكر شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن الجنود الإسرائيليين الذين يشاركون في عمليات المداهمة والاجتياح التي تتعرض لها يومياً المناطق الشرقية من قطاع غزة يقومون بعمليات سرقة ونهب على نطاق واسع لمنازل الفلسطينيين. وأكد الشهود أن الجنود يسرقون الأموال، وتحديداً إن كانت بالشيكل أو الدولار، الى جانب نهب المجوهرات وأجهزة التليفون الجوال والمقتنيات الفنية الثمينة، أو تلك التي ذات رمزية للفلسطينيين.

ونقل عن فلسطينيين من قرية الشوكة، الواقعة الى الشرق من مدينة رفح أن عناصر الجيش الإسرائيلي الذين اقتحموا القرية قبل ثلاثة أيام نهبوا عددا من المنازل التي دوهمت. وتسمح آلية العمل التي يتبعها الجيش الإسرائيلي خلال مداهمة منازل الفلسطينيين لجنوده بالقيام بكل ما يحلو لهم. حيث أنه بمجرد مداهمة الجنود للمنزل يجبرون أفراد العائلة على التجمع في إحدى الغرف، التي يطلب منهم عدم إضاءة الأنوار فيها، وعدم مغادرتها طوال فترة المداهمة. وان كان البيت متعدد الطوابق يتم تجميع قاطنيه في غرفة في الطابق الأول. وفي هذه الأثناء يقوم الجنود بعمليات تفتيش في المنزل، وينهبون كل ما يقع في أيديهم. واحد ضحايا عمليات النهب هذه هو علي معمر عضو المجلس المحلي لقرية الشوكة، الذي فوجئ باختفاء مبلغ 500 دولار كان يضعها في قميص له في خزانة في غرفة النوم.

وفقد محمد حدايد الذين يقطن في نفس القرية مبلغ 400 شيكل (91 دولارا). وقال مواطنون في القرية إن خمسة من عائلة العمور فقدوا مبالغ مختلفة من المال، إضافة الى أربعة أجهزة هاتف جوال، ومجوهرات. وغالبا ما تستخدم المنازل التي تتعرض للمداهمة، كمواقع متقدمة لقناصة الجيش الإسرائيلي الذين يقومون بتغطية نوافذها بستائر سوداء. وحسب شهود العيان فإن الجنود الإسرائيليين يحتجزون العائلات في الغرف المظلمة لمدة تتراوح بين 11 الى 16 ساعة. ويؤكد الذين تعرضت منازلهم للمداهمة أن الجنود عادة ما يقومون بالتبول على الفراش ويحرصون على تدمير الأثاث أثناء عملية التفتيش، الى جانب كتابة عبارات مستفزة على جدران المنازل. وما يثير الإحباط لدى العائلات الفلسطينية التي تعرضت لعمليات النهب من قبل الجنود الإسرائيليين أنه لا توجد وسيلة قانونية يمكنهم اتباعها لاسترداد ممتلكاتهم، فقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي التي تتولى الإشراف على القوات الإسرائيلية العاملة في القطاع لا تحقق بجدية في شكاوى الفلسطينيين، علما أنه في مطلع انتفاضة الأقصى أقر الجيش الإسرائيلي بأن عدداً من جنوده قاموا بعمليات نهب وسرقة أثناء عملياته في الضفة الغربية. ولا تسلم المنشآت الفلسطينية العامة من عمليات النهب، فحسب النسخة العبرية لصحيفة «معاريف» أمس، فإن عدداً من جنود اللواء «جولاني» نهبوا معدات وتجهيزات من مطار غزة الدولي أثناء عملية عسكرية في المكان.

يذكر أن لواء «جولاني» يعتبر من ألوية النخبة في الجيش الاسرائيلي، حيث احتكر تنفيذ عمليات الجيش ضد حركات المقاومة منذ أن اندلعت انتفاضة الأقصى في نهاية سبتمبر (أيلول) عام 2000.