القيادة الأمنية الإسرائيلية تبحث للأسبوع السادس في الاستعدادات للحرب المقبلة

باراك: الصواريخ المضادة للصواريخ ستكون جاهزة خلال 3 ـ 5 سنوات ولا انسحاب من الضفة قبل ذلك

TT

للمرة السادسة خلال ستة أسابيع، عقد المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الاسرائيلية أمس، اجتماعا خصص للبحث في أخطار الحرب المقبلة، ومدى استعداد الجيش الاسرائيلي لها بشكل عام، واستعداد الدفاع المدني في الجبهة الخلفية بشكل خاص. وعقد الاجتماع بسرية تامة لدرجة أن الوزراء أجبروا على ترك هواتفهم الجوالة خارج القاعة. وطلب رئيس الوزراء ايهود أولمرت، منهم عدم تسريب أي شيء من الأبحاث.

وحضر الاجتماع عشرة هم كبار الوزراء، اضافة الى قادة الأجهزة العسكرية والأمنية. وأكد فيه رئيس الوزراء أولمرت، ان اسرائيل وسورية غير معنيتين بحرب بينهما، ولكن حالة التأهب المبنية على مخاوف متبادلة قد تدفعهما الى صدام حربي. وهذا الصدام قد يتسع ليشمل قوى أخرى مثل إيران أو حزب الله أو الفلسطينيين، مجتمعين أو كلا على حدة. وقال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) الجنرال يوسي بيديتس، ان سورية لا تخطط لحرب ضد إسرائيل. ولكنها مقتنعة بأن اسرائيل تعد لهجوم حربي عليها. وهي تجري التدريبات وتعلن حالة تأهب لمواجهة خطر كهذا.

ولكن رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، مئير دجان، قال ان سورية تبث رسائل متناقضة. فهي من جهة تتحدث عن سلام، ومن جهة أخرى تتحدث عن مقاومة وتحرير. وتقيم علاقات مع ألد أعداء اسرائيل وتشجع الإرهاب. لذلك على اسرائيل ألا تعتمد على التطمينات السورية، وأن تكون جاهزة لأي احتمال. ولخص أولمرت النقاش بالقول ان اسرائيل لا تريد الحرب، مثل سورية، ولكن عليها أن تكون جاهزة لأي تطور مفاجئ. ودعا الجيش الاسرائيلي الى اجراء كل الاستعدادات اللازمة لمجابهة أي تطور.

يذكر ان الجيش الاسرائيلي يجري تدريبات حربية متواصلة في الأشهر الثلاثة الأخيرة لمواجهة خطر الحرب في الشمال، وكان آخر هذه التدريبات أول من أمس في قاعدة التدريب العسكري في النقب بحضور وزير الدفاع ايهود باراك، ورئيس أركان الجيش غابي اشكنازي. وفي حين دعي الصحافيون للنشر عن التدريبات ونجاحها، التقطت الكاميرات الجنرال اشكنازي وهو يتابع التدريبات من خلال ناظور مغلق، مثلما حصل في حينه لوزير الدفاع السابق عمير بيرتس. وتتركز هذه التدريبات على مجابهة هجوم حربي صاروخي من أي طرف كان، وفي ختامها عاد باراك ليؤكد اصراره على انتاج صواريخ مضادة للصواريخ قصيرة المدى، بما في ذلك الصواريخ الفلسطينية البدائية، التي تصنعها وتطلقها تنظيمات فلسطينية أخرى مسلحة ضد بلدات اسرائيلية في محيط قطاع غزة، أو صواريخ كاتيوشا وغيرها لدى حزب الله في لبنان. ولمزيد من محاولات ابراز هذا الموضوع، قام باراك بزيارة الى مصنع «رفائيل» الذي يتم فيه صنع هذا الصاروخ، حالما انتهت التدريبات في النقب، وأعلن من هناك ان الصاروخ سيكون ناجزا في غضون 3 ـ 5 سنوات. واستغل باراك هذه المناسبة ليرد على الأنباء التي نشرت في اليوم السابق، حول خطة الرئيس شيمعون بيريس للانسحاب الكامل من الضفة الغربية بنسبة 100 % مع تبادل أراض، فقال: «لن يكون هناك أي انسحاب قبل أن نضمن وجود صواريخ اسرائيلية حديثة، قادرة على شل صواريخ القسام الفلسطينية»، مما يعني ان الانسحاب لن يتم قبل 3 ـ 5 سنوات على الأقل.

وحسب صحيفة «هآرتس» فإنه «حينها فقط يمكن أن توافق إسرائيل على الانسحاب من الضفة الغربية بشكل له مغزى، وإلا فإن منطقة وسط إسرائيل (القدس الكبرى وتل أبيب) ستكون تحت رحمة القذائف والصواريخ الفلسطينية».