قال الجيش الباكستاني إنه شن هجمات جديدة ضد مقاتلين موالين لطالبان في منطقة القبائل شمال وزيرستان بالقرب من الحدود مع أفغانستان. وقال الجيش إن الهجمات بطائرات الهليوكوبتر وبنيران المدفعية أسفرت عن مقتل عشرة مقاتلين، ومن بينهم مشتبه في كونهم مقاتلين أجانب. وشنت القوات الباكستانية هجوما مماثلا أمس على معسكر للمسلحين يقع في منطقة ديجان التي تبعد بمسافة 27 كيلومترا عن مدينة ميرانشاه باقليم وزيرستان الشمالي. يذكر ان اقليم وزيرستان الشمالي الذي تهيمن عليه القبائل يعتبر ملاذا آمنا لمقاتلي حركة طالبان ومسلحي تنظيم «القاعدة». وقال الناطق باسم الجيش الجنرال وحيد ارشاد لوكالة الصحافة الفرنسية: «بين الناشطين القتلى على ما يبدو ستة الى ثمانية من العرب والطاجيك والشيشان، وفق معلومات اولية غير مؤكدة».
واطلق الجيش كذلك قذائف الهاون على مخبأ مفترض للمقاتلين الاسلاميين في بلدة تقع على بعد حوالي 20 كيلومترا من ميران شاه، المدينة الرئيسية في شمال وزيرستان في قلب المناطق القبلية، التي يقال انها تؤوي الطالبان الافغان ومقاتلين من «القاعدة» يتلقون دعما من القبائل الباكستانية وفق المصدر ذاته.
واوضح الجنرال ارشاد ان نحو عشرة ناشطين اخرين اصيبوا، في حين لم يصب اي جندي، لان الجيش شن العملية عن بعد مستخدما المدفعية والمروحيات. وكان الجنرال ارشاد قد كشف عن هذه الغارة الثلاثاء من دون ان يورد اي حصيلة. وقال ضابط، طلب عدم الكشف عن اسمه، ان الهدف كان في بلدة دايغان غرب ميران شاه. وكان الناطق باسم الجيش قد اكد امس ان «العملية التي دامت ثلاث ساعات شنت (فجرا) بالاستناد الى معلومات اشارت الى وجود ناشطين».
وقالت مصادر طبية ان احد سكان البلدة ونجليه اصيبوا بجروح.
وقال الرئيس الباكستاني برويز مشرف اول من امس، إن الحديث عن ضربات عسكرية اميركية ضد تنظيم «القاعدة» في باكستان لن يضر سوى الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الإرهاب. وتصادفت تصريحات مشرف مع عملية عسكرية كبرى نفذتها القوات الباكستانية ضد المتطرفين في مناطق القبائل، أسفرت عن مقتل عشرة مسلحين وإصابة ستة، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس عن الناطق باسم الجيش، الجنرال وحيد أرشاد. وانتقد مشرف خلال لقائه بالسناتور دين دربين في مدينة كراتشي التصريحات الصادرة عن مسؤولين في الإدارة الاميركية ومرشحي الانتخابات الرئاسية، حول توجيه ضربة عسكرية ضد «القاعدة» في أراضي بلاده. ونقلت الخارجية الباكستانية، في بيان، أن مشرف شدد على أن قوات بلاده، التي تمتلك القدرات الكاملة للتعامل مع كافة الأوضاع، هي التي ستشن ضربات ضد الإرهاب في أراضي بلاده. وجاء في البيان، «أوضح الرئيس أن بعض التصريحات الاميركية الأخيرة غير مجدية للتعاون الوثيق والتنسيق القائم بين الدولتين لمواجهة التهديدات الإرهابية».